اعتبرت الصهيونية العالمية والمدرسة التوراتية الرواية التاريخية حقيقة لاتقبل الجدل, استندت إليها في بلورة أطماعها مستغلة تزويرها للتوراة وماورد فيها من حق إلهي وحق تاريخي بالعودة إلى ما أسموه أرض إسرائيل ، ويقوم الخطاب التوراتي على دعم مقولة الأرض الكبرى والكاملة التي تستند على مقولة كل أرض وطئتها أقدامهم وانطلاقا من ذلك عملت المدرسة التوراتية على تزوير كل الحقائق وتحريف التاريخ العربي وتزييفه، والاشد خطرا من ذلك أولئك الذين تمسكوا بالمدرسة التوراتية ومفهومها.
– لقد تعرض التراث الاثري في بلاد الشام الى سوء استخدام وتفسير من قبل الغربيين وأدى رجال الدين والسياسة والعسكر دورا بارزا في هذا المجال ، مما أعطى معظم الدراسات الاثرية في المنطقة طابعا استعماريا وعنصريا ودينيا بحتا ، جسده النهج التوراتي الذي طبع الدراسات الاثرية منذ بداياتها في القرن الثامن عشر، وقاد الى تبلور المدرسة التوراتية في الأثار، التي تمحورت أنشطتها حول إثبات صحة ومصداقية المعلومات التوراتية ، والعهدين القديم والحديث من خلال المكتشفات الاثرية.
فكانت حملة تنقيبات أثرية طالت جميع البلدان التي ورد لها ذكر في التوراة وبخاصة سورية وفلسطين والاردن ولبنان ومصر والعراق، لكن النشاط الاكبر لهذه المدرسة قد تركز في سورية وفلسطين في محاولة لاحتلال التاريخ بعد احتلال الارض، واقترن ذلك بتسابق معظم الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وامريكا والمانيا على إنشاء معاهد للأثار في جميع الدول التي اعتمدت النهج التوراتي وهي معاهد لا زالت تعمل حتى الآن.
لم تكن أثار بلاد الشام في منآى عن الممارسات التوراتية التي طالتها في أكثر من مكان.
ففي سوريا تعتبر تنقيبات ماري مثالا ساطعا على الخرق التوراتي الخطير لهذه الآثار، أدار هذه التنقيبات رجل الدين الفرنسي وأحد أهم أنصارالمدرسة التوراتية أندريه بارو لأكثر من اربعين عاما، هدف بارو الى استخدام المكتشفات في ماري وبخاصة المعلومات الواردة في أرشيفها الكتابي، للدلالة على صحة وتاريخية التوراة، فحاول الربط بين سكان ماري وعهد الاباء الأوائل لبني اسرائيل ابراهيم واسحق ويعقوب وبين قبيلة بني يمن في ماري، واخرى توراتية مقارنا أيضا بين الخبيرو في الصحراء السورية والعبرانيين في فلسطين، إضافة إلى ربطه الأسماء الشخصية والألقاب الدينية والتنظيم القبلي والشعائر الروحية في ماري مع مثيلاتها في التوراة ، بل أنه افترض أن اليهود أقاموا في ماري في طريق سبيهم المزعوم الى بابل، وتحدث عن قصة الخلق التوراتية ومثيلاتها في نصوص بابل وماري وغير ذلك من الامور التي قادته للقول بأنه ينحني أمام أرشيف ماري الذي أعطى قاعدة قوية للعهد القديم.
– وطال التفسير التوراتي أوغاريت أيضا إذ ربط التوراتيون بين الآدب الاوغاريتي، الملاحم والشعر وبين أدب التوراة، كما دُرست المعتقدات الدينية والعلاقات الاقطاعية في اوغاريت على خلفية مثيلاتها في اسرائيل القديمة المزعومة.
– بدورِها خضعت نصوص ايمار ( مسكنة ) لمحاولة إقامة ترابط بينها وبين التوراة في مجال الشعائر الدينية، مثل عادة المسح بالزيت والاحتفالات الدينية ونصوص النبؤة والاعتناء بالموتى وغيرها، المقارنات ذاتها طالت نصوص الالا خ ( تل العطشانة ) في منطقة العمق.
– لكن التدخل الاخطر حصل عندما جرت محاولة الربط بين مكتشفات ابلا والتوراة وما رافقها من أبعاد نكتفي بالإشارة إلى عناوينها، إذ مع اكتشاف الارشيف الملكي الضخم في ابلا عام 1975 أطلق لغوي البعثة جيوفاني بيتيناتو بعض التصريحات الحمقاء عن علاقة هذا الارشيف بالتوراة، فعلى سبيل المثال حاول بيتيناتو تفسير اسم ورد في أحد الألواح المسمارية على أنه أحد ملوك اليهود واسمة ( ابيريوم ) بعد مطابقة خاطئة مع اسم عابر التوراتي جد اليهود المزعوم الوارد في كتاب التوراة، وقد ثبت تعاون بيتيناتو مع الكيان الاسرائيلي من خلال تسريبة صور الواح ابلا الى عالم المسماريات الاسرائيلي ميشيل داهود. وما ان أطلق بيتيناتو هذه التصريحات حتى التقطت وسائل الاعلام الغربية وبخاصة الفرنسية والبريطانية والامريكية وروجت على على كل المستويات بل حاول أشخاص لاعلاقة لهم بالاختصاص استغلال هذا الكشف لخدمة السياسة الاسرائيلية والصهيونية العالمية والاسائة لسورية.
وفي منطقة الفرات الاوسط قامت بعثة جامعة لوس انجلس برئاسة جورجيو بوتشيلاتي بالتنقيب في تل العشارة منذ سبعينيات القرن الماضي، وفي السنوات السابقة تابع التنقيبات في موقع تل موزان أوركيش القديمة بالحسكة، وكل نشاطه انصب على ربط مكتشفات تل موزان بماض توراتي لاأساس له من الصحة.
وما زاد خطورة المدرسة التوراتية مشروع ممول من قبل جامعة باريس الرابعة – الصهيونية التوجه ، والمعهد الفرنسي بدمشق بدأ من 2002 وهذا المشروع يخص توثيق قلاع وحصون بلاد الشام من خلال سجل كبير أشرف عليه باحثان من جامعة باريس الرابعة هما بنيامين ميشوديل وسيريل يوفيتش والمشروع يستثنى قلاع وحصون الجولان في سورية من السجل كما يستثني قلاع وحصون فلسطين المحتله من بلاد الشام ويستبدلها بمصر الامر الذي ينطوي ببساطة على غرض سياسي واضح هو رسم خريطة جديدة لبلاد الشام من خلال سجل اثري ُتخرج الجولان من سورية وفلسطين من بلاد الشام.
وعلى صعيد أخر ُتشكل الممارسات الاسرائيلية في الاراضي العربية المحتله نموذجا معبرا عن تزوير التاريخ خدمة لسياسات توسعية وعنصرية دينية، لقد دخل الآثاريون مع الجنود منذ الايام الاولى للاحتلال وبدأو عمليات مسح وتنقيب مكثف لازالت مستمرة، وطالت كل المراحل والعصور مع تركيز خاص على الالف الاول قبل الميلاد، المرتبط بما يسمى تاريخ اسرائيل القديم، وهم يزعمون أن مكتشفاتهم أثبتت بأن الجولان كان جزءا من مملكة داود وسليمان ،
الذي أقامو فيه القلاع المحصنة والمستوطنات اليهودية منذ مطلع الاف الاول قبل الميلاد، وأن اليهود استمروا بسكن المنطقة حتى العصرين البيزنطي والروماني بدلالة المعابد اليهودية التي قضى عليها المسلمون وما الى ذلك من ادعاءات بهدف تبرير احتلالهم لهذه الارض التي انفردوا بالعمل الاثري فيها فلم يشرك الاسرائيليون احدا في اعمالهم ولم يطلع أحد مباشرة على مكتشفاتهم التي نشروها بالعبرية ،
وكأنها مخصصة لليهود فقط، ومن يراجع المشورات القليلة التي صدرت بالانكليزية والفرنسية يدرك حجم الانتقائية والتزوير بدءا من تاريخ الجولان ، منذ أن كان جزءا من أرام ومن مملكة الايطوريين في الالف الاول قبل الميلاد، والاسوء من ذلك التسييس المتعمد لتاريخ الجولان واهلهِ، والقول بان سكان الجولان القدماء كانو حلفاء واقرباء في العقيدة والدم لليهود ثم اعتبار هؤلاء الايطوريين اسلاف سكان جبل العرب الحاليين، في محاولة خبيثة ومكشوفة لخلق انتماء وتاريخ مشترك بين اليهود وسكان جبل العرب،
ورغم كل الدلائل التي ساقها الاسرائيليون والتوراتيون حتى اليوم على يهودية المواقع الاثرية في الجولان ، هي أدلة استنتاجية تعتمد على رموز تستخدمها البشرية جمعاء كرمز الاسد والافعى وأقراط العنب، وهي كما هو مبين لدى علماء الأثار، هي رموز تزينيه استخدمتها الحضارة العربية على مر العصور.
الذي أقامو فيه القلاع المحصنة والمستوطنات اليهودية منذ مطلع الاف الاول قبل الميلاد، وأن اليهود استمروا بسكن المنطقة حتى العصرين البيزنطي والروماني بدلالة المعابد اليهودية التي قضى عليها المسلمون وما الى ذلك من ادعاءات بهدف تبرير احتلالهم لهذه الارض التي انفردوا بالعمل الاثري فيها فلم يشرك الاسرائيليون احدا في اعمالهم ولم يطلع أحد مباشرة على مكتشفاتهم التي نشروها بالعبرية ،
وكأنها مخصصة لليهود فقط، ومن يراجع المشورات القليلة التي صدرت بالانكليزية والفرنسية يدرك حجم الانتقائية والتزوير بدءا من تاريخ الجولان ، منذ أن كان جزءا من أرام ومن مملكة الايطوريين في الالف الاول قبل الميلاد، والاسوء من ذلك التسييس المتعمد لتاريخ الجولان واهلهِ، والقول بان سكان الجولان القدماء كانو حلفاء واقرباء في العقيدة والدم لليهود ثم اعتبار هؤلاء الايطوريين اسلاف سكان جبل العرب الحاليين، في محاولة خبيثة ومكشوفة لخلق انتماء وتاريخ مشترك بين اليهود وسكان جبل العرب،
ورغم كل الدلائل التي ساقها الاسرائيليون والتوراتيون حتى اليوم على يهودية المواقع الاثرية في الجولان ، هي أدلة استنتاجية تعتمد على رموز تستخدمها البشرية جمعاء كرمز الاسد والافعى وأقراط العنب، وهي كما هو مبين لدى علماء الأثار، هي رموز تزينيه استخدمتها الحضارة العربية على مر العصور.
أما الادلة الدامغة التي لاتقبل مجالا للشك، هي تلك العائدة الى الحقبتين المسيحية والاسلامية، اذا تشير كافة الادلة التاريخية والاثرية الى تجذر هاتين الديانتين في الجولان، وهنا يعمل الاسرائيليون والتوراتيون على ترويج أنه تم العثور على أكثر من عشرين كنسا يهوديا في منطقة صغيرة شمال شرق بحيرة طبرية، وهو ما يعتبرونه دليلا على أن سكان هذا الموقع من الجولان كانوا يهودا في العصر البيزنطي، غير ان المعضلة الجوهرية في هذه الادعاءات أنها ظنينة تعتمد على حدسهم وعلى الرمز اكثر من اعتمادها على الادلة العلمية الاثرية والتاريخية، والكنس العشرون عبارة عن أبنية عادية،
عثر في بعضها على رموز حيوانية ونباتية كانت شائعة في تلك الفترة، وهذه الرموز يمكن أن نجدها في اي مرحلة فهي ليست الا رموز تزينية،
ويعتمد الاسرائيليون والتوراتيون على كل الوسائل لاعطاء صفة لها تدل على تواجدهم ، وخير مثال على ماتقدم الكنيسة المسيحية في قصرين التي اجرت البعثات الاسرائيلية عليها بعض الترميمات بما يخدم مصالحهم، اذا رممت بطريقة توحي إلى انها كنس يهودي عبر اضافة مقاعد حجرية تحيط بالجدران من الداخل والامر نفسه ينطبق على المبنى العام في قلعة السنام، فقد تم ترميم القاعة الكبيرة بالطريقة نفسها ، اي اضافة مقاعد حجرية وتم وضع قطعة معدنية فيها لايوجد مثيل لها في العالم ، كتبوا عليها عزة اوشليم، أما كنيس الحمة فقد اعتمدوا في تزويرهم على لوحة فسيفسائية لأسدين قيل انهما يشبهان أسدي بيت ألفا في فلسطين،
دون وجود اي دليل اخر سوى كتابة ارامية تتحدث عن أسماء متبرعين ببنائة، وما يلفت النظر عدم وجود اي شعارات أو عبارات لها علاقة باليهودية، بل ان ما يزيد الامر تأكيدا وجود لقب احد المتبرعين ( القمص ) وهو اسم مسيحي قبطي معروف، والتزييف أمثلته كثيرة، فقد ادى اعتماد الهالاخا كمصدر شرعي لدى التوراتيين والاسرائليين في تحديد هوية بعض القرى الجولانية باعتبارها يهودية الى خيبة امل لدى الكيان الصهيوني ، وأصحاب المدرسة التوراتية اقروا بان القرى التي ورد ذكرها في كتب الهالاخا وهي عينوش وعين حارة وكفر حاريب … الخ لم يعثر في اي منها على أي أثر يهودي.
عثر في بعضها على رموز حيوانية ونباتية كانت شائعة في تلك الفترة، وهذه الرموز يمكن أن نجدها في اي مرحلة فهي ليست الا رموز تزينية،
ويعتمد الاسرائيليون والتوراتيون على كل الوسائل لاعطاء صفة لها تدل على تواجدهم ، وخير مثال على ماتقدم الكنيسة المسيحية في قصرين التي اجرت البعثات الاسرائيلية عليها بعض الترميمات بما يخدم مصالحهم، اذا رممت بطريقة توحي إلى انها كنس يهودي عبر اضافة مقاعد حجرية تحيط بالجدران من الداخل والامر نفسه ينطبق على المبنى العام في قلعة السنام، فقد تم ترميم القاعة الكبيرة بالطريقة نفسها ، اي اضافة مقاعد حجرية وتم وضع قطعة معدنية فيها لايوجد مثيل لها في العالم ، كتبوا عليها عزة اوشليم، أما كنيس الحمة فقد اعتمدوا في تزويرهم على لوحة فسيفسائية لأسدين قيل انهما يشبهان أسدي بيت ألفا في فلسطين،
دون وجود اي دليل اخر سوى كتابة ارامية تتحدث عن أسماء متبرعين ببنائة، وما يلفت النظر عدم وجود اي شعارات أو عبارات لها علاقة باليهودية، بل ان ما يزيد الامر تأكيدا وجود لقب احد المتبرعين ( القمص ) وهو اسم مسيحي قبطي معروف، والتزييف أمثلته كثيرة، فقد ادى اعتماد الهالاخا كمصدر شرعي لدى التوراتيين والاسرائليين في تحديد هوية بعض القرى الجولانية باعتبارها يهودية الى خيبة امل لدى الكيان الصهيوني ، وأصحاب المدرسة التوراتية اقروا بان القرى التي ورد ذكرها في كتب الهالاخا وهي عينوش وعين حارة وكفر حاريب … الخ لم يعثر في اي منها على أي أثر يهودي.
وفي اطار سعيهم لاحتلال التاريخ بعد احتلال الارض أشرف المؤرخون اليهود على دراسات جعلت من بعض المدن الكنعانية مدنا في دائرة التهويد ،
والامثلة في هذا الصدد كبيرة فمثلا مدينة لايش مدينة كنعانية باعتراف العهد القديم، وهي حاليا تل القاضي في الجولان السوري المحتل بجانب جبل الشيخ ، يطلق الاسرائيليون عليها تل دان استنادا الى رواية توراتية تتعلق بحديث عن غزو قام به بنو اسرائيل للمدينة فأطلقو عليها اسم دان الابن التاسع ليعقوب، وهذا الغزو محض خرافة، ولكن من خلال هذه الخرافة فإننا نثبت المعلومة الاهم وهي ان لايش كنعانية باعتراف العهد القديم، فالكاتب التوراتي لم يكن يقصد تعريفنا بكنعانية المدينة وإنما استعراض القوة الزائفة والحدث المزيف الذي يعطي الغزاة المزعومين حقا في امتلاك المدينة حسب عقليته. وفي مثال اخر يسمي العهد القديم بحيرة طبرية باسم بحر الجليل( يم هجليل ) وينقل الاسم الى الانكليزية كاليلي سي ( galilee sea ) وقد لا يدرك بعض القراء أن بحر الجليل هو بحيرة طبرية الان وفي الماضي، وخاصة اولئك القراء الذين لايعرفون ان عبرية العهد القديم هي لهجة كنعانية ، وأن الاسماء الجغرافية الواردة فيه هي اسماء تخصنا نحن مثل : أريحا – احلب – بئر السبع – بيت ال – حاصور – تمر – تمنه …. الخ فجل هذه المدن هي كنعانية فلسطينية مجهولة في المراجع العربية ذات الصلة.
والامثلة في هذا الصدد كبيرة فمثلا مدينة لايش مدينة كنعانية باعتراف العهد القديم، وهي حاليا تل القاضي في الجولان السوري المحتل بجانب جبل الشيخ ، يطلق الاسرائيليون عليها تل دان استنادا الى رواية توراتية تتعلق بحديث عن غزو قام به بنو اسرائيل للمدينة فأطلقو عليها اسم دان الابن التاسع ليعقوب، وهذا الغزو محض خرافة، ولكن من خلال هذه الخرافة فإننا نثبت المعلومة الاهم وهي ان لايش كنعانية باعتراف العهد القديم، فالكاتب التوراتي لم يكن يقصد تعريفنا بكنعانية المدينة وإنما استعراض القوة الزائفة والحدث المزيف الذي يعطي الغزاة المزعومين حقا في امتلاك المدينة حسب عقليته. وفي مثال اخر يسمي العهد القديم بحيرة طبرية باسم بحر الجليل( يم هجليل ) وينقل الاسم الى الانكليزية كاليلي سي ( galilee sea ) وقد لا يدرك بعض القراء أن بحر الجليل هو بحيرة طبرية الان وفي الماضي، وخاصة اولئك القراء الذين لايعرفون ان عبرية العهد القديم هي لهجة كنعانية ، وأن الاسماء الجغرافية الواردة فيه هي اسماء تخصنا نحن مثل : أريحا – احلب – بئر السبع – بيت ال – حاصور – تمر – تمنه …. الخ فجل هذه المدن هي كنعانية فلسطينية مجهولة في المراجع العربية ذات الصلة.
ان الادعاءات المغرضة والمضللة التي يعرضها الباحثون التوراتيون في مؤلفاتهم هي هدية مجانية للكيان الاسرائيلي : فعلى سبيل المثال الباحثة الفرنسة فرانسواز شاتوني في كتابها العلاقات بين مدن الساحل الفينيقي ومملكتي اسرائيل ويهوذا الصادر سنة 1992 في لوفان ، نلاحظ ان الباحثة شاتوني استغلت الاصحاح السابع والعشرين في سفر حزقيال في العهد القديم، وهذا الاصحاح قدم تفاصيل عن الانشطة الاقتصادية لمدينة صور الكنعانية الفينيقية وخاصة النشاط التجاري فتوقفت التوراتية شاتوني عند الشاهد السابع عشر، والذي يتحدث عن سلع تاجر بها أهل يهوذا واسرائيل في سوق صور، ومن هذه السلع الحلاوي وزيت الزيتون، وقد ناورت كثيرا لتقنع القارئ أن هذه السلع منتوجات اسرائيلية، واصفة الحلاوي بالمنتوج الاسرائيلي ، مبررة ذلك بالقول إن الحلاوي لفظة موجودة في العبرية القديمة بصيغة بنج والحقيقة ان الحلاوي نوعا من المربى الذي انتجته فلسطين القديمة وصور وهو منتوج كنعاني بحسب النصوص البابلية والحثية وليس اسرائيليا.
اما فيما يتعلق بزيت الزيتون ( شمن ) فقد استغلت شاتوني ذكره في شاهد حزقيال لتتحدث بخيال توراتي كبير عن صناعة وتجارة زيت اسرائلية ،
وقد امعنت في تحريفها متحدثة عن معاصر اكتشفت في مواقع كنعانية مثل لايش وتمنة وتل بيت مريم وبيت شمش ، قائلة: ان هذا النوع من المعاصر يدل على التطور التقني المحسوس في مجال عصر واستخراج الزيت وقد أسهم هذا في وفرة الانتاج وأدى الى الاقبال على التجارة الاسرائيلية باتجاه فينيقيا خاصة ، وهنا لايمكننا القبول بهذه المعلومات فالمعاصر المكتشفة هي معاصر كنعانية وهي جزء من تقاليد صناعة زيت كنعانية عريقة ،عرفتها جل المدن الكنعانية الفينيقية، وان عدنا الى العهد القديم فاننا لانجد فيه اي حديث عن معاصر زيت، والتقنية الوحيدة لاستخراج زيت الزيتون في العهد القديم هي تقنية دوس الزيتون بالارجل وبهذه التقنية لايمكن ان يتم انتاج كميات من الزيت كافيه اوصالحة للتصدير وانما للاستهلاك الفوري والدهن.
وقد امعنت في تحريفها متحدثة عن معاصر اكتشفت في مواقع كنعانية مثل لايش وتمنة وتل بيت مريم وبيت شمش ، قائلة: ان هذا النوع من المعاصر يدل على التطور التقني المحسوس في مجال عصر واستخراج الزيت وقد أسهم هذا في وفرة الانتاج وأدى الى الاقبال على التجارة الاسرائيلية باتجاه فينيقيا خاصة ، وهنا لايمكننا القبول بهذه المعلومات فالمعاصر المكتشفة هي معاصر كنعانية وهي جزء من تقاليد صناعة زيت كنعانية عريقة ،عرفتها جل المدن الكنعانية الفينيقية، وان عدنا الى العهد القديم فاننا لانجد فيه اي حديث عن معاصر زيت، والتقنية الوحيدة لاستخراج زيت الزيتون في العهد القديم هي تقنية دوس الزيتون بالارجل وبهذه التقنية لايمكن ان يتم انتاج كميات من الزيت كافيه اوصالحة للتصدير وانما للاستهلاك الفوري والدهن.
ولكن الاخطر من كل ما تقدم المشروع الاسرائيلي الصهيوني أركان، الذي بدأ بتاريخ 2002 وانتهى عام 2011، بمشاركة خمس جهات من الكيان الاسرائيلي يهدف الى وضع تسلسل زمني لمنطقة الشرق الاوسط ويحذف المواقع الكنعانية الفينيقية في الساحل السوري من التسلسل الزمني، وقد شارك في هذا المشروع ثلاثون دولة من ضمنها الكيان الاسرائيلي من خلال الجهات الاسرائيلية التالية: جامعة بن غوريون – النقب/ هيئة الاثار الاسرائيلية – جامعة تل ابيب – معهد وايزن العلمي – جامعة بار ايلان_ وهدف مشروع اركان زج اسرائيل, في تاريخ الشرق القديم ومعطياتة الاثرية بدأت من الالف الثالث قبل الميلاد ، بعد وضع تعريف جديد للفترة المذكورة في المنطقة ليكون حجر الزاوية لدراستها على مستوى العالم من وجهة نظر منفذي المشروع أي ان قواعد بيانات المشروع النهائية ستقصي اي قواعد بيانات موجودة سابقا ، او تزامنا مع تنفيذ المشروع ، مما يفسر استهداف مواقع الاثار والمتاحف السورية واستكمال نهب القطع الاثرية من قبل العصابات الصهيونية خلال الازمة في اطار الهوية السورية الحقيقية وخلق واقع جيوسياسي وديموغرافي جديد ومما يفسر ايضا ، كل الفوضى في الاثار وعرقلة مشاريع النشر والتوثيق وفي مقدمتها المشروع المعلوماتي الوطني لتوثيق الاثار والمتاحف السورية.
ختاما ان عبثية التوراتيين والاسرائيليين تتجلى في البحث عن فترات افتراضية للاستيطان اليهودي في أراضي بلاد الشام وكما تقدم معنا من خلال الامثلة التي أوردتها وهي قليلة بالنسبة الى مئات الامثلة الحية التي تؤكد الزيف التوراتي والاسرائيلي للمعطيات التاريخية والاثرية ، فجميع الاستنتاجات والمقارنات بين اثار بلاد الشام والتوراة غير علمية وهي مسيئة ومسيسة ومشبوه ولا علاقة لها بالبحث العلمي الجاد والنزية وهي استنتاجات مبهمة وغير دقيقة وغير موثوقة ولا تأخذ بعين الاعتبار الفرق الجوهري في الزمان والمكان بين امور ومواضيع تفصلها مساحات جغرافية وزمنية شاسعة اضافة الى خلل منهجي قاتل هو عدم التفريق بين نصوص كتابية حقيقية وبين روايات توراتية مزورة مطعون في صدقها وعلاقتها بالاحداث والوقائع الفعلية لتاريخ المنطقة.