للإيرانية آذر نفيسي .
الكتاب هو مذكرات الكاتبة عن عائلتها وما مرت به من ظروف حالكة ومتحولة.
جاءت فكرة كتاب نفيسي من يومياتها التي بدأت تكتبها بعد الثورة عام 1979،
مقتبسة أيضا من يوميات والدها الذي كان أمين العاصمة طهران، وأصدرها وأهداها إليها يوم كانت في الرابعة من عمرها. تروي نفيسي حكايات لم تكشف عنها من قبل:
ترعرعها في عائلة معروفة، فقد كانت أمها عضوا” في البرلمان في زمن الشاه، وأبوها كان من رجاله أيضا”،
دراستها في سويسرا وإنكلترا والولايات المتحدة، زواجها الأول، الذي تصفه باندفاع متهور، من رجل لم تحبه، عودتها إلى إيران أواخر عقد السبعينات من القرن الماضي، ممارستها التدريس تحت تعليمات رجال الدين، وزواجها للمرة الثانية وطفليها.
هي قصة أسرة تتكشف على خلفية عهد مضطرب من تاريخ إيران السياسي والثقافي. ثمة قصص كثيرة بين ولادة جدة المؤلفة في بداية القرن العشرين وولادة ابنتها في نهايته، وقد وسمتها ثورتان اعطتا إيران شكلا معيناً، وأحدثتا انقسامات وتناقضات كثيرة بحيث اصبح الاضطراب المؤقت هو الشيء الوحيد الدائم. ولدت جدة المؤلفة حينما كانت إيران تعيش في ظل حكومة ملكية غير مستقرة واستبدادية وخاضعة للقوانين الدينية الصارمة التي تجيز الرجم بالحجارة، وتعدد الزوجات، والاقتراب من الفتيات الصغيرات اللواتي في سن التاسعة.
لم يكن مسموحاً للنسوة بأن يغادرن منازلهن إلا لماماً، وعندما كن يفعلن ذلك جرت العادة أن يرافقهن شخص ما وأن يغطين أجسادهن من قمة الرأس حتى أخمص القدمين. ولم يكن هناك مدارس للنساء، على الرغم من أن بعض العوائل التي تنتمي الى طبقة النبلاء كانت توفر معلمين خصوصيين لبناتها. شهدت جدة المؤلفة الثورة الدستورية خلال الفترة 1905 – 1911، وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وقد ساعدت تلك الثورة على التبشير باقتراب حدوث شيء في إيران الحديثة، وكهربت طبقات مختلفة من المجتمع،
من بينهم رجال الدين التقدميون، الأقليات، المثقفون، بعض اعضاء طبقة النبلاء، والنساء اللواتي شرع بعضهن في تقديم الدعم للثوريين، ونظمن مجموعات سرية وطالبن بالحصول على فرص التعليم. تصف حياتها المتّسمة بالصراع مع مع أمها التي لم تُرد منافسة لها، حتى إنها كانت تحاول حرمان البنت الصغيرة من القراءة لأوقات طويلة. كانت أمها لا تفوّت الفرص لقراءة يوميات آذر ورسائلها والتنصت على مكالماتها الهاتفية. من أجل حماية نفسها،
انحازت آذر إلى أبيها لتتفاهم معه عبر لغة سرية طوّراها لتبادل المشاعر وخداع أمها. كان الأب هو من دفع الابنة إلى الإطلاع على الأدب الفارسي الكلاسيكي وعلى “الشاهنامة” للفردوسي، وأيضا على الأدب العالمي. تحاول الكاتبة عبر سرد مواقف أبيها، التعويض عن تقصيرها نحوه، فبعد مغادرتها إيران مع زوجها للمرة الأخيرة، لم تكتب له رسالة أو تحاول الاتصال به، وتلوم نفسها لأنها لم تذهب إلى إيران لرؤية والديها قبل وفاتهما حتى وإن كان ذلك يعرضها للخطر. يأتي كتاب آذر في سياق مسيرتها الثقافية؛ فهي حين بدأت بتدوين كتابها الأول،
“أن تقرأ لوليتا في طهران”، ارادت أن تناقشه في ضوء الأزمنة الحديثة. كان ذلك مستحيلا، ليس فقط لأن الكاتبة لم تستطع أن تمارس صراحة الكتابة عن الحقائق السياسية والاجتماعية للحياة في الجمهورية الإسلامية في إيران، بل أيضا لأن الدولة الاستبدادية كانت تتعامل مع التجارب الفردية والشخصية بوصفها محرّمة. بدأت بوضع لائحة يومياتها،
تحت عنوان “أشياء كنت ساكتة عنها” فكتبت عن الوقوع في الحب في طهران، والذهاب الى الحفلات، وعن القوانين القمعية والإعدامات، وفي الختام انجرفت لإفشاء الأسرار الخاصة. نذكر هنا أن آذر نفيسي الحاصلة على شهادة الدكتوراه هاجرت إلى الولايات المتحدة عام 1997 بعد فصلها من عملها التدريسي في جامعة طهران بسبب رفضها لبس الحجاب.
هي الآن أستاذة محاضرة في معهد الدراسات الأجنبية بجامعة جونز هوبكنز،
وكذلك محاضرة في مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن.
الكتاب هو مذكرات الكاتبة عن عائلتها وما مرت به من ظروف حالكة ومتحولة.
جاءت فكرة كتاب نفيسي من يومياتها التي بدأت تكتبها بعد الثورة عام 1979،
مقتبسة أيضا من يوميات والدها الذي كان أمين العاصمة طهران، وأصدرها وأهداها إليها يوم كانت في الرابعة من عمرها. تروي نفيسي حكايات لم تكشف عنها من قبل:
ترعرعها في عائلة معروفة، فقد كانت أمها عضوا” في البرلمان في زمن الشاه، وأبوها كان من رجاله أيضا”،
دراستها في سويسرا وإنكلترا والولايات المتحدة، زواجها الأول، الذي تصفه باندفاع متهور، من رجل لم تحبه، عودتها إلى إيران أواخر عقد السبعينات من القرن الماضي، ممارستها التدريس تحت تعليمات رجال الدين، وزواجها للمرة الثانية وطفليها.
هي قصة أسرة تتكشف على خلفية عهد مضطرب من تاريخ إيران السياسي والثقافي. ثمة قصص كثيرة بين ولادة جدة المؤلفة في بداية القرن العشرين وولادة ابنتها في نهايته، وقد وسمتها ثورتان اعطتا إيران شكلا معيناً، وأحدثتا انقسامات وتناقضات كثيرة بحيث اصبح الاضطراب المؤقت هو الشيء الوحيد الدائم. ولدت جدة المؤلفة حينما كانت إيران تعيش في ظل حكومة ملكية غير مستقرة واستبدادية وخاضعة للقوانين الدينية الصارمة التي تجيز الرجم بالحجارة، وتعدد الزوجات، والاقتراب من الفتيات الصغيرات اللواتي في سن التاسعة.
لم يكن مسموحاً للنسوة بأن يغادرن منازلهن إلا لماماً، وعندما كن يفعلن ذلك جرت العادة أن يرافقهن شخص ما وأن يغطين أجسادهن من قمة الرأس حتى أخمص القدمين. ولم يكن هناك مدارس للنساء، على الرغم من أن بعض العوائل التي تنتمي الى طبقة النبلاء كانت توفر معلمين خصوصيين لبناتها. شهدت جدة المؤلفة الثورة الدستورية خلال الفترة 1905 – 1911، وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وقد ساعدت تلك الثورة على التبشير باقتراب حدوث شيء في إيران الحديثة، وكهربت طبقات مختلفة من المجتمع،
من بينهم رجال الدين التقدميون، الأقليات، المثقفون، بعض اعضاء طبقة النبلاء، والنساء اللواتي شرع بعضهن في تقديم الدعم للثوريين، ونظمن مجموعات سرية وطالبن بالحصول على فرص التعليم. تصف حياتها المتّسمة بالصراع مع مع أمها التي لم تُرد منافسة لها، حتى إنها كانت تحاول حرمان البنت الصغيرة من القراءة لأوقات طويلة. كانت أمها لا تفوّت الفرص لقراءة يوميات آذر ورسائلها والتنصت على مكالماتها الهاتفية. من أجل حماية نفسها،
انحازت آذر إلى أبيها لتتفاهم معه عبر لغة سرية طوّراها لتبادل المشاعر وخداع أمها. كان الأب هو من دفع الابنة إلى الإطلاع على الأدب الفارسي الكلاسيكي وعلى “الشاهنامة” للفردوسي، وأيضا على الأدب العالمي. تحاول الكاتبة عبر سرد مواقف أبيها، التعويض عن تقصيرها نحوه، فبعد مغادرتها إيران مع زوجها للمرة الأخيرة، لم تكتب له رسالة أو تحاول الاتصال به، وتلوم نفسها لأنها لم تذهب إلى إيران لرؤية والديها قبل وفاتهما حتى وإن كان ذلك يعرضها للخطر. يأتي كتاب آذر في سياق مسيرتها الثقافية؛ فهي حين بدأت بتدوين كتابها الأول،
“أن تقرأ لوليتا في طهران”، ارادت أن تناقشه في ضوء الأزمنة الحديثة. كان ذلك مستحيلا، ليس فقط لأن الكاتبة لم تستطع أن تمارس صراحة الكتابة عن الحقائق السياسية والاجتماعية للحياة في الجمهورية الإسلامية في إيران، بل أيضا لأن الدولة الاستبدادية كانت تتعامل مع التجارب الفردية والشخصية بوصفها محرّمة. بدأت بوضع لائحة يومياتها،
تحت عنوان “أشياء كنت ساكتة عنها” فكتبت عن الوقوع في الحب في طهران، والذهاب الى الحفلات، وعن القوانين القمعية والإعدامات، وفي الختام انجرفت لإفشاء الأسرار الخاصة. نذكر هنا أن آذر نفيسي الحاصلة على شهادة الدكتوراه هاجرت إلى الولايات المتحدة عام 1997 بعد فصلها من عملها التدريسي في جامعة طهران بسبب رفضها لبس الحجاب.
هي الآن أستاذة محاضرة في معهد الدراسات الأجنبية بجامعة جونز هوبكنز،
وكذلك محاضرة في مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن.