أقرب إلى السواد

نورالدين بازين

يا إلهي

أخبرني الحقيقة حتى تطمئن قيتارتي

فليس من عادتي أن أخبئ خوفي

وأموت في شارع مزدحم.

أضعت صوتي في ولولات الجنازات

ذات ليلة

كانت زوجتي تصحبني

لحفلة عشاء

كانت رغبتها بورجوازية.

الليلة أنقذت قطة من فوق شجرة
كنت أقارن أيامها بشروق الشمس

لم نعد كما كنا سابقا
الفراشة التي منحتني مشيا جديدا
لم تعد ترقص بفرح
لم أعد أقبل جناحيها لنطير معا
لم تعد تتنامى الأزهار في غيابها.
يحكى أن الهواء الذي هددني بالرحيل ذات ريح
خطا بجسدي نحو الفراغ.

أصبحت الأمور غريبة جدا
أبكي بسهولة
أرسل رسالة بريدية إلى فتاة
أقف أمام باب أثري وأغني على البلاد التي كانت،
أتملق كرجل بدون أصدقاء
أحاول أن أشرح المشكلة لنملة..

كأني آخر الجنود
شارك في حرب طويلة
مررت اليوم على قبور رفاقي
بمقبرة صارت شارعا
نبشت في سورها ولم أجد غير ثقوب
تلقف خطواتي
رأيت عظامهم تسبح بلا ضجيج
رأيت أشبحا تمشي
رأيت قبر أبي غطته سنابل ميتة
رأيت الموت يرجو قبر أمي ويبكي..

هذه قضية أخرى
لقد حصلت أزمة من أجل إيجاد فرشاة أسنان
تاه بين ثنايا الجسد
المدينة رائعة في هذا الوقت من العام
لست المسؤول عن اصفرار شجرة في الصحراء.

منذ أن عرفت أن الزهر ابن الصيب
لم أعد أسابق الريح
كحصان بري
لم أعد أحمل السيف
كي يعرف العالم من أنا.
كم من العمر سأعيش..؟
سأبصم بقدمي هذا الطريق البعيد
لأحرر القرى المعزولة.

ذبول الأزهار في حقل غريب
يحاذي سور بيتي
لا يعني العشب في شيء.
أنا ذاهب إلى البعيد
فجثتي طافية
وليس في جسدي غير حوافر لقطط رقطاء
وقشاع ضبعة ..

الجنازات.. الكمنجات
موال واحد
عزف واحد،
غير أن رقصة قلب الفراشة المفجوع،
هو صدى قلبي.

أظنهم مثلي،
العالم الذي حلمت به
لم يدم طويلا
لقد اختفى،
الشيء الوحيد الذي امنت به .. عالمي.

الحجارة جسد جريح
البدايات تراب ليس لها أثر
ماذا لو انفجرت رمال الصحراء ميتة..؟
يلين الموت في المسافات
توقا لذرة يممها الماء جنوبا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top