(الأدب والدين قِيَم سامية)

إن الأدب بألوانه الشعرية والنثرية إنعكاس لأحداث المجتمع عموما وفي الأزمات خصوصا،
فتظهر قدرات الأديب في ترسيخ القيم السامية (دينيةً وإنسانيةً) من خلال تفاعله بمجتمعه ومحيطه حينها تقع على عاتقه مهمة إرساء الفضائل وإبعاد الرذائل؛
لأن القيم قد يعتريها التغيير بسبب الظروف التي تمر بها، فإذا ما أصاب المجتمع خلل خُلُقِي ظهر الأدب موشحا بالدين، إذ يتحد الهدف في إرساء الفضيلة.
واذا استعرضنا قيم (الحق) و (الخير) و(الجمال) في مقارنة بين الأدب والدين فنجدها لا تنفك عنهما لتحقيق مجتمع أفضل وإسعاد أفراده.
-ففي (الحق) يقول الله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق)
فغاية الرسالة الهداية الى الحق الذي هو: الحكم المطابق للواقع،
ونجد الأدب هو تصوير لأحداث عاصرها الأديب في واقعه محاولا رسمها بأسلوب ممتع وشيق.
-وأما (الخير) فقال الله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير)
يسعون باستمرار لفعل الخير في كل زمان ومكان، والخير عنوان واسع ينطوي تحته كل أمر حسن من قول او عمل، وما الادب الا من الخير.
-وأما (الجمال) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال)،
وما جمال الكلام إلا من روائع الأدب، ولا يكتمل جمال الإنسان الا بحسن خلقه،
الذي يترجمه كلامه في الواقع، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما خير ما أُعطي الإنسان فأجاب (خلق جميل).
وهكذا تبقى العلاقة وثيقة بين الأدب والدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top