الرجال لا یبكون …!

الرجال لا یبكون …!
​طنجة ، ها هو خلیجك یمتد أمامي مترامیا، وها هي ریاحك الشرقیة تلفح وجهي ، تعبث بشعري وتهز ملابسي هزا ….
أخیرا حققت حلمي وجئتك ،لا كما كنت أحلم فاتحا ، على متن سیارة فارهة وجیبي ملیئ ونفسي
منفتحة على ملذاتك القدیمة والجدیدة ، ولكني جئتك كآخر نقطة من هذا البلد الذي أبى أن یحتویني . یعلم االله كم جاهدت لكي یكون لي وجود في وطني ، عشر سنوات من البطالة ،عمر مدید أضعت فیه كرامتي ، لم أعد أستطیع النظر في وجه أب عجوز متقاعد ، ولا تحمل نظرات الأسى والإشفاق المنبعثة من عیون أم ، لم تتقبل أن ابنها الذي كثیرا ما افتخرت به وبتفوقه في الدراسة لم یحصل على عمل .
ما علینا ، هذه أمور قد انتهت وحسمت ، وها أنا مقبل على مرحلة حرجة من عمري ، فإما أن أكون أو لا أكون . وطنجة – یا لسخریة الأقدار – هي منطلقي بدلا من أن تكون مستقري . تحسست جیبي لأطمئن على الرزمة الصغیرة المحشورة في جیب سروالي الداخلي ثم اتجهت صوب المدینة القدیمة .
لم أكن أعرف الطریق إلیها ، كما لم أكن أعرف شیئا عن العنوان الذي مدني به صدیقي ، والمتواجد بدار البارود . سألت شابا عن أقرب الطرق إلى المدینة القدیمة ، نظر إلي ملیا ، ثم أشار بیده نحو شارع ینعطف یمینا وهو یدمدم بكلام لم أفهم منه سوى أن مدینته ضاقت بالغرباء . تابعت مسیري وانعطفت یمینا كما قال لي ، كان الشارع یصعد ملتویا ، والمارة یتدافعون على الإسفلت ، یزاحمون السیارات الصاعدة والساحبة وراءها سحبا من دخان أسود . توقفت في أعلى الشارع لأسترد أنفاسي. نظرت إلى الأسفل ، بنایات متراصة ذات طابع أروبي ، وأفق تتقاسم زرقته السماء والبحر. زكمت أنفي رائحة السمك وروائح أخرى ، ذكرتني بمدینتي التي تركت ورائي . لم أستسغ أن تكون طنجة كمدینتي، ولكن یبدو أن الفرق ضئیل على الأقل في هذا الشارع المزدحم . صراخ الباعة ، منبهات السیارات ، والشرطي المتصبب عرقا یحاول تنظیم المرور . اقتربت منه وسألته عن المدینة القدیمة ، نظر إلي بارتیاب ، ولما تأكد بأني غریب عن المدینة ، دلني على الطریق ، شكرته وواصلت صعودي .
دارالبارود، أزقة ملتویة ، صاعدة نازلة ، فارغة أحیانا وملیئة أخرى، أطفال من كل الأعمار یلهثون
وراء كرة مطاطیة تتقاذفها أرجلهم كما اتفق غیرآبهین بالمارة ، إصطدم بي أحدهم ، إستوقفته وسألته عن منزل حمیدو ،أشار برأسه نحو باب نصف مفتوح والتحق بأصدقائه . قرعت الباب ، أطلت فتاة من كوة في الجدار ، مططت رأسها لتراني ، ولما تأكدت من أنها لا تعرفني أقفلت الكوة ،وسمعت وقع خطواتها وهي تنزل الدرج بسرعة . وقفت أمامي لاهثة وسألتني :
– ماذا ترید ؟ – حمیدو …
قاطعتني : – لم یعد یقطن هنا ، لقد رحل منذ شهر – هل تعرفین عنوانه الجدید؟
– لا…ولكن لم تسأل عنه، أأنت من معارفه ؟
وقبل أن أرد على تساؤلها أردفت وهي تستدیر لتنصرف : – لاأظنك من معارفه ، فأنت كالآخرین الذین سألوا عنه قبلك .
– وهل سأل عنه كثیر من الناس قبلي ؟
– نعم ، الشرطة ،ومجموعة من الغرباء ، وصاحب المنزل ، لقد رحل دون أن یؤدي واجب الكراء. .
ودعتني بانحناءة من رأسها ، وقبل أن تغلق الباب نهائیا ، نصحتني بأن أعود من حیث أتیت إذ لا خیر في احمیدو وفي أشباهه . بقیت مشدوها أحملق في الباب الموصود وكلماتها ترن في أذني . أن لا أجد احمیدو بعثر أوراقي ، وتحذیر الفتاة زاد من مخاوفي .
لم تكن الصورة التي انطبعت في ذهني عن حمیدو مطابقة للواقع ، كنت أتصوره طویل القامة،
مفتول العضلات ، قاسي الملامح ، فما حكى لي صدیقي عنه جعلني أصنفه في خانة الأبطال الذین سكنوا مخیلتي منذ الصغر ، من خلال قراءة قصص الفرسان والقراصنة . لكن الرجل الذي أشار إلیه مرافقي كان غیر ذلك تماما ، مما جعلني أتردد كثیرا في التوجه نحوه . نظرت إلى مرافقي في حیرة ، ولكنه شجعني بابتسامة عریضة ثم انصرف . اقتربت من الرجل الجالس إلى طاولة في عمق المقهى والمستغرق في قراءة جریدة مفتوحة أمامه ، لم یعرني أي اهتمام ، كان عادیا في شكله وفي ملابسه ولا یكاد یختلف عن باقي رواد المقهى ، نكرة بین النكرات ، شعر بوجودي ، رفع رأسه عن جریدته ، نظر إلي نظرة متسائلة ثم أومأ إلي بالجلوس . جلست على حافة الكرسي ، وقبل أن أنبس بكلمة ، قال لي :
– ها قد وجدتني ، فماذا ترید مني ؟ لم أكن أنتظر أن یقابلني بهذه الطریقة البسیطة المباشرة ، والتي تشرح السهولة التي توصلت بها إلى مكانه، فما ظننته ذكاء مني كان في الحقیقة توجیها منه . فمنذ أن طرقت بابه بدار البارود وهو یراقبني بواسطة رجاله ، مرورا بالفندق الذي بت فیه ، وبمقهى الشجرة التي سألت فیها عنه بإیحاء من عامل الفندق ، إلى
مرافقي الذي قبل أن یدلني عن مكانه مقابل عمولة وتأدیة ثمن الذهاب و الإیاب من طنجة إلى الدیكي حیث یوجد…بساطة السؤال أفحمتني ، بل استفزتني ، هو یعرف جیدا ما أرید منه ، لم أجبه ، جمیع ما هیأت لهذه اللحظة طار واندثر . مددت یدي إلى جیب قمیصي وناولته رسالة صدیقي . قرأها بتمعن ثم أعادها لي بابتسامة خفیفة معلقا :
– إذن ترید اقتفاء خطى صدیقك ؟ – نعم ، وقد طلب مني أن أتصل بك لتسهل علي الأمر . – لقد حدثني منذ أسبوع وأخبرني بقدومك ، ولكني اضطررت لتغییر مقر سكناي لأسباب طارئة
خاصة ، بعد أن أصبحت الشرطة تهتم بي عن قرب ، المهنة لم تعد مریحة كما كانت من قبل منذ أحداث الجزیرة إیاها ، إذ أصبح التواجد الأمني مكثفا على الضفتین معا .
– إذن أنت من وجهني لهذا المكان ؟ – طبعا ، وإلا لكنت سقطت في ید المحتالین أو الشرطة . – أعرف أن الظروف تعقدت بعد الحملة الإعلامیة التي عرفتها المنطقة ، ولكني بحاجة ماسة للعبور
وفي أقرب الآجال . لقد أكد لي صدیقي طول باعك في هذا المیدان وأمانتك في التعامل .. – الأمانة شيء نسبي ، وطول الباع لیس دائما مرادفا للنجاح ، ألم یقل لك عني غیر هذا …؟
– لقد اطلعت على الرسالة .
– إن علاقتي بصدیقك لم تبدأ لما ساهمت في ترحیله للعدوة الأخرى ، بل هي أقدم من ذلك ، فقد كان
زمیلي في الكلیة . – ولكني كنت في نفس الكلیة وفي نفس الفوج ولم یسبق لي أن شاهدتك هناك .
– شيء طبیعي أن لا تراني ، فقد كنت أشتغل وأدرس في نفس الحین ، ولا أحضر إلى الكلیة إلا في
أوقات الإمتحانات ، ثم إني توقفت في حدود السنة الثالثة . أتدري لماذا أخبرك بهذا ؟ حركت رأسي بالنفي ، ثم استرسل :
-لأن ما أقوم به الآن من حدیث معك یعتبر إخلالا بالإحترافیة ، فالمفروض أنك بالنسبة لي بضاعة سأسوقها وینتهي الأمر ، ولكن تواجدنا معا في المكان الخطإ ومللي من الأجلاف الذین أتعامل معهم والذین لاهم لهم سوى جني الأموال جعلاني أنفتح علیك . توقف عن الكلام برهة وبدا شاردا . لم أكن أظن بأن حدیثنا سیأخذ هذا المنحى البعید عن منطق المساومة حول ثمن الرحلة ووقتها ، یبدو أن هذا الأمر آخر ما یفكر فیه . عجیب أمر هذا الرجل الذي بدأت أرتاح له ، احترمت صمته ، وجلت ببصري فیما
حولي . مجموعة من الشباب تلعب النرد “البارتشي” ، یشتد لغطها ویخف بحسب ارتفاع الأیدي ونزولها . في الركن المقابل لنا جلس شیخان یبدو أنهما من البحارة المتقاعدین یتناوبان على قارورة “التنفیحة”، وبین الفینة والأخرى یتعالى عطسهما . أخرجني صوته من تأملي وهو یسألني :
– أترید أن تشرب شیئا ؟ – قهوة سوداء صغیرة .
أشار إلى النادل إشارة مقتضبة وعاد لوجومه . لم یحرك ساكنا حین وضع النادل القهوة أمامي ، وبعد انصرافه طلب مني أن أجلس بجواره ، حتى أتمكن من متابعة الأخبار التي تبثها إحدى القنوات الإسبانیة على التلفاز الموضوع على رف مثبت في الجدار المقابل . لم أفهم المراد من طلبه ، ولكني تتبعت صور الأخبار فقط لجهلي باللغة الإسبانیة . الصور تتناوب مع المذیعة بطریقة متقنة ، تملأ الشاشة حینا ، وتنزاح إلى أطرافها أحیانا أخرى بحسب أهمیة الخبر. بدأت أشعر بالملل حین شدت انتباهي صور جزیرة لیلى من أعلى ومن مختلف جهاتها ، متبوعة بتعلیق من المذیعة ، التي اختفت وحلت محلها صور لغواصین من الحرس المدني الإسباني وهم یسحبون جثتا من البحر لمهاجرین سریین ، وأخرى لنفس الحرس وهو یقود مجموعة من المهاجرین مقیدي الأیدي نحو سیارات الشرطة . قام من مكانه واقترب من رجل جالس قرب الباب وهمس في أذنه بكلام لم أستبنه ثم سألني :
– هل معك أمتعة ؟ – هذا الجراب الصغیر فقط . – حسنا ، سیقودك هذا الرجل إلى حیث ستبیت وتنتظر موعد الرحلة .
حاولت استفساره عن موعدها وعن ثمنها ولكنه أدارلي ظهره مودعا بإشارة خفیفة من یده وانصرف بخطى وئیدة نحو الباب حیث ابتلعه الظلام . خرجت والرجل الغریب من المقهى ، وقطعنا الطریق بحذر شدید خشیة أن تحصدنا السیارات المارقة بسرعة مذهلة وبحد أدنى من الأضواء . وأمام استغرابي أكد لي الرجل بأنها سیارات المهربین . خضنا في مسلك مترب بین حقول الذرة لبعض الوقت ، قبل أن نتوقف أمام منزل منعزل ، فتحه الرجل بمفتاح معه وقادني عبر بهو إلى غرفة بها سریران وطاولة صغیرة . أخبرني بأن المرحاض یوجد أسفل السلالم ثم انصرف .
كان الظلام دامسا ، وأصوات الأمواج تتكسر برتابة على الشاطئ الصخري ، وكنا نشق طریقنا
بین الأشواك والشجیرات الصغیرة ممسكین بحبل یشد ناصیته دلیلنا الذي حرم علینا الكلام وإشعال السجائر. رائحة البحرتداعب خیاشمنا ورذاذ الموج یبلل وجوهنا تحمله الریاح الشرقیة التي بدأت بالهبوب من جدید .
من حین لآخر یضيء شعاع منبعث من منار بعید حلكة اللیل . وصلنا لشاطئ رملي صغیر ، توقف الركب برهة ، وأمرنا الدلیل بالإنتظار ثم ابتلعه الظلام . طال انتظارنا ، وبدأت الشكوك تراودنا ، حین ومض ضوء خافت متقطع من ناحیة البحر، سمعنا على أثره وقع خطوات تقترب منا وصوت الدلیل وهو یحثنا على اتباعه . خضنا في البحر ، تبللت ملابسنا قبل أن نستبین الزورق المطاطي وعلى متنه شخصان . كان یتمایل بفعل الموج یبتعد مرة ویقترب أخرى . عمت الفوضى حین حاول الكل امتطاء القارب دفعة واحدة .تدخل الدلیل بقوة ، وامتطینا الزورق مثنى مثنى .
اتخذت لي مكانا وسط الزورق حتى أبتعد في نفس الوقت عن مؤخرته حیث المحرك ورائحة البنزین ، وعن المقدمة المعرضة للإهتزازات . قبل أن ننطلق تأكد أحد الرجلین من عددنا وأمرنا بالإمساك بالحبال المثبتة في جوانب الزورق وبضرورة الإلتزام بالهدوء في كل الأحوال حفظا لسلامتنا . مزق صوت المحرك سكون اللیل واندفع الزورق إلى الأمام ومعه قلوبنا . كنا خلیطا من الأجناس ، مغاربة، جزائریون ، أفارقة من جنسیات مختلفة ، یجمعنا الفقر والرغبة في صنع غد أفضل وراء تلك الأنوار التي تتلألأ أمامنا الآن . ازدادت الریاح الشرقیة قوة ومعها اهتزاز الزورق ، وبدأ الخوف یتسرب إلى الركاب ، شعرت به خفیفا یسري في جسدي ثم استحال إلى كرة تضغط على صدري ، تكتم أنفاسي ، ودون أن أشعر بدأت أقرأ القرآن الكریم . بدأ صوتي هامسا لا یكاد یسمع ، ولكنه ارتفع لما أصبحت الأمواج تتلاعب بالزورق وتبلل راكبیه. نهرني السائق وأمرني بالسكوت لأن القرآن الكریم یذكره بالموت . كان الأفارقة متكتلین في المقدمة ومن تم كانوا معرضین أكثر من غیرهم للبلل عند الإصطدام بالأمواج ولدوار البحرالذي جعل أكثرهم یتقیأ ما في بطنه . كنا في منتصف الطریق – أو على الأقل هذا ما خیل لي- عندما سمع صوت غریب للمحرك أعقبته طقطقات متفرقة لیصمت نهائیا ولیرتفع صوت السائق بسیل من السباب لم یسلم منه أحد . أشعل مرافقه مصباحا یدویا واقترب من المحرك في محاولة لمعرفة سبب توقفه لكن موجة أفقدته توازنه وسط المصباح في البحر وعم الظلام ومعه الخوف . ارتفع اللغط وتمایل الزورق بشكل خطیر ثم انقلب . لم أفاجأ بما وقع لذا حاولت الإمساك بالزورق ولكن یدا أمسكت بإحدى رجلاي وسحبتني نحو الأعماق . شل الذهول حركاتي، وملأ الماء المالح فمي وأنفي ، وأدركت أني غارق لا محالة إذا لم أتخلص من قبضة من یمسك بي. استجمعت قواي وضربت الید الممسكة برجلي التي بقیت حرة عدة مرات قبل أن أنفلت ثم صعدت مسرعا إلى السطح …حاولت استرجاع أنفاسي المتقطعة وأنا أجیل ببصري فیما حولي . لا أثر للزورق ولا للذین كانوا على متنه . أصغت السمع علي ألتقط صوت استغاثة دون جدوى . لا یعقل أن یكون الجمیع قد غرق بهذه السرعة ، ربما جرفهم التیار وتفرقوا أشتاتا .
هالتني وحدتي والمصیر الذي ینتظرني ، تخففت من بعض الملابس الزائدة التي ارتدیتها إتقاء للبرد ، وبدأت أسبح دون وجهة محددة حتى لا أغوص من جدید في الأعماق . برودة الماء جعلت أسناني تصطك وجسمي یرتعش ، ومع ذلك واصلت السباحة بعناد من لا خیار له ، أن أفشل وأنا على مشارف هدفي غبن لا یحتمل . أین أنا الآن من هذا المضیق الذي یبدو لي شاسعا . الظلام یلغي المسافات والخوف یضخمها . تحدید موقعي شيء حیوي بالنسبة لي ، عندما كنا على ظهر الزورق ، كانت أضواء طریفة أمامنا ، حاولت رؤیتها دون جدوى ، بدأ التعب یثقل حركاتي ، فاسترخیت على ظهري وتركت الأمواج تتلاعب بي ، المهم أن یبقى وجهي خارج الماء لأتنفس بشكل طبیعي ……ثم رأیتها ، صدفة عندما حملتني موجةعلى ظهرها . رؤیتها أیقظت جذوة الأمل في نفسي وأعادت القوة لجسمي المتهالك الذي بدأ یسبح بطریقة آلیة نحوها . في البدایة كانت سباحتي سریعة سلسة ، ومعنویاتي مرتفعة ، ولكن عجزي عن تحدید المسافة التي قطعتها ، وتلك التي لازال علي أن أقطعها أحبط عزیمتي .
الأضواء في مكانها ، تستفزني بلمعانها المتقطع وكأنها تشمت بي ، صحت العزیمة مني وخار
الجسد …انتبهت إلى أن أسناني لم تعد تصطك ، وإني توقفت عن الإرتعاش ، فیما سرى في جسمي دفء غریب وخدر لطیف ورغبة جامحة في النوم …ثم أجهشت بالبكاء . كان بكاء صامتا ، وحدها الدموع ملأت المآقي وانهمرت ، ماء في العینین ، ماء في الفم …..وأمي تمسح دمعي وتضمني إلى صدرها ضاحكة الرجال لا یبكون ، هو ألم بسیط سرعان ما سیزول بهذا الدواء ، ثم ناولتني ملعقة منه ، كان مرا مالحا . الملح تریاق للألم ، تریاق للإحباط والعدم ، و……نمت في حضن أمي ..

طنجة ذات یوم –

كرانة محمد العربي-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top