تدثّرَ فيها ثمّ قامَ فأنذرَا
وأعلنَ دستورَ الوجودِ وكبَّرَا
فلاحَتْ سماتُ الحقِّ والعدلِ والهدى
ومِن أحرفِ(اقرأْ) شعَّ نورٌ فأبهرا
———
أتاهُ نداءُ الله(فاصدع بأمرِنا)
فأطلقَ مكتومَ النفوسِ وأظهرَا
وبدّد صمتاً كان يحبسُ صوتَهمْ
وزحزحَ أركانَ الخنوعِ مبكّرا
فلاقى الأذى والصدَّ من بعضِ قومِهِ
فقالَ اهدِهمْ ربّي إلى أوثقِ العُرى
ولم يدعُ بالشرِّ الوبيلِ عليهمُ
ولم يدعُ أن يفنَوْا ولا السوءَ أضمرَا
كذلكَ أخلاقُ النبيِّ محمّدٍ
ومَن أدّبَ الرحمنُ كانَ الموقَّرا
——–
فسبحان من أسرى بليلٍ بعبدِهِ
إلى المسجدِ الأقصى رحاباً مطهّرا
وعرّجَ باسمِ الله فوقَ بُراقهِ
إلى الملأ الأعلى وعادَ مظفّرا
وشُرِّعَ بابٌ في السماء لوجههِ
فشَرّعَ أبوابَ الحياةِ وعطَّرا
فسبحانَ مَن سمّاهُ للناسِ رحمةً
بشيراً لكلِّ العالمينَ ومُنذِرا
————
وهاجرَ والصدّيقُ والقصدُ يثربٌ
لتخفقَ راياتُ الرسالةِ في الورى
فما ضاقَ ذرعاً بالصحارى وحرِّها
وما كان هيّاباً ولا متذمّرا
وأبدى رفيقُ الغارِ بعضَ ظنونِهِ
وحشدٌ من الباغينَ إثْرَهما يُرى
فقال له طه: اطمئنَّ لأنّنا
–وثالثُنا الرحمنُ– لن نتقهقرا
———
وثابرَ لا شيءٌ يزعزعُ عزمَهُ
على نشرِ ما شاءَ الإلهُ وقدّرا
وأدركَ أطرافَ المدينةِ داعياً
إلى الخيرِ والدينِ القويمِ مبشِّرا
فهبَّتْ قلوبُ الناسِ قبلَ جموعِهمْ
بيثربَ كي تلقى الحبيبَ وتنصرا
فأشرقَ بدرٌ بالمدينةِ غامرٌ
لتسطعَ أبهى بالضلوعِ وأنورا
ويبدأَ تاريخٌ جديدٌ وعالَمٌ
جديدٌ أحالَ الكونَ بالوحيِ أخضرا
“””””””