امرأة من أقصى الرماد

 

إلى روح الأديبة : مي زيادة

تأتين من زمن الفَراش ومن أزاهير الحلم
تأتين من أقصى الرماد
تتلمسين الطعنة القصوى
على ظهر الألم
تأتين سيدة المدى .
والصمت يأكل بعضه ..
ما باض بعد حمامنا
وارتجّ في الجفن المداد
تأتين قنديلاً ينّوسه النوى ,
وعداً على شفة الرجاء .
فجراً على كفّ المساء..
تأتين يا امرأة البنفسج
موجة في العمر
تعشق مدّها الخلجان يحضنها انحسار ….
تأتين من زمن التربص والتجاوز والحصار
تأتين كأساً طفّف البسمات طيباً
ثمَّ دار على حدود الأمنيات
إيزيس يا (ستَّ) البنات .
مدّي الجدائل فوق صحراء القصيد ..
اسّاقطي رطباً جنيّا , فالنخيل اليوم .
يطرح فوقنا الأحجار
، ماعادالنخيل نخيلنا ،
ما عاد يجدينا السبات…
صهباء مد ي من فضاء الفكر أوصال الحياة …
شيماء يا زمن اندهاشٍ حطَّ فوق ذهولنا
حلماً تأبَّى أن يجسّده لقاء ….
عنقاء يا جمر السريرة رفرفي
ذرّي الرماد تجددي
وتجاوزي فينا اليباب
وخرائب الأعصاب وسعار الحواس
لصهيل صيفك فاح تفاح الغواية
في الفراديس التي افترشت سماء الحلم
والظل احتراس ..

للهيب صوتك فوق جدران التنائي ….
صورة للنرجس الغافي على سطح الجليد …
تأتين من أقصى الجراح
وتملئين حقائب التذكار من عشب القطيعة
تفلتين من الوريد إلى الوريد ،
وتحررين مسيرة الموتى
وفاتحة الطريق من الشواهد ،
تعتقين من التحجر في
ثياب الوقت أعناق العصور

تأتين مريم من سرير الرمل
ضوءاً يغسل الرمد المعسكر في القلوب .
سيفاً من البرق الطهور مدحرجاً جثث الكلام …
وملاحقاً في زحمة الأسواق أقنعة الظلام …
لرسول غيثك مفسحاً كل الدروب …..
يا ميّ تلتحفين جرحك
كلما اغتالوا سماءك بالجنون ..
ما زلت تفترشين حزنك
تسكبين الروح من بين الجفون
تعطين ظلك سنديان الصبر
تنتظرين منه براءة
كالصبح تجلو ما تراكم في الحدق.
تأتين سيدة الزمان على براق من ورقْ ..
تقفين فوق شفير صحوك
ترسمين مسافة الصوت انعتاقاً
لعصافير اللهب
زمن على كفّ المكان
يضيئ أبعاد الأبد
ويخطّ سطراً في فضاء الروح
يطلق من جيوب الغيب
أمطار العجب
للّيل الذي صحوٌ على أبواب غيمك
وامتداد ٌ للهديل البكر ،

ينثر في أثير رمادنا الألوان ..
..أعراس الأمل .
ونوافذ الليل الذي فينا اشتعل .

وليدة عنتابي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top