للأميركية من أصل ياباني جولي اوتسوكا.
عن حقبة منسيّة من معاناة اليابانيين في أميركا،
تقدّم جولي اوتسوكا روايتها بصيغة ضمير المتكلم ( نحن )،
حيث يتم سرد التاريخ على لسان مجموعة فتيات عذراوات ،
يقدّمن شهادتهن عما عانينه من غربة وإذلال واضطهاد على مدى عدّة أجيال.
تبدأ الرّواية في باخرة تنقل الفتيات الهاربات من البؤس إلى أميركا ، ليتزوّجن من يابانيين لا يعرفونهن إلّا من خلال الصور مع وعد بحياة مرفّهة ،
لكن الخيبة الأولى تكون لهن بالمرصاد إذ يتبيّن أن الرجال ليسوا اولئك الّذين في الصور وليسوا أغنياء،
وإنّما عمالاً يابانيين بسطاء يعملون في حقول القطن والخضروات. تأتي الخيبة الثانية من خلال الاستعباد الجنسي للزوجات من قبل الأزواج ،
مع العمل المضني في الحقول دون رحمة أو شفقة.
يترافق سوء اوضاع الفتيات مع مضايقات المجتمع الأميركي المتمثّل في حرق المحاصيل التي يزرعها اليابانيّون ،
مما يزيد من جلد الفتيات لذواتهن ، حيث يتيقّن من خطأهن في الهجرة إلى أميركا أرض الأحلام. لا تنتهي المضايقات ،
فمنهن من تحمل سفاحاً، ومنهن من تلقى معاملة حسنة ، وتستمر المضايقات على مدى الأجيال وتنمحي الهوية الثقافية اليابانية لدى الأبناء الّذين يتنكّرون لأصولهم وأهلهم.
يقع هجوم بيرل هاربور فتتحول حياة اليابانيين إلى جحيم ، إذ يتم تخوين المهاجرين اليابانيين وترحيلهم عن بيوتهم إلى جهات مجهولة ولا يُعرف مصيرهم.
رواية قصيرة ( 120 صفحة ) ، مؤلمة ،لا توجد فيها شخصيات محورية ، إنما بطولة جماعية لمجموعة نساء ركضن وراء أمل واه تبين أنه وهم ، وحلمن حلماً تبيّن أنّه كابوس لا ينتهي ،
وتمخضت غربتهن عن صمت وألم ناءت عن حملهما القلوب.
جولي اوتسوكا ، اميركية من أصل ياباني فازت روايتها هذه بجائزة فوكنر للرّواية عام 2011 ,
وبجائزة فيمينا للرّواية الأجنبيّة في فرنسا عام 2012.