صدر سنة2009 عن بيت الشعر في المغرب :
في البدء كانت الصحراء تتلعثم
وكنت بقدمين حافيتين
أجر العطش
بين قرن وقرن
كانت القافلة تصاب بالحمى
والجراب تنضح بسلالات عمياء
1
أيها الوثن المعلق
كقرط أعمى
القرنفلة الجاثمة
عند باب الكون
تنفض قيامتك
2
الثمار القليلة الظل
لم يعمدها أحد
:
ظل قطيعها ساكنا
ثملا بالصوف
3
بين ساعدي جراد اسمنتي
يتقافز
لغة مشوهة بخشب صدئ
شهوة ميتة
نافذتي
4
بمعاول رطبة
ينحتون اللغة
هؤلاء الصاعدون من الماء
:
يلتحفون الليل
صوب الشك الأول
يتجهون
الأتربة شقاء خالد
يزحف حول فراشاتهم
6
شمس الماء لسعة رحيمة
بعشي
تفتحني على العالم
7
ضيق أصبعك أيها العراف
لم يعد يأتي منه سقف
ولا مركب
8
اكتمال القبو
في دفاتر الريح
مرهون بفراشة
10
الرؤية المحدودبة
التي تشاكس قدمي
قبل الهبوط الأول
اكتشاف
11
عن هلوسة ضوئية
تخرش جلدي
كلمت قط الماء
طليت القرميد بتعويذة الحفاء
هطلت غزالات شبيه باطنها
بظاهري
12
من نفس النقطة
يبدأ كل شيء
يتحول ثم يتداعى
كجناح حكمة لقيطة
13
أيتها التنبؤات المثقلة كاهلي بالعتاقة
صهاريجك منطفئة
لا تصغي لقدمي
14
يا وردة الآجور العتيقة
لازلت أذكر ما أملته يقظتك
على قدمي
الماء صار حظي المقدس
وتجديفي نظرة ثاقبة
تتجاذبها الحيتان
16
أيها الجدار الورقي
أسنان فطنتك
ذبلت
17
الحافة تنبض بمعنى
قدمك تتلوه
ولا تسقط
18
العتبة فيض العلو
بين الرؤية والغموض
19
التجعيدة قول
غير دال
على معنى الرحلة
20
السماء كأس
الأصابع زبد
21
الطنين يفتحني على المجرة
ويغلق صوتي
نيلوفرة تنقر عيني
فتزيد لوحي إبصارا
22
في المهب الضئيل
لغة تقشرني
قدمي ناقصة
لم تشهد غارات المعنى
أضلعي تعلمت التفاني
من أجل ريشة
و..شفتي لوح معقوف
25
البياض يغري أنثاه
بسقف البلور
فلا تعده ببئر
هو المهاجر
من ماء صوب ماء
26
الذاكرة مضيئة بنقصانها
27
خرس عميق يصيبك
وأنت تتدلى إلى حافة تعيد إليك توازن المجرة
ينكمش المعنى في غصن ساقك
دودة الحبر
تناص كوني
مع دال تنسجه عين عمياء.
28
مجرى اللبن في العيون السوداء
يعد بنطفة صغيرة
لن تقايضها الأعشاش
بذهب المعابد
29
حين يعود العنب
ويأسر ذئب الكلام في غيمه
سنكتشف نحن الآدميون
ما قالته الشجرة
ذات بئر
30
أيتها الصكوك الندية
ياصكوك خطيئتنا القديمة
اغفري للنهر ما اقترفه في حق صخورك
لم تعد فراشاتنا بنفس التحديقة
ولا البنفسج
ذاك العاشق الصغير
لرقصة أقمارنا
31
الأشجار التي كانت تتلعثم بين حبات التوت والنرنج
صار ظلها الآن أكثر حذاقة
فلا فأس تقرب لحاءها
ولاشمس تقايض ثمارها بلمعان خاتم
32
الباب الأفعى
الدال على غير اسمه
لولا لدغته البيضاء
لما أبصرت
تلك النقطة البرزخ المتدلية
بيني وبين وشمي
33
الفراشة المثبتة في أعلى النعش
تطل على مفردة
من تراه سيقرؤها؟
وثمة ضدان يجران العربة:
حصاة
ويد لا تعرف ظلها.
34
أيها النيلوفر
الباقي أثره
في تجعيدة الروح
شمسا
أيتها البحيرة
يا أجراسي المطفأة
بذهول كائنات لا ترانا.
سأجذبك
إلى طقس الحناء
لنكتمل
تحت خيمة تخيطها عيني.
35
بعيون النيلوفر
مسارب تظللها
أسماء عليا.
36
وإن مت أيها العارف
ستخلدك الخطوة في رقع الرمل
ووبر لايرى
سيبلغ
ماابتعد من الخيام
عن حصاة
قالتك
37
لأخوض
في إشارات أكبر من قدمي
يتلبسني
مخاض اليرقة
38
محفوف صوتي بخيمة
ينحثها جذع العين
39
كلما دقت ريح
مسامير نعشي
اقتربت
ففسر لي الجناح كاملا.
40
أفتح الباب
على الرمل,
وقت الفراشة يعلقه جناحان.
المراكب ترقعها الأصابع
تحت أرض
لا يعول على لغتها.
41
اللغة ظل ينفخه الغيب
في أصابع
تتبع النهر
توقظ رمال الطقس
وفي الومضة
المتصلة
.الفاصلة
تغيب
ليحضر.
42
جرس الافتتان الأول
رمان كثيف
يصيبني
أنا التي كانت الصحراء
وصيتي
الماء يوشوش لي بعربات القوس
فيفيض مني الممشى
تؤرجحه غيمتان
في عيني مسقطهما.
43
المعاول الرحيمة بالظل
حروف
تلقي بها الجبال
في قلب الراعي
44
سيدة الوقت
المتكئة على رف الظل
تضيئنا بوسوسة
كفيلة بإيقاظ
أنهار كبرى
45
السرب قارتي
أما
الماء فقبائل
ترثها ريح التخيل
46
عصافير المخاض
تعض النخلة
فلا تسقط السماء
47
الظل القصير الأشبه بدندنة وقت يحلق خارج اللوحة
هو الغبار الذي لا يقبل تأويله جناح
هو أيضا قوة الأشياء المرهونة بنسيان الرحم.
48
رامبو قايض الجحيم
بريش النعام
ولم يتركه الـتأويل
49
تلك الشجرة
أم الجذور كلها
يطويها غيم
فتصيرها الحصوات
إذ تنتشر
بين الماء
و
القلب
50
هبني تفاحة الكينونة
تقضمها شمس الشباك,
تلك الشمس الممتنة
لفداحة الخطوة
يعلقها الجسر.
نيئة كمخاض
مفتونة بعربة البياض
تجتر الدوران
تحت الخيط.
51
الرحم نجم يصعد بي
قدما
و
فكرة
ألج غيمته
فأصل إلي.
52
بيني وبين الطين لغة
نصفها تلعثم سماوي
تعلقه بصيرة الحبر
فوق مشجب الخطوة.
55
الخطوة خيط
يحدث
في الروح
ثقوبا ممتلئة
56
كما أوصتني الحصاة العجوز
مشيت طويلا قرب السور هذه الليلة
لم أجد متكئا غير عنق كلب مسعور
هو الآخر كان خائفا من شمس ستهطل فجأة من عين ساعة يرممها العقلاء.
57
أحترف النسيان كغابة
يعلمها القمر اجترار جثثه بدون حواس.
اليدان لغة وجدت
تحت الهيولى بلا حارس
أما المعاول عيون النهر
كلما أوشكت
على التزنبق
قذفت بالشموس
58
اللغة فاتنة
تقودنا بحذر
نحو أقدارنا الأشد غموضا
من يرقة لم تولد بعد
59
ندخل أنا والنسيان لغة الرصيف, فوق أصابعنا تتكئ الأشجار والجرافات, لايتضح الخط من القلم, ثمة وافدون جدد يلمعون أحشاءنا بالندى.
60
فواكه اللغة أسميها يقظة في فضاء المجاز, أحذيتها ألوان تخيطها شمس الداخل, الهر الصغير الراكض في أفكاري وشوش لي بسياجات أتخطى بها سربا من الغربان
يداي ذروة الريش
الأعمدة البعيدة حواسي..
وأنا لست أنا
61
لأننا حمقى
لايصيبنا اليأس
نراهن على معاول قصيرة
تخبئها أعيننا
نقف على الحافة
برؤوس لايغدر بها التفكير
62
الماء غرفتي كلما أقفلت موسيقى الداخل
يدي القابضة على حديد اللغة
تنصت إلى الفجر
بعينين نصف مغمضتين
روحي يصلي بها المجاز
بين ضفتين
63
كبرت قليلا
صارت للغتي رائحة
يداي صنعهما الليل
لذلك فهمانادرا
ما تشعران بالحياد
64
النصف الماء متكأ الشمس والأصداف الرطبة
يرتب دواخل الرمل
بيدين أورثتهما الحركة
ذوبان المعادن
النصف الظل
يدون للرواة
قبورا
ثم يطفو
بجناحين
تلمعهما النميمة
65
القطة بيضاء
الخارج مرتبك
بين الزهرة والفستان
قنطرة تسبق الإيقاع
66
أثق بوجهي المتآلف مع أقنعة الصحو
أتشبّث بلانهائيّة الفكرة.
قدماي تقتلعان الجذور كاملة
أنحني قليلاً
فوق نقط الاشتباك بين حصاة
وقمر نصف مكتمل
أقرأ بيسر كتب الذئب
و
لا ألعن الفأس
67
أشيّع موتاً بموت
أنا الورقة القادمة
من تحت اللحاء البشريّ
أهيئ الحساء
للعابرين سقف العالم.
بهاجس شعريّ
أطرق قدمه الثالثة
68
وحدها الكائنات الليليّة
تشملنا برحمة الضوء
شبيهة بأصابعنا
حين تعتلي غبار بصماتها
فيتّضح السقف
تحت أجنحة تنهار.
69
أيّتها الحروب المشتعلة
تحت جيب العبور الرخو
ضعي شموساً كثيرة
فوق الصوّر المنبعثة
من ثقوب اللغة
فوق الأصوات المشوّشة
في غرف ضيّقة
بلا زجاج
أو تلويحة برتقالة !
دعينا أيّتها الحروب
نتقاسم الخبز الكونيّ
شوكاً
ودمى فارغة
70
معنيّون بالظلّ المتكوّر هناك
بأصابعه اللاّمرئيّة
وهنا خلف الفوضى
في غرف صامتة
لا تخلو من أصوات قديمة
تحت وجوه تخدشها العتمة.
تكاد تشبهنا السماء
وهي ترسم بطبشور عميق
ما تبقّى من ولائم الشمس.