1 – عرفت بواكير الكتابات التاريخية عددا من الاسماء ، منذ القرن الاول حتى القرن الثالث للهجرة ، تحت مسميات ” المغازي والسير ” وابرز تلك الأسماء :
وهب بن منبه ، شرحبيل بن سعد ، الزهري ، ابن اسحاق ، ابن هشام ، الواقدي . ثم المدائني وابن الكلبي وصولا إلى البلاذري واليعقوبي وابن قتيبة والدينوري .
وهب بن منبه ، شرحبيل بن سعد ، الزهري ، ابن اسحاق ، ابن هشام ، الواقدي . ثم المدائني وابن الكلبي وصولا إلى البلاذري واليعقوبي وابن قتيبة والدينوري .
2 – ومع القرن الرابع الهجري يبرز اسم ” الطبري ” صاحب كتاب ” تاريخ الامم والملوك الذي غدا مرجعا لكثيرين ممن جاؤوا بعده .
ولكن الحدث الهام في هذا القرن يتمثل في ظهور المؤرخ المحقق ” مسكويه ” وكتابه الفائق الأهمية ” تجارب الأمم “وتكمن اهمية هذا الكناب في المنهجية العلمية في دراسة الحدث التاريخي ، وصلته بالمؤثرات الجغرافية والاجتماعية والفلسفية ، وابتعاده عن الاساطير والخرافات ، وحياديته تجاه السلطات الحاكمة .
3 – وكانت الدراسات التاريخية في الأندلس تواكب مثيلتها في المشرق ، ومن ابرز الاسماء في هذا المجال : عبد الملك بن حبيب ، وابن القوطية ، وعريب بن سعيد ، وابن حيان صاحب كتاب المقتبس ، وبنو سعيد في كتابيهم المشهورين ” المٌغرب في حلى المغرب ، والمُشرق في حلى المشرق ” ثم العلامة الموسوعي ابن حزم المؤرخ والفقيه والاديب والشاعر .
4 – ونتوقف في الأندلس عند ” لسان الدين بن الخطيب ” وزير غرناطة ومؤرخها واديبها الموسوعي وشاعرها . وأهم كتبه ” الإحاطة في تاريخ غرناطة ” .
ويرى ابن الخطيب ان التاربخ فن غايته نقل الأخبار وتمحيصها وبيان مدى ارتباطها بالعمران والاقتصاد والاجتماع والسياسة والادب . وهو امين في نقل الخبر بحيادية وموضوعية وتوثيق وذكر للمصادر والمراجع .
ويمثل ابن الخطيب روح الأندلس في جوانبها المختلفة .
5 – ونصل الى العلامة العظيم ” ابن خلدون ” في كتابه ” العبر ” ومقدمة هذا الكتاب التي تعتبر فتحا جديدا في فلسفة التاريخ ، وعلم الاجتماع ، وعلم الاقتصاد ، والعمران ، والمؤثرات السياسية والجغرافية والانتروبولوجية ، وعلم الموسيقى والتصوف ، وعوامل سقوط الدول .
وهو يرى ان التاريخ علم منهجي وليس مجرد سرد للأحداث ، وهذا التاريخ له عناصرو وقوانينه وتطوراته ونتائجه ، وهو علم بعيد عن الأساطير ، ويتم تحليله وفق أسس فلسفية منهجية .
6 – ومن ابرز اقوال ابن خلدون التي تصلح في كل زمان ومكان لتحليل الحدث ودراسته ، ومنها :
ا – الاستبدادوالبطش الذي يمارسه السلطان ضد شعبه سبيل لدمار الدولة .
ب – بعض السلاطين ينافسون رعيتهم في الكسب والتجارة ، ويسخرون القوانين لخدمة مصالحهم وتسلطهم على اموال الناس ، واطلاق يد الجند في الاموال العامة .
ج – ان الظلم الذي يمارسه السلطان ضد شعبه يؤدي الى مشاعر الغضب والحقد والانفجار . والظلم دائما مؤذن بخراب العمران .
د – ان العدوان الخارجي لا يمكن ان يحقق اهدافه الا اذا كان المجتمع متفككا يشعر بالغبن والتهميش .
هه – ان الفساد يؤدي الى هرم الدولة وشيخوختها ، مما يعجل بانهيارها .
7 – ويأتي المقريزي معاصر ابن خلدون وتلميذه ليكمل مسيرة استاذه في كتبه العديدة واهمها ” خطط المقريزي .
8 – ويلاحظ ظهور تخصصات في الدراسلت التاريخية مثل :
ا – كتب تاريخ المدن : ومن اشهرها :
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي
تاريخ دمشق لابن عساكر
بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم
النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي
الإحاطة في اخبار غرناطة لابن الخطيب .
والامثلة كثيرة جدا
ب – كتب تراجم الشخصيات ، ومن ابرزها :
وفيات الاعيان لابن خلكان
فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي
الوافي بالوفيات للصلاح الصفدي .
شذرات الذهب في أخبار من ذهب للعماد الحنبلي
9 – وفي العصور الحديث يغدو لعلم التاريخ تخصصاته الزمنية والإقليمية والسياسية والاجتماعية .
وبرزت العلاقة الوثقى بين علم التاريخ وعلم الإثار ، مما شكل فتحا علميا منهجيا رائدا .
10 – أشرت في نهاية محاضرتي الى دورنا في جمعية العاديات خلال قرن من الزمن في كتابة تاريخ حلب ، وساهم في ذلك اكثر من خمسين باحثا وكاتبا من اعضاء الجمعية ، تركوا اكثر من مئة كتاب ،