حكاية العائن والحاسد

قصص حدثت في مدينتنا …… حدثت بالأمس تلك القصة

من أغرب الوقائع التي صادفتها قبل أيام حادثة تشخص لها الأبصار تجلت بها الغرابة والدهشة والذهول بمكان فهل يا ترى وصل بنا الحد إلى أن نتمنى الحسد وزوال النعمة عن البشر وعن الآخرين.. غريب طبع البشر

ربما أو جُلها تناسب زمناً انقضى وأُناس عاشوا وعاصروا العالم وتتغير والأحوال وتتبدل وهم وحدهم من يستطيعوا الأن أن يقولوا “كان زمان”،

زمناً تجلت به بساطة الحياة وعفويتها ملئها المحبة والإيثار حياة بكل تفاصيلها ليست أكثر ولا أقل من كلمات موقف وذكرىٰ وأثراً طيباً لمن بعدك أيها العابر السبيل

وكأنّ نضُوجَ الإنسَانِ مقرونٌ بسقوطه، وما كانَ سقوطُك في الحياةِ إلّا لتتغيّر لتَفلِتَ في سُقوطِك ضعفًا كان يُشقيك، وتلقِطَ في نهوضِك بأسًا حتّى يُقويِّك، ولتُصبحَ بعدَ النّهوضِ شخصًا آخرَ جديدًا، أخفّ حملًا وأكثرَ نُضجًا! اجعل مواقفك جديرة على أن تبقى ذكرى جميلة! واستعن بالله

أمسينا غرباء في قُدسنا نحتمي بأنفسنا وأهلنا نبحث عن أنفسنا فلا نجدها فنبحث في بحر التيه رويداُ لنصحو من كبوتنا تختلط المشاعر كنا في الماضي نستطيع أن نفتح قلوبنا لمن لا نعرفه، نحكي له عن قصصنا وحكا يا
كنا نزور بعضنا في بيوتنا نتسامر ونضحك سويا ونتبادل النصيحة والذكريات نؤُثُر على أنفسنا لغيرنا وعندما نفترق ليلاً ننتظر شروق شمسنا باليوم التالي لنعود بيوم مُشرق نتواصل مع جوهرنا الحقيقي ونتقبل الجوانب والنقاط الإيجابية والتحديات نبدأ بالانفتاح على الآخرين، وعلى المختلف فينا ونتقبل تنوع الحياة وألوانها .نتجاوز الحدود الضيقة للرؤية الشخصية وننصهر في أعماق الوجود، لنلامس سحر المحبة المطلقة. نكتشف أن الحب هو الحقيقة الكبرى التي تربط بيننا جميعًا.

فيا ترى لِما تبدلت الأحوال واصفرت الوجوه وأضحت النظرات سِهاماً مسمومة ترشق النظرات النظرة سهمٌ مسمومٌ من سهام إبليس؛ ومن أطلق لحظاته = دامت حسراته!”. فمن تركها خوفاً من الله آتاه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه

قال النبي – صلى الله عليه وسلم – في هجائه للمشركين: لهو أشد عليهم من رشق النبل

اللَّامَّة أو عين الحسد هي نظرة حاسدة تؤمن بها العديد من الثقافات وبقدرتها على التسبب بالإصابات أو جلب الحظ السيئ للشخص الموجهة إليه هذهِ النظرة، لأسباب عديدة قد تكون حسداً أو كراهيةً.

الحسد هو تمني زوال النعمة عن الآخرين وهو من الأمور المنهي عنها في الشريعة الاسلامية وقال تعالى في القرآن الكريم

(ومن شر حاسد إذا حسد) ومع ذلك نجد من لا يؤمن به في هذه الأيام.!! الحسد تمني زوال النعمة، وهو سهم من سهام أبليس اللعين، وهناك أحاديث كثيرة عن الحسد منها، قال صلى الله عليه وسلم: الحاسد والحاقد في النار، ومنها قال صلى الله عليه وسلم: العين تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر.

ويشير هذا المصطلح أيضاً، إلى قوة تصدر من أشخاص معينين تؤدي لإصابة آخرين بالعمد، والتسبب لهم بسوء الحظ عن طريق نظرة الحسد أو تمني قلة الحظ. والعين الحسودة عادةً ما تُعْطِى وتؤثر في الأشخاص بدون علمهم بها. وتعرف في اللغة الفارسية
ب “” (الإصابة بسبب العين) أو ب «شزم الي باد» (العين السيئة)
أما في اللغة التركية تعرف بـ «نزار،» وهي كلمه مشتقة من الكلمة العربية (نظر) وفي أفغانستان بـ «تشاتشيم مورا» أما في اليونانية توماتي ومالد يخو ومالو كيو وأما في مجتمع الهاواي فتعرف بـ «العين النتنة،»

العَائِنُ يقال ما بالدار عائٌن ما بها من أحد وشَرِبَ من ماءٍ عائنٍ

جاء في إحياء علوم الدين للإمام الغزالي -رحمه الله تعالى- عند تعريف الحسد قال: فالحسد حدُّه كَرَاهَةُ النِّعْمَةِ، وَحُبُّ زَوَالِهَا عَنِ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِ

وقال النووي -رحمه الله تعالى- في رياض الصالحين: الْحَسَدُ هُوَ تَمَّنِي زَوَالِ النِّعْمَةِ عَنْ صَاحِبِهَا، سواءٌ كَانَتْ نعمة دينٍ، أَوْ دنيا.

قال عنها ابن القيم في الطب النبوي: وَهِيَ سِهَامٌ تَخْرُجُ مِنْ نَفْسِ الْحَاسِدِ، وَالْعَائِنِ نَحْوَ الْمَحْسُودِ، وَالْمَعِينِ تُصِيبُهُ تَارَةً، وَتُخْطِئُهُ تَارَةً، فَإِنْ صَادَفَتْهُ مَكْشُوفًا لَا وِقَايَةَ عَلَيْهِ، أَثَّرَتْ فِيهِ.

وقال أيضا: فَكُلُّ عَائِنٍ حَاسِدٌ، وَلَيْسَ كُلُّ حَاسِدٍ عَائِنًا، فَلَمَّا كَانَ الْحَاسِدُ أَعَمَّ مِنَ الْعَائِنِ كَانَتِ الِاسْتِعَاذَةُ مِنْهُ اسْتِعَاذَةً مِنَ الْعَائِنِ.

وفي الحديث الشريف: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود. رواه الطبراني وغيره

الحسد أول ذنب عُصِيَ الله به في السماء، وأول ذنب عُصِي به في الأرض، فأما في السماء فحسد إبليس لآدم، وأما في الأرض فحسد قابيل لهابيل.

تنطوي بعض النفوس البشرية على الحقد والبغضاء تجاه الآخرين، بسبب الجاه أو المال أو الصحة أو الجمال أو أي نعمة وهبها الله لبعض الناس، وحُرم منها بعض الناس لحكمة يعرفها رب العالمين وحده

عرّف ابن حجر العسقلاني العين في فتح الباري (ص 169 ج10)، بأنها نظر باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع، يحصل للمنظور منه ضرر

وعرّفها المنوفي في حاشية العدوي على شرح رسالة ابن أبي زيد (ص 351 ج2)، بأنها سم جّعله الله في عين العائن، إذا تعجب من شيء ونطق به، ولم يبارك فيما تعجب منه وضرر العين ثابت في لكتاب والسنة، فالله تعالى قال وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم (الآية 51 من سورة القلم)

وقال المفسرون إن معنى ليزلقونك أي يعتانونك بعيونهم الحاسدة الحاقدة

وفي الحديث الصحيح العين حق (رواه البخاري)

وقد يقول قائل إن العائن لا يقدر على إيقاع الضرر، لأن الله هو مقدر النفع والضر، فأقول له ما قال ابن العربي المالكي في شرحه على سنن الترمذي يخلق الله عند نظر العائن إلى المعاين، وإعجابه به إذا شاء ما شاء من ألم أو هلكة

وإذا كان وقوع ضرر العين ثابتاً شرعاً، فإن الوقاية منه ومعالجته ثابتتان أيضاً بالشرع، فالله تعالى أنزل سورة الفلق، وفيها الاستعاذة من العائن، قال تعالى ومن شرّ حاسٍد إذا حسد

جاء في زاد المعاد في هدي خير العباد: وقد قال أصحابُنا وغيرُهم من الفقهاء: إنَّ مَن عُرِفَ بذلك -الإصابة بعينه- حبَسه الإمامُ، وأجرَى له ما يُنفِقُ عليه إلى الموت، وهذا هو الصوابُ قطعاً. انتهى.

وأما كيف يضر الحاسد المحسود؟ فقد بينه ابن القيم في زاد المعاد فقال: فَإِنَّ النَّفْسَ الْخَبِيثَةَ الْحَاسِدَةَ تَتَكَيَّفُ بِكَيْفِيَّةٍ خَبِيثَةٍ، وَتُقَابِلُ الْمَحْسُودَ، فَتُؤَثِّرُ فِيهِ بِتِلْكَ الْخَاصِّيَّةِ، وَأَشْبَهُ الْأَشْيَاءِ بِهَذَا الْأَفْعَى، فَإِنَّ السُّمَّ كَامِنٌ فِيهَا بِالْقُوَّةِ، فَإِذَا قَابَلَتْ عَدُوَّهَا، انْبَعَثَتْ مِنْهَا قُوَّةٌ غَضَبِيَّةٌ، وَتَكَيَّفَتْ بِكَيْفِيَّةٍ خَبِيثَةٍ مُؤْذِيَةٍ، فَمِنْهَا مَا تَشْتَدُّ كَيْفِيَّتُهَا، وَتَقْوَى حَتَّى تُؤَثِّرَ فِيها.

وأما بقية الإشكالات والاعتراضات في السؤال؛ فقد أجاب عنها ابن القيم، من كتابه الطب النبوي حيث قال:

أَبْطَلَتْ طَائِفَةٌ مِمَّنْ قَلَّ نَصِيبُهُمْ مِنَ السَّمْعِ وَالْعَقْلِ أَمْرَ الْعَيْنِ، وقالوا: إنما ذلك أوهام لا حقيقة لها، وَهَؤُلَاءِ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ بِالسَّمْعِ وَالْعَقْلِ، وَمِنْ أَغْلَظِهِمْ حِجَابًا، وَأَكْثَفِهِمْ طِبَاعًا، وَأَبْعَدِهِمْ مَعْرِفَةً عَنِ الْأَرْوَاحِ، وَالنُّفُوسِ، وَصِفَاتِهَا، وَأَفْعَالِهَا، وَتَأْثِيرَاتِهَا.. وَعُقَلَاءُ الْأُمَمِ عَلَى اخْتِلَافِ مِلَلِهِمْ، وَنِحَلِهِمْ لَا تَدْفَعُ أَمْرَ العين، ولا تنكره، وإن اختلفوا في سببه، وَجِهَةِ تَأْثِيرِ الْعَيْنِ… وَهَؤُلَاءِ قَدْ سَدُّوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ بَابَ الْعِلَلِ، وَالتَّأْثِيرَاتِ، وَالْأَسْبَابِ، وَخَالَفُوا الْعُقَلَاءَ أَجْمَعِينَ. وَلَا رَيْبَ أَنَّ اللهَ -سُبْحَانَهُ- خَلَقَ فِي الْأَجْسَامِ، وَالْأَرْوَاحِ قُوًى، وَطَبَائِعَ مُخْتَلِفَةً، وَجَعَلَ فِي كَثِيرٍ مِنْهَا، خَوَاصَّ، وَكَيْفِيَّاتٍ مُؤَثِّرَةً، وَلَا يُمْكِنُ لِعَاقِلٍ إِنْكَارُ تأثير الأرواح في الْأَجْسَامِ، فَإِنَّهُ أَمْرٌ مُشَاهَدٌ مَحْسُوسٌ، وَأَنْتَ تَرَى الْوَجْهَ كَيْفَ يَحْمَرُّ حُمْرَةً شَدِيدَةً، إِذَا نَظَرَ إليه من يحتشمه، ويستحي منه، وَيَصْفَرُّ صُفْرَةً شَدِيدَةً، عِنْدَ نَظَرِ مَنْ يَخَافُهُ إِلَيْهِ، وَقَدْ شَاهَدَ النَّاسُ مَنْ يَسْقَمُ مِنَ النَّظَرِ، وَتَضْعُفُ قُوَاهُ، وَهَذَا كُلُّهُ بِوَاسِطَةِ تَأْثِيرِ الْأَرْوَاحِ، وَلِشِدَّةِ ارْتِبَاطِهَا بِالْعَيْنِ يُنْسَبُ الْفِعْلُ إِلَيْهَا، وَلَيْسَتْ هِيَ الْفَاعِلَةَ، وَإِنَّمَا التَّأْثِيرُ لِلرُّوحِ، وَالْأَرْوَاحُ مُخْتَلِفَةٌ فِي طَبَائِعِهَا، وَقُوَاهَا، وَكَيْفِيَّاتِهَا، وَخَوَاصِّهَا، فَرُوحُ الْحَاسِدِ مُؤْذِيَةٌ لِلْمَحْسُودِ أَذًى بَيِّنًا، وَلِهَذَا أَمَرَ اللَّهُ -سُبْحَانَهُ- رَسُولَهُ أَنْ يَسْتَعِيذَ بِهِ مِنْ شَرِّهِ، وَتَأْثِيرُ الْحَاسِدِ فِي أَذَى الْمَحْسُودِ، أَمْرٌ لَا يُنْكِرُهُ إِلَّا مَنْ هُوَ خَارِجٌ عَنْ حَقِيقَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ، وَهُوَ أَصْلُ الْإِصَابَةِ بِالْعَيْنِ،… وَمِنْهَا، مَا تُؤَثِّرُ فِي الْإِنْسَانِ كَيْفِيَّتُهَا بِمُجَرَّدِ الرُّؤْيَةِ مِنْ غَيْرِ اتِّصَالٍ بِهِ، لِشِدَّةِ خُبْثِ تِلْكَ النَّفْسِ، وَكَيْفِيَّتِهَا الْخَبِيثَةِ الْمُؤَثِّرَةِ، وَالتَّأْثِيرُ غَيْرُ مَوْقُوفٍ عَلَى الِاتِّصَالَاتِ الْجِسْمِيَّةِ، كَمَا يَظنُّهُ مَنْ قَلَّ عِلْمُهُ، وَمَعْرِفَتُهُ بِالطَّبِيعَةِ وَالشَّرِيعَةِ. اهـ

لا يغار إلا الناقص، ولا يحسد إلا الفاشل، ولا يغتاب إلا المنافق، ولا يُفتن إلا الضعيف، ولا يثرثر إلا الفارغ، ولا يشتم إلا الجاهل، ولا يكره إلا الحاقد.

ما كرهت في حياتي سوى أربع؛ القريب الذي وراء قربه خباثة، والصديق الذي وراء كلامه حسد، والحبيب الذي وراء حبه خيانة، والصاحب الذي وراء صحبته غرض ومصلحة.

أعاذنا الله وإياكم من شر الحسد والحاسدين.

لوحة من أنطاكية صنعت من الفسيفساء في العهد الروماني تصور عدد كبير من الأدوات المستخدمة للحماية ضد العين.

Scroll to Top