كان للحوار الذي دار بينه وبين زبونه حول فشل زيجاته اثر كبير في نفسه،فبعد أن اغلق الذكان عاد الى غرفته في وقت متاخر من الليل ، استلقى فوق فراشه موجها نظره الى سقف الغرفة ، مسترجعا صور النساء اللواتي غادرنه ،وهو يفكر في الاسئلة التي طرحها عليه الزبون، اسئلة جعلته يقتنع بان المشكل ليس فيهن بل المشكل فيه هو .
تقلب في فراشه يمينا ويسارا ، لكن النوم أبى أن يريحه من عناء التفكير في الزواج مرة
اخرى،كلما نطت فكرة الزواج الى ذهنه غير وضعية استلقائه وظل على هذه الحال حتى تسرب نور الصباح الى الغرفة من شقق باب الغرفة، وحين بدات حركة الجيران تذب في فناء المنزل ،نهض وغادر البيت متجها نحو الذكان يحمله الشوق لمعرفة ما سيحمله له زبونه من جديد.
وما كاد يضع المفتاح في قفل الذكان حتى سمع صوت الزبون يلقي عليه تحية الصباح
-صباح الخير السي احمد …خياطنا المحترم…
التفت نحو الزبون مبتسما
-صباح الخير السي علي…
-كيف قضيت ليلتك …يظهر انك لم تنم مافيه الكفاية
نظر احمد الى زبونه الذي اصبح يشاركه اسراره وقال
-انا لم انم ابدا …قضيت الليل متقلبا على الفراش…
ابتسم الزبون وقال لاحمد
-من يفكر في الزواج يغادره النوم السي احمد …اليس كذلك
احس احمد بحرارة تغزو جسده وظهرت بعض قطرات عرق على جبينه واحمرت وجنتاه من الخجل وذون ان ينظر في وجه زبونه ،تشجع وقال
-اصارحك اخي علي …انا ارغب في الزواج …احس ان شيئا ما تغير في داخلي…
ضحك الزبون وقال لاحمد
-لذي زوجة لك تناسبك …
ومن ذون ان يشعر وبجراة ادهشت الزبون قال احمد
-اين هي …اين …
لم يتمالك الزبون نفسه فانتابته موجة من الضحك جعلت احمد ينتفض
-اتسخر مني يارجل …قلت لك سري …وانت
قاطعه الزبون بعد ان توقف عن الضحك واظهر الحزم والجدية
-لا تقل ذلك يا أحمد …انا صديقك واريد فعلا مساعدتك لانك انسان طيب …
انظر غدا ان شاء الله اعد نفسك للسفر لنخطب لك زوجة على مقاسك …
اصيب احمد بالدهشة
-السفر …الى اين …انا لم اغادر الحي منذ سنوات …
هدأ الزبون من روع احمد قائلا
-المكان ليس بعيدا …انه في ضواحي المدينة …سندهب ونعود في نفس اليوم …فاستعد/يتبع/
*****************محمد بوعمران /مراكش**********