رواية ( آخذك وأحملك بعيدا”)

للإيطالي نيكولو أمانيتي .

هل لديك القدرة على تغيير مسارات حياتك ؟
هل يجب أن تكون على هامش الحياة أم أحد أبطالها ؟
بين عالم الصغار ببراءته وحماسته ، وعالم الكبار الذّي فقد البراءة والحماسة ،
يبني أمانيتي عالم روايته وفق خطين يسران متوازيين ليتقاطعا فيما بعد .
للرواية بطلان ، الأول ،
جراتزيانو بيليا ، الأربعيني ، عازف الجيتار وزير النساء الشهير الذي اصطحب ذات صيف أكثر من ثلاثمائة امرأة إلى الفراش , لكنه يفشل في خلق فرصة حقيقية لحياته .
أما البطل الثاني فهو الطفل بييترو موروني ( 12 عاما” ) , الذي يعاني من عدم الإندماج وفرط الحساسية والحلم , لا تخلو حياته من منعطفات رغم صغر سنه , حلمه ألّا يكون فلّاحا” كأبيه .
يشكّل حدث رسوب بييترو المجتهد , مدخلا” إلى الرواية , فنرى التنمر الذي يتعرض له من قبل زملائه في المدرسة . صديقته جلوريا هي إبنة عائلة شيلان الثرية والتي عملت لديها والدة بييترو كخادمة .أسرة جلوريا تحب بييترو وتعطف عليه لأنها كانت تحلم بحصولها على ولد مثله . يقرر المتنمرون إغلاق باب المدرسة بقفل عصيّ على الفتح كي يتم إيقاف دوام المدرسة ،
كل ذلك حتى لا يقدموا مشروع البحث في مادة العلوم . سوء حظ بييترو يوقعه بين أيديهم ، فيجبرونه على القيام بوضع القفل ثم الدخول إلى المدرسة وتحطيم غرفة الوسائل التقنية وكتابة عبارات مسيئة لكل من المدير ومساعدته وإحدى المعلمات . يكتشف البواب إيتالو ما يحدث وهو والد للشرطي برونو صديق جراتزيانو ، فيطاردهم ويطلق عليهم النار . جراتزيانو مولع براقصة هي إيريكا تستغله أبشع إستغلال وتتركه متعلقا” بها ريثما تتاح لها فرصة أفضل لبلوغ الشهرة في التلفزيون .
يتفق جراتزيانو مع إيريكا على الزواج في بلدته إيسكانو سكالو ، يسبقها على أمل أن تلحق به . ما الذّي سيحصل بعد إكتشاف أمر اقتحام المدرسة ؟
كيف سيلتقي بييترو بجراتزيانو ؟ وكيف سيلتقي جراتزيانو بالمعلمة فلورا بالمييري ، مدرسة اللغة الإيطالية التي تتعرض بدورها لتحرشات المتنمرين ؟ ما هي قصة والدة فلورا؟
ما هي المشاكل التي سيتورط بها بييترو ولماذا سيدخل إلى الإصلاحية ؟ رواية جميلة جدا” حافلة بالتفاصيل والقصص والشخصيات العديدة جدا” ،
لا تشعرك بالملل . شخصيا” أنتهيت من قراءتها في غضون أربعة أيام بالرغم من عدد صفحاتها ( 450 صفحة ) . نيكولو أمانيتي روائي إيطالي ولد في روما في 25 سبتمبر عام 1966.
لفت الأنظار إليه عام 2001 عندما نشر روايته “أنا لا أخاف ” والتي نالت جائزة فياريجيو ريباتشي الإيطالية الأدبية الرفيعة، ينتمي إلى جماعتين أدبيتين تسميان ب ” آكلي لحوم البشر ” و ” رومنطيقيون عُصابيون ” .
تتجلى في أعماله براكين متفجّرة من الرؤيا اللاسوية ، مع صراحة جارحة وغنائية عنف وفحش ( حيث تطغى الإيروسية الفاجرة على كتابته ) وهو ما أصطُلح على تسميته بالواقعية القذرة .
في روايته الرائعة هذه يحكي عن هشاشة الفرد ومأساة وجوده من خلال تصوير الأجيال الجديدة من الشباب ومحاولة فهمهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top