للمصري ألبير قصيري .
ألوان العار عديدة ، فخيانة الوطن عار، الفرار من الجندية عار ، القتل عار، ممارسة البغاء عار ،
السرقة عار. كل تلك الجرائم الموصوفة هي جرائم أخلاقية مشي نة ، تمس شرف الإنسان وسمعته أمام القانون والناس . في عصر الانفتاح اجتاحت مصر ألوان العار حيث تكالب الناس على تكديس الأموال بطرق غير مشروعة وأساليب ملتوية وأصبحت اللصوصية غير موقوفة على النشالين فقط بل امتدت إلى رجال الأعمال والأغنياء والصيارفة الذين يسميهم الكاتب باللصوص القانونيين . أسامة الشخصية الرئيسة في الرواية ،
نشال يسرق من الأغنياء. في أحد الأيام تقع في يده محفظة متعهد بناء عقارات فاسد تحتوي على وثيقة تُثبت تورطه مع مسؤولين حكوميين في صفقة فساد أودت بحياة خمسين شخصا في سقوط مبنى سكني، يذهب أسامة ليخبر المعلم نمر- الذي علمه فن النشل – بالوثيقة المهمة التي وجدها،
يحار الاثنان، فيقرران الذهاب إلى كرم الله المثقف (تعرف على المعلم نمر في السجن بسبب كتابته لمقال ساخر من قرارات الحكومة) الذي يعيش في وسط المقابر. يقرر الثلاثة التلاعب بالمتعهد وبالمسؤولين الحكوميين المتورطين معه وإيقاعهم في الفضيحة تلو الفضيحة وإرباكهم وتخويفهم وتهديدهم بغية تحويلهم إلى مادة دائمة للمواقف الهزلية والمضحكة واستثمارها في توزيع الضحك المجاني ونشر روح المرح والسخرية بين الناس. ألبير قصيري
كاتب مصري فرانكوفوني مواليد القاهرة عام 1913 ودرس في مدارسها الفرنسية ، استقر في باريس منذ عام 1945 ، وقضى معظم حياته في الغرفة رقم 58 من فندق لا لويزيان الباريسي في حي سان جيرمان دو بريه. توفي في باريس وهو في الرابعة والتسعين من عمره. كانت صحبته اليومية في كافيه دو فلور : ألبير كامو، جان بول سارتر ، لورانس داريل ، هنري ميللر . تتجسد في رواياته روح السخرية في عوالم من الحرية وكره الظلم والسلطة .قامت المخرجة المصرية اسماء البكري باقتباس روايتين من رواياته إلى السينما وهي :
شحاذون ونبلاء ( 1991 ) ، العنف والسخرية ( 2003 ) .