للأميركية دونا تارت .
ثيو مراهق في الثالثة عشرة من عمره, يتم ضبطه في المدرسة وهو يدخن مع صديقه توم كيبل ,
فيصبح لزاما” على والدته الحضور إلى المدرسة ومقابلة المدير . في اليوم المحدد للمقابلة يفاجئهما المطر فيضطران للدخول إلى متحف المتروبوليتان ,
وحيث أن هناك متسع من الوقت يتجولان ليشاهدا لوحة ” الحسون ” اللوحة الأثيرة لدى أودري والدة ثيو . يقع حادث تفجير في المتحف ,تذهب ضحيته أودري .يستفيق ثيو من هول الصدمة ويحاول العثور على سبيل للخروج , فيعثر على رجل مسن يدعي ويلتي بلاكويل كان قد رآه في المتحف بصحبة فتاة صهباء .
يعطي ويلتي الذي يحتضرلثيو خاتما” ويوصيه أن يوصله إلى محل ” هوبارت وبلاكويل ” المسجل عنوانه على الخاتم , كما يطلب منه أن يحمل معه لوحة ” الحسون ” التي كانت ملقاة على الأرض بدون إطار. اللوحة هي للفنان الهولندي كاريل فابريتيوس ( 1622 – 1654 ) , وهو أحد أهم تلامذة رامبرانت .
هذا الرسام قضى شابا” في انفجار مستودع بارود دمّر محترفه في مدينة ديلفت عام 1654 وهو نفس العام الذي رسم فيه اللوحة . متنقلا” بين عدة مدن في الولايات المتحدة ثم في هولندا , يحاول ثيو استعادة اللوحة التي تسرق منه وتنتقل حياته إلى مراحل متعددة حيث يقع في البداية فريسة للإكتئاب بعد موت والدته ثم يصبح فريسة لإدمان المخدرات ثم ينزلق إلى عالم الجريمة . تبين الرواية أهمية الفن في حياة المجتمع ,
وأهمية التعلق بالأصدقاء والأسرة , كما تعبر عن مشاعر القلق وجنون العظمة والذعر المصاحب لصبي فترة طويلة . قورنت الرواية برواية تشارلز ديكنز ” أوليفر تويست ” الذي ماتت أمه بعد ولادته مباشرة وعاش يتيما” في ملجأ قبل هروبه منه لتتلقفه عصابة في لندن , كما قورنت أيضا” برواية ” هاري بوتر ” الذي قتل ساحر الظلام والدته وبقي مع ندبة على جبينه , غير أن ندبة ثيو بطل ” الحسون ” كانت من النوع غير المرئي .
الرواية متعبة جدا” في قراءتها ( 1133 صفحة ) ويتراوح إيقاعها بين اللاهث والبطيء في غير مكانهما المناسب , بمعنى أنه في مرحلة حياة ثيو حيث ينتقل للعيش مع والده في لاس فيغاس وبدون وجود أحداث كثيرة , يكون الإيقاع سريعا” , وعند سعيه الحثيث للعثور على اللوحة يصبح الإيقاع بطيئا” ومملا” ,
حيث يغرق السرد في مونولوجات طويلة تصبح عبئا” على إيقاع الرواية . هناك إسهاب وشرح مفصل عن عوالم الانتيكات وتاريخ الفن تهم المهتمين بهذين الجانبين الفنيين . كان من الممكن اختزال الكثير من الصفحات للحصول على رواية ذات إيقاع منضبط أكثر .
تم يحويل الرواية هذا العام إلى فيلم سينمائي بعنوان The goldfinch من بطولة نيكول كيدمان واوكس فيغلي ,
لم يلق النجاح المنتظر الذي حققته الرواية التي نالت جائزة بوليتزر واكتسحت سوق الرواية ,
كما رفعت كاتبتها إلى مصاف الكتاب الأميركيين المشهورين .