للبرازيلي رافاييل مونتيز.
إلى أي مدى قد تسيطر رغبات الإنسان وهوسه عليه؟
هذا هو السؤال الذي يبحث عنه طوال الرواية الكاتب رافاييل مونتيز، فقبلة واحدة استحوذت على حياة تيو بطل الرواية، عندما قبلته “كلاريس” الفتاة التي تدرس الفن وتدخن سجائر المينثول وتكتب سيناريو لفيلم بعنوان ” أيام رائعة ” ، وانقلبت حياة الاثنين تمامًا. تيو طالب بكلية الطب، شاب وحيد، يعيش مع أمه المقعدة وكلبها فى ريو دى جانيرو، ليس لديه أصدقاء،
والحالة الوحيدة التى يشعر فيها بمشاعر إنسانية صادقة هى عندما يكون بصحبة الجثة – يسميها ” جيرترود” – التى يتدربون عليها فى الكلية، يستمر حاله هكذا حتى يقابل فتاة أحلامه ” كلاريس ” ، فتاة عكسه تمامًا: رائعة الجمال، عفوية، ولا تخاف من التعبير عن رأيها بصراحة، يراها من هنا، فيصبح مهووسًا بها تمامًا، فيبدأ فى مراقبتها، وعندما يصارحها بحبه لها وترفضه، يرتكب الكثير من الأفعال التى لم يتوقعها تمامًا. إلى أي مدى ستصل علاقتهما المعقدة مع تعقد الأحداث؟
تيو مريض نفسي يريد بشدة وبأي طريقة ممكنة أن يثبت ل ” كلاريس ” أنه يحبها، وأنه لن يستطيع أحد أن يهتم بها مثله، لكنه مع الوقت يصنع لنفسه حفرة لن يستطع الخروج منها مهما فعل، سوف يظل عالقًا بها ، فلا أحد يستطيع أن يرغم أي شخص على الوجود بجواره ، هو أراد امتلاك كلاريس بأي طريقة، حتى لو أرغمها على ذلك. يمكننا أن نعطي هذه الرواية تصنيفات كثيرة، مثل أنها رواية جريمة أو ديستوبيا أو واقعية، لكن أكثر تصنيف مناسب لها أنها رواية نفسية بامتياز، لن تسلم منها أبدًا وستظل تلاحقك كثيرًا، في أثناء وبعد الانتهاء من قراءتها، فأكثر شيء نخاف منه أن نجد شيئًا ما يصف حالنا،
ويسبر أعماقنا ويكشف ما تخفيه نفوسنا. رواية رائعة بكل المقاييس بالرغم من القسوة والسادية المسيطران على أجوائها ، تحوي بداخلها الكثير من الأسئلة التي نبحث لها عن إجابة، كذلك سوف نجد داخلها الجريمة والواقعية والتشويق والنهاية غير المتوقعة. سرد الرواية بسيط لدرجة كبيرة، وهذا سر جمالها. رافاييل مونتيز ، كاتب ومحامٍ شاب، ولد عام 1990 بريو دي جانيرو، نشرت له العديد من مجموعات القصص القصيرة وقصص الغموض والجريمة،
وهذه روايته الثانية التي نشرت وهو في عمر الـ24. في العشرين من عمره أبهر النقاد وعامة القراء بروايته “روليت”، وهي رواية جريمة، ترشح بعدها عام 2010 لجائزة بينفيرا الأدبية، وحصل على جائزة “ماتشادو ب أسيس” التي تمنحها مكتبة البرازيل الوطنية عام 2012، وجائزة ساو باولو الأدبية عام 2013.