رواية ( بلد النساء ) للكاتبة النيكاراغوية جيوكوندا بيللي

في بلد متخيل هو “فاجواس” تصل النساء إلى السلطة، ويقررن إقصاء الرجال،
وإزاحتهن عن مواضع صنع القرار. تعيد جيوكوندا بيللي خلق العالم بعد قيامته،
لكن هذه المرة على أيدي النساء، إذ يصاب الرجال في فاجواس بالخمول والنعاس وذلك بعد ثوران بركان ميتري ..
تكتشف بيبيانا سانسون ورفيقات حزبها ( حزب اليسار الإيروتيكي – نسبة لديوان أشعار ماريا روداس ” قصائد اليسار الإيروتيكي ” )
أن مؤشر هرمون التستوسترون الذي يجب أن يكون لدى الرجال بين 350 و1240 نانو غرام،
لم يسجل سوى نسبة 50 أو 60 نانوغرام فقط، في عينات أخذت من رجال من كافة الأعمار.
بخمول الرجال وانسحابهم في دوامة نعاسهم، يتصدر حزب اليسار الإيروتيكي صدارة استطلاعات الرأي.
تكتشف بيبيانا بالصدفة فساد قاضي المحكمة العليا المدعو خمينيث فتأخذ من هذه القصية منطلقا” لبرنامجها الإصلاحي . تُنتخب بيبيانا رئيسة للجمهورية،
تصنع بيللي عالماً فانتازياً في “بلد النساء”، تردّ فيه الاعتبار إلى النسوة اللواتي عوملن بازدراء، أو تعرضن لوقائع اعتداء جنسي وحشي، إذ يقرر حزب اليسار الإيروتيكي عقوبات للمتحرشين والمغتصبين، تتمثل في وضعهم في أقفاص، واستعراضهم في الشوارع والميادين، لوصمهم، كما توصم ضحاياهم من النساء بعد وقائع الاغتصاب المريرة. كما تفتح بيللي، الباب، على فكرة إزاحة الرجال تماماً من الوظائف العامة، وجعلهم يلعبون أدوار زوجاتهم، سواء بإرضاع الأطفال، أو الطبخ والكنس وتنظيف المنازل .و من بين ما طرحته جيوكوندا بيللي في روايتها هذه من أفكار ثورية، هو تفكيك أسلحة الجيش، والتخلص منها، لتعويض فقر الميزانية الناتج عن منح الرجال رواتب ستة أشهر تعويضاً عن إجازاتهم الإجبارية. ومن ذلك المرح الروائي الذي تمارسه بيللي هنا، ما ذهبت فيه من أفكار دعائية محرضة للنساء والرجال معاً، للانضمام إلى حزب اليسار الإيروتيكي، ومنها وضع لافتة خلف أبواب الحمّام كُتب فيها: “الشيء الوحيد الذي يُحسن الرجال صنعه وقوفاً، هو التبول، قومي بالخطوة الأولى، انضمي إلى حزب اليسار الإيروتيكي”. وعلى علب الفوط النسائية، عبارة أخرى تقول: “الرجال ينزفون في الحروب، نحن ننزف كل شهر من أجل الحياة، قومي بالخطوة الأولى، انضمي إلى حزب اليسار الإيروتيكي”. كما وُضعت عبارة على حفاضات الأطفال تقول: “البلاد ملطخة ببرازها أكثر من ابنك، قومي بالخطوة الأولى، انضمي إلى حزب اليسار الإيروتيكي”… مرح روائي لا ينتهي، حتى بعد أن تنتهي الرواية. هل سيصمت الرجال ؟ هل سيرضخون للأمر الواقع ؟ ما هي التحديات التي ستواجهها الرئيسة ؟ هل ستنجح التجربة ؟
هذا ما تجيب عنه هذه الرواية الجميلة التي تتميز بالسلاسة و الطرافة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top