رواية ( جنازة جديدة لعماد حمدي )

للمصري وحيد الطويلة.
عن التحولات الكبرى التي أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 في مصر.
ورغم عدم الإشارة إلى الزمن الذي تدور فيه أحداث الرواية فإن الكثير من التفاصيل والإشارات وطبيعة العلاقة بين النظام والأفراد داخل المجتمع المصري يفهم منها ببساطة أنها مصر بعد الثورة.
” فجنون “ضابط رغم أنفه ( اسم مركّب من كلمتي فنان ومجنون) ، حيث وجد نفسه ابنًا لضابط شرطة كبير ، رغم عشقه وولعه بالرسم، أجبره والده على دخول كلية الشرطة، ورغم جميع محاولات الابن للدفاع عن رغبته في أن يصبح فنانًا، فقد انهزم أمام سلطة والده وعمل في نهاية المطاف كضابط مباحث في أقسام الشرطة وكان أول يوم عمل له هو يوم جنازة الفنان عماد حمدي .
يسعى الضابط جاهدًا للخلاص من الصورة النمطية التي تلاحق الضباط، لكنّه يقع فريسة أحد المسجلين خطرًا، وهم المجرمون الّذين يكررون جرائمهم مهما نالوا من عقاب، لذلك سعت الحكومة، ممثلة في جهاز شرطتها، إلى الاستفادة منهم ومن قوتهم وقدرتهم لتنفيذ رغباتها الخاصة.
يدخل بنا وحيد الطويلة «سرادق العزاء» المقام لجنازة “هوجان ” ابن المرشد “ناجح ” زعيم جمهورية المسجلين خطر ، وخلال ذلك الطريق الذي يبدو طويلًا وبلا نهاية ، يستعرض علاقة فجنون بالمرشد ناجح ، كما يستعرض سيرة حياة ضابط وشخصيات، ومواقف وأحداث في عالم واسع متشابك ومعقد. نرى العالم السفلي للقاهرة الذي يسيطر فيه البلطجية على زمام الأمور، ويمتلكون قدرةً لم تكن لهم من قبل،
حيث تحوّل البلطجي/المسجل خطر إلى جلادٍ من نوع آخر ، بل يتسبب في أن يترك الضابط عمله . يرسم الراوي لوحات إنسانية شديدة الدقة والرهافة للعالم السفلي للقتلة، تجار المخدرات، النصابين، المزورين، مقاولي أنفار الانتخابات، فتيات الليل، وشهود الزور. للرواية أكثر من تقنيّة للسرد ،
بحيث يجد القارىء أمامه لوحات متفرقة كأحجية عليه تجميعها لتكتمل لديه الرؤية. في النهاية نكتشف أن الفنان ليس من يمارس الفن ، بل من يحمل في قلبه روح الفن . وحيد الطويلة روائي مصري من مواليد كفر الشيخ، صدر له عدد من الروايات والمجموعات القصصية،
حصل على جائزة ساويرس في الإبداع عن روايته «باب الليل» عام .2015.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top