رواية ” حي الأميركان “

للّبناني جبّور الدويهي.

يروي الكاتب سيرة العلاقة الاجتماعية التي تربط عائلة زعامة سياسية لبنانية ( آل العزّام )،
بخدمها من الطبقة الفقير ة، وصولاً إلى تشتت الزعامة نفسها في جيل الأحفاد،
وتردي حال الخادم الفقير ووقوعه في فخ التطرف. أبطاله بلال محسن، وزوجته انتصار،
وابنهما إسماعيل البكر، وأخوه المعاق. يعيشون جميعاً في حي الأميركان،
البطل الحقيقي للرواية ( سُمي الحي نسبة إلى مدرسة انجيلية مشهورة تمركز في مبانيها
طوال سنوات فرع لما يسمّى جهاز المخابرات الجويّة المرهوبة الجانب ) .
للحدث الروائي ثلاثة أماكن في زمن واحد قصير نسبياً؛
حي الأميركان في طرابلس، ورحلة إسماعيل القصيرة إلى العراق، والرحلة الطويلة لعبدالكريم العزام
إلى باريس وقصة غرامه مع راقصة الباليه فاليريا دومبروفسكا .
مثلما تطلّ طرابلس على النهر، تحتفظ في ذاكرتها بواقع عربي يزهو في انتصاراته،
فقد حاربت الانتداب الفرنسي، وتضامنت وتظاهرت مع كل القضايا العربية،
مع ثورة الجزائر وضد حلف بغداد، ومن بين ظهرانيها قاد رجل جيش الإنقاذ الفلسطيني عام 1948،
وتخبو عند انتكاساته وهزائمه المتلاحقة، وصولا إلى الاحتلال الأميركي لبغداد الذي كان له تأثيره الكبير،
حيث فجّر العداء لهذا المحتل الغاصب وخرجت الدعوات المطالبة بالجهاد . تبدلّت طرابلس ،
فبعدما كانت مدينة الصّخب والحياة أصبحت مدينة الموت والأشباح في ظل الاغتيالات والعنف
الذي استشرى بفعل سيطرة الجماعات الإسلامية. رواية مدينة استعاضت عبر الزمن عن صغرها
بأن تكون جزءاً من أحداث كبرى تجري في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top