رواية ( رياح الشمال 1917 ) للسّوري نهاد سيريس وهي الجزء الثاني من روايته ( رياح الشمال – سوق الصغير ) .
نتابع مصائر الشبان الثلاثة بالتوازي مع تصاعد الحركات التي تقوم بها القبائل والأحزاب السياسية العربية
من أجل رصّ الصفوف والقيام بالثورة العربية للتخلص من الاستعمار العثماني .
بغداد سيدخل إليها الجنرال مود ويطرد الوالي التركي واعدا” – بالاتفاق مع الشريف حسين –
بتنصيب ملك عربي فيها ثم الخروج بعد توقف الحرب, لكن التاريخ يقول غير ذلك .
عمر بنبوك الذي بقي في العراق وانضم إلى جمعية قحطان التي يقودها الشيخ درويش ,
يتعلق قلبه بفريدة حفيدة الشيخ , لكن ابن عمها حسين ينغص عليه هذه العلاقة ويحاول أن يغتال عمر
بذبحه ثم يهرب . ينجو عمر بأعجوبة لكن وجهه يتشوّه فيقرر الانتقام من حسين . فهل ينجح في ذلك ؟ بعد أن يتزوج عمر من فريدة يموت الشيخ درويش وأمام عجز القبائل والجمعية عن فعل شيء يقرر العودة إلى حلب ليغرق في مشاكل منزل ليس فيه سوى حماته أم ربيع وزوجته بهيّة التي بدأت تغار من ضرتها فريدة , وعائشة التي تزوجها ربيع ثم سافرحالما انتهت إجازته . يقوم عمر بقتل الأرغلي ( عسكري تركي يطارد الفارين من الجيش التركي ) , بعد أن يساومه على زوجته فريدة , ويهرب للإنضمام إلى قطاع الطرق بعد أن ينقل النساء إلى منزل والد عائشة . صالح بنبوك , ابن عم عمر , يهرب من العقيد زهدي في حلب ويصبح بائعا” للحطب ثم يتم توظيفه في البلدية من قبل أميرالاي تركي , وينضج وعيه السياسي بعد انضمامه إلى حلقة الأستاذ عبد الجليل الشلاح ويحب ابنته زينب . أما ربيع , فبعد عودته إلى حلب وزواجه من عائشة , يعود إلى الجيش ليكتشف أن صديقه محفوظ قتل مدحت باشا بعد محاولته إغتصاب الأرملة اليونانية فروساكي التي يحبها ربيع . يعود ربيع مرة أخرى إلى حلب ليكتشف موت أمه بالسل وهرب أخته بهية مع أحمد آغا وهو وسيط للألمان من أجل شراء القمح وتصديره إلى ألمانيا .أحمد آغا تلتقيه بهية في بيت العاهرة صبيحة جارة عائشة . يتطرق هذا الجزء إلى انخراط دول العالم في الحرب العالمية الأولى , كذلك إلى المجازر الفظيعة التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن ويصور بواقعية شديدة المآسي والأهوال التي عانوا منها , من تركهم فريسة للوحوش البرية والبشرية إلى قتلهم بمنتهى البربرية واغتصاب الفتيات . ما هو لقب عمر الذي سيكتسبه بعد انضمامه لقطاع الطرق ؟ هل سيلتقي صالح بعمر ؟ هل سينتقم ربيع من أحمد آغا بعد أن لوّث شرفه ؟ هل سيعلم عمر بقصة بهيّة؟ ترى كيف ستنتهي الحكاية الملحمية التي برع سيريس في صوغها , مبينا” أن المستعمر لا يتغير وإن ظهر في كل مرة بلبوس جديد ؟