رواية: فضل الليل على النهار

انتهيت من قراءة رواية ” فضل الليل على النهار ”
للجزائري ياسمينا خضرا ( اسمه الحقيقي محمد مولسهول ) .
عن التحوّلات الاجتماعيّة والسياسيّة التي عصفت بالجزائر في الفترة الواقعة
ما بين ثلاثينييات وستينييات القرن الماضي . يونس ,
بطل الرواية هو أحد أبناء المزارعين عاثري الحظ الّذين اضطروا إلى النّزوح مع أسرهم
إلى الحي الفقير في وهران بحثا” عن بداية جديدة بعد احتراق محصول القمح والفشل في البدء من جديد .
عزّة نفس الأب تمنعه من قبول مساعدة أخيه ماحي, الصيدلاني ,
ولكن بعد اخفاقات عديدة يضطر إلى ترك يونس في رعاية أخيه وزوجته المسيحية جيرمان ,
ليبقى هو وزوجته وابنتهما في الحي البائس جنان جاتو . يلقى يونس كل الحب والرعاية لدى العم ,
لكنّه يتشتت بين هويته الحقيقيّة كمسلم وهويته الجديدة في ريو سالادو, الحيّ الأوروبي في وهران ,
حيث يصادق ثلاثة شبّان أحدهم يهودي هو سيمون بنيامين ,
والآخران مسيحيان وهما فابريس اسكاماروني الّذي يطمح لأن يكون روائيّا” ,
وجان كريستوف لامي الّذي تهيم به أغلب الفتيات .
يكتشف يونس عاطفة الحب تجاه إيميلي الفتاة الفرنسيّة التي كانت تأتي وهي صغيرة
إلى صيدلية عمه ماحي لتلقّي العلاج من جيرمان و أهداها وردة خبأتها في كتاب .
إيميلي هذه سبق لأمها الأرملة مدام كازيناف أن أغوت يونس الجميل ذو العيون الزرقاء ,
وعندما اكتشفت أن ابنتها تكن عاطفة تجاه يونس , حذّرته من استمراره في علاقته بابنتها ,
فيعجز يونس عن التعبير عن عاطفته تجاه إيميلي
( قصة الحب هذه قد تكون إسقاطا” على العلاقة المتوترة التي تربط فرنسا بالجزائر
التي قادتها الانقلابات السياسية بعد الحرب العالميّة الثانية للحصول على الاستقلال عام 1962 ) .
ما الذي سيوتّر العلاقة بين الأصدقاء , ولمن ستكون إيميلي في النهاية ؟
وهل صحيح أن ما يربط الأصدقاء هو الذكريات الجميلة أم النوستالجيريا
( الحنين الممرض إلى الجزائر ) ؟
وهل هناك متّسع في الحياة لنسيان الأذى وإفساح المجال كي تبرأ جراح الماضي؟
رواية جميلة تم تحويلها إلى فيلم سينمائي رائع
( سبق لي التحدث عنه في الموقع.) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top