لالياس خوري،
تأتي مختلفة عن كل ما قرأته له ( باب الشمس – يالو – سينالكول- اسمي آدم – نجمة البحر ، وغيرها ) من حيث طريقة السرد والمضمون الذي يدور في عالم الأحلام والغيبيات.
تأتي مختلفة عن كل ما قرأته له ( باب الشمس – يالو – سينالكول- اسمي آدم – نجمة البحر ، وغيرها ) من حيث طريقة السرد والمضمون الذي يدور في عالم الأحلام والغيبيات.
عبر ثلاث ليال نتابع البطلة ميليا وهي تلملم تدريجيا”، ما عاشته وستعيشه ، ونرتاد معها عوالم متباينة تتصل بحكايات أسرتها اللبنانية آل شاهين ، وبقصص عائلة زوجها منصور الحوراني الفلسطيني.
تبدأ الرواية بليلة زواج ميليا بمنصور ورحلتهما إلى شتورة لقضاء أيام عسل في فندق مسابكي في عز البرد والشتاء. وماتحكيه ميليا تنقله عن أحلامها ، تسترجع محطات من طفولتها ومراهقتها وعلاقتها بخاطبين : وديع صاحب الفرن ، ونجيب صديق شقيقها سليم ، قبل أن يعشقها منصور من النظرة الأولى في زيارة له إلى بيروت بغرض التبضع من أسواقها.
لا تعرف ميليا سبب قبولها بمنصور ،هل لأنه يشبه شقيقها الصغير موسى الذي تحبه ؟ أم لأنه استحوذ عليها من خلال الأشعار القديمة التي كان يستعيرها للتغزل بها.
عبر الأحلام ( ميليا بأمكانها إعادة رؤية أحلامها أو إكمال ما لم ينته منها ) تشيد فضاءات واسعة تتجول في أرجائها، تستعيد لحظات من حياة جدتها حسيبة التي استعادت بكارتها بعد ولادة إبنها يوسف ، و تستحضر قصة عشقها للضابط الفرنسي ، كذلك مغامرة جدها سليم مع المومس المصرية مريم ( التي تعيد إليه رجولته ) ،
كذلك علاقتها بأخوتها الأربعة وبأمها سعدى. هذا الماضي المستعاد يتقاطع مع الحاضر متمثلا” بها وبزوجها بعد سكنهما في الناصرة
وتأكدها من حملها وانتظارها صبيا” بفارغ الصبر ( تعرف ذلك من خلال حلم أيضا” حيث ترى السيدة العذراء عدة مرات) ، كما ترفض الانتقال إلى يافا لتسكن مع منصور ووالدته المتسلطة وزوجة شقيقه الشهيد أمين ، لأنها ترى أن يافا هي مدينة الموت ، لا تستطيع أن تشم هناك رائحة البرتقال وإنما رائحة الموت.
كذلك علاقتها بأخوتها الأربعة وبأمها سعدى. هذا الماضي المستعاد يتقاطع مع الحاضر متمثلا” بها وبزوجها بعد سكنهما في الناصرة
وتأكدها من حملها وانتظارها صبيا” بفارغ الصبر ( تعرف ذلك من خلال حلم أيضا” حيث ترى السيدة العذراء عدة مرات) ، كما ترفض الانتقال إلى يافا لتسكن مع منصور ووالدته المتسلطة وزوجة شقيقه الشهيد أمين ، لأنها ترى أن يافا هي مدينة الموت ، لا تستطيع أن تشم هناك رائحة البرتقال وإنما رائحة الموت.
هتاك ثمة شخصية هامة وهي لراهب اسمه طانيوس لم يره أحد سوى ميليا ، يقودها في بحث عن منزل النجار يوسف خطيب السيدة العذراء والذي كان بمثابة الأب للسيد المسيح،
طانيوس يقوم بدور انتقادي من خلال حديثه عن النسخة السريانية للإنجيل ويقدم تأويلا” مغايرا” لقصة إبراهيم الخليل مع إبنه إسحق ( هذه القصة تأتي كإسقاط على علاقة الأبوة والبنوة بين الله والسيد المسيح ).
طانيوس يقوم بدور انتقادي من خلال حديثه عن النسخة السريانية للإنجيل ويقدم تأويلا” مغايرا” لقصة إبراهيم الخليل مع إبنه إسحق ( هذه القصة تأتي كإسقاط على علاقة الأبوة والبنوة بين الله والسيد المسيح ).
كذلك فإن اللجوء إلى التشكيك قي الحقيقة المطلقة لبعض النصوص المسيحية يعمل على أنسنة الشغف الديني ويقربه من مدار الفهم البشري.
بالمختصر ، رواية رائعة تستحق القراءة لطرحها العديد من الأفكار الفلسفية والجدلية .