رواية ” ماما ميركل “

للسوداني عماد البليك .
عن الهجرة غير الشرعية ، قوارب الموت المجاني والمآسي الناجمة عنهما،
يصوغ الكاتب روايته هذه ضمن عدة خطوط ، معتمداً تقنية الخطف خلفاً وبدون تسلسل زمني ،
ليقدّم الأسباب السياسيّة والإنسانيّة التي دفعت شخصيّاته للهجرة. تبدأ الرواية بشخصية رندا ، الفتاة السورية ، سليلة الأسرة الصناعية العريقة ، والتي قتل أفرادها في الحرب السورّية،
لتبقى هي على قيد الحياة وتتعرض لعنف جسدي وتصل شبه ميتة إلى ألمانيا . تدخل إلى متن الرواية شخصيات من مصر، السودان، ارتيريا، ليبيا، العراق ، وكلّها تعيش في ألمانيا ، متأرجحة بين فظاعات الماضي والخوف من الحاضر،غير الواضح بدوره ، فهو تائه بين كراهية اللاجئين الأجانب ،
وبين التشجيع على التعدد الحضاري. يتيح الكاتب لكل شخصية أن تتحدث عن نفسها أو يحكي هو عنها فنكتشف نماذج إنسانية متنوعة فيها الرسام المثقف الباحث عن خلاص ذاتي والذي يكتب رواية عن شخوص الرواية ،وفيها عارض الأزياء الذي فشل في الاختبار،و الكاهن الارتيري الّذي يبتزّ الناس ،
والطبيب المصري الّذي يشبه محمد عطا المتّهم الأول في تفجير برجي التجارة العالميين ، والموظفة في إحدى جمعيات حقوق الإنسان، وغيرها من الشخصيات التي وجدت في المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بديلاً عن الوطن .
” ماما ميركل ” وإن حضرت بشكل جزئي بشخصيتها الحقيقة في الرواية ،
هي إحالة للحنان المفتقد لدى دول هؤلاء اللاجئين ،
الّذين احتضنتهم تلك الأم فاتحة لهم باب الأمل لمستقبل علّه يكون أجمل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top