لواسيني الأعرج .
أمضى واسيني الأعرج أكثر من ثلاثة أعوام في البحث عن المرحلة الأخيرة من حياة مي زيادة .
تنطلق الرواية من البحث عن مخطوطات مفقودة كانت مي دونتها أثناء وجودها في مصح عقلي في بيروت –
كان يسمى العصفورية – وذلك بالتعاون مع الباحثة الكندية – اللبنانية روز خليل ،
حيث يتمكنان من العثور على المخطوطات لدى امرأة عجوز في مصر ، و قد كانت أجيالا” متعاقبة ، بحثت عنها لأكثر من 70 سنة دون جدوى . الرواية تمتزج بالواقع المر الذي عاشته الأديبة مدة ثلاثمائة ليلة في المصح الذي أدخلوها إليه أهلها بغرض الأستيلاء على ميراثها . وترصد بكثير من المرارة ,
الخيبة التي شعرت بها مي من أقرب المقربين سواء كانوا أقارب أو أصدقاء أو صحافة أو جمعيات نسائية. وبالمقابل لم تنس أن تشير إلى كل من وقف إلى جانبها في محنتها العسيرة التي تمخضت عن اعتبارها فاقدة للعقل والأهلية وبالتالي الحجر عليها . الرواية تذهب إلى أبعد من قصة عذاب مي ،
وإنما تذهب إلى مشكلات العصر من بداية القرن الماضي إلى اليوم ، كوضعية المرأة المثقفة في المجتمعات الشرقية ، ومشكلة الذكورة التي تحولت إلى نمط تفكير ، الحداثة في فترة ما بين الحربين والتي لم تتحول إلى فاعلية اجتماعية وحياتية . إيزيس كوبيا هو الاسم المستعار الذي كانت تكتب به مي بالفرنسية ،
وقد كانت أول امرأة في الوطن العربي ممن أسس صالونا” ثقافيا” ، ناقشت فيه القضايا الكبرى مع كبار المثقفين من أمثال طه حسين ، العقاد ، لطفي السيد ، الريحاني ، الرافعي ،
جبران ( الذي لم تلتق به بل تراسلت معه ).
كذلك هناك إشارة إلى معاناة النحاتة الفرنسية الأشهر كامي كلوديل التي تشبه معاناتها , معاناة مي , وقد أرسلت كامي لمي رسالتين , وقامت مي بكتابة جواب لإحدى الرسالتين لكنها لم ترسله .
واسيني الأعرج، جزائري من مواليد عام 1954 ، أحد أهم الروائيين العرب وأغزرهم إنتاجا” .
أكاديمي في جامعتي السوربون – باريس ، و الجزائر .
حصل على العديد من الجوائز الأدبية المرموقة . ترجمت رواياته إلى أكثر من 15 لغة عالمية .
من رواياته : شرفات بحر الشمال – كتاب الأمير- البيت الأندلسي – أشباح القدس – أنثى السراب – أصابع لوليتا – مملكة الفراشة – سيدة المقام – سيرة المنتهى – طوق الياسمين – 2084 حكاية العربي الأخير – نساء كازانوفا .