للبرتغالي المتميز افونسو كروش .
ليس هناك ما يشغل الإنسان المعاصر أكثر من القضايا المادية على حساب القيم الجمالية في حياته وتخشّب مشاعره .
هذا هو المحور الأساسي لهذه الرواية القصيرة (82 صفحة). حيث يتحدث وبنفس ساخر عن تهميش الفنون والاستهانة بالفنانين والشعراء،
وتبلغ السخرية مداها بخصوص التكالب على الماديات ، باستخدام الأرقام لتحديد الشخصيات بدل الأسماء في الرواية .
تبدأ الرواية بما تحكيه الفتاة عن وضع اسرتها المادي واستهلاك المواد الغذائية وما تكلفهم من مال ، ثم تبدي رغبتها بشراء شاعر . بينما يتساءل الوالد عن إمكانية شراء رسام ،
إلا أن الأم تعترض قائلة : الرسامون يقومون بكثير من الأوساخ .
يتم شراء شاعر ويستقر في البيت حيث يكون مكانه تحت الدرج . تتغير حياة الفتاة وتبدأ بالبحث عما هو نافع دون أن يكون وراءه غاية ربحية وتتوقف عن متابعة التلفزيون ،
بينما يبقى والدها متمسكا” بمنطق الربح والخسارة .يظهر وعي جديد في البيت عندما تناقش الفتاة قيمة الثقافة مع صديقاتها ويُفلح الأخ في لفت نظر محبوبته باستخدام مفردات الشاعر ،
كذلك تنتبه الأم لظهور التجاعيد على محياها مستخدمة عبارة تنضح بالعاطفة والصورة : التجاعيد هي ندوب العواطف تجتاحنا في الحياة . خسارة الأب التجارية تدفعه لإقصاء الشاعر عن البيت مما يضاعف من خيبة الفتاة سيما وأن لا أحد يتضامن معها ،
وينتهي الحال بالشاعر أن يقيم في الحديقة ولا تنقطع الفتاة عن زيارته .
رواية ممتعة وفكرتها طريفة ، تناقش واقعا” حاليا” ملحا”.