سيرة مخيم اسمه وطن

وقفت ُ على باب خوفي
طويلاً
طويلاً
وحين انتهى شغف ُ الصمت بي
وتلاشت ذؤاباته ُ
ببن هم ِّ البرايا
وزحف اللهب ْ
صحوت ُ
وقد غادرتني حميَّا الخضوع ِ
فودَّعت ُ شرنقتي
وأنا في طريقي
الى سكَّة ٍ من كتاب الغضب ْ
*****
ألا أيها الرائحون الى جنة الشعر !
هُدب ُ الغزالات يورقُ أرجوحةً للصغار ِ
ولا ضير َ
ماانفك َّ منا صبي ٌّ يغني لمقلاعه ِ :
إنني مستعد ُّ
أرد ُّ الذي لايرد ُّ
فللشر ِّ حد ٌّ
وللصبر حد ٌ
و للحق ِّ حد ُّ
ورؤيا المواجع اقوى من الظلم والعابرين
وورد ُ السياج :
شهيدٌ قضى
وشهيد سيقضي
ودوح ملاب ٍ على طرقات الشهيد
هدمتم منازلنا
فبنينا من العزم طَوداً
وظلا ً من العنفوان المنيف ظليلا
لَمَوت ٌ بهي ٌّ وضئ ٌ جميل ٌ
يعادل فتحاً بهيا ً وضيئاً جميلا
سلاماً لكوفية ٍ رفعت ْ لاءها
عالياً
عالياً
فانحنى الأزهران ِ
وزغرد قوس ُ قزح ْ
سلاما لمن كتبوا أبجديتهم
بالدم الحي ِّ
والزعفران
فلم تك ُ وحدَك َ مَن عاش منتصبا ً
يانخيل ُ
ولم تك ُ وحدك من مات منتصباً
أيها السنديان
******
ويمتد ُّ وشم ُ الجبين ِ
إلى سورة الرعد شوقاً
وعمقاً إلى سورة المغفره ْ
لقد حاولوا أن يضيع َ أذان ُ المخيم ِ
بين زوايا الحصار ِ
ومستنقع الدمعة الحادره ْ
ولكنه كان أكبر منا
ومنهم
ومن حلزون المرارة ِ
مازال يحمل هميانه ُ في شوارع أجيالنا
خارجاً من شعاب الغموض ِ
هنالك في مطلع الدرب ِ :
قنطرة ٌ من رفيف الأماني
أفاقت على وقع سيل ٍ من العصف ِ
دك َّ مراسيَها
فغفا الحلم ُ بين دعاء الطلول
وحين سرى نحوه فرع ُ زيتونة ٍ
…… جرفوها
ومنها استمد َّ المحبون َ زيتهم ُ
قبل ان يصلبوهم عليها .
هنا :
قامة ٌ من ندى الفجر ِ
مدفونة ٌ تحت أنقاض تلك الرزايا ،
جديلة ُ قمح ٍ ممرَّغة ٌ في الوحول ِ ،
ذَرور ٌ من الملح في طبق القش ِّ ،
يَشْب ٌ وتعويذتان ِعلى روشن ٍ
في ممر ِّ الحفاة الطويل ،
بقايا فراش ِ عروسين ِ ،
تفاحة ٌ علقتْ بين ضرسين هشَّين ِ ،
مسطرة ٌ تتمطَّى على لوح طفل ٍ وقد
كتبت ْ يدُه ُ قبل أن يقطعوها :
” أنا لاأريد ُ سوى مسكن ٍ لاتدمِّرُه ُ
الطائرات
أنا أكره ُ الطائرات ِ التي
لاترى لعبة ً تتسلَّى بها
غير َ قتل ِ الحياة ” .
وفي مهرجان الحطام ِ وبين الردى والصدى
ضيعت ْ دميتان ِ ثُغاءهما
وتمزَّق سترُهُما
فمضت ْ كل ُّ واحدة ٍ نحو مأساتها
في سبيل ْ ،
وثمَّة َ بعض ُ طعام ٍ غدا ساخناً
حين أحرقت ِ النار ُ اهليه ِ ،
ثمة ركوة ُ بُن ٍّ تبخَّر َ ماكان فيها
ورائحة ُ الهال ِ تقطر ُ من وَمَد ٍ
ساح فوق الزجاج ِ
وحط َّ….
على كف ِّ أيقونة ٍ من عويل ْ ،
وها….جسدان ِ من الفحم ِ
كانا خطيبين ِ
فنجانُه ُ مايزال يلامس ُ فنجانها
في الأصابع تبدو الخواتيم ُ
والساعدان يضمَّان وعدهما
— دون جذعيهما —
في الفراغ الذي فاض عن لوحة المجزره ْ
*******
تلملم حزن َ مواويلها مدن ُ الحزن ِ
تنشر حزن َ مواويلها المدن ُ العاثره ْ
*******
وجاءت إلينا فلسطين ُ
من ألِف ٍ في مطل ِّ أريحا
إلى ملعب الياء في شط ِّ يافا
ومن مطر ٍ أبيض ٍ في الجبال ِ
الى مطر ٍ أصفر ٍ في السهول ِ .
فلسطين ُ ،
من معدن الخلق ِ والرِّفق ِ أسماؤها كلها :
بيت لحم ٍ ، جنين ٌ ، وطولكرم
هذا الخليل ُ ، وذاك الجليل ْ .
تجئ ُ إلينا
لتطرق َ أيامنا جرساً جرساً :
” أيها الواقفون على ذبحنا
لن يكون لكم غدُكُم حينما ينتهي غدُنا “
ماتزال فلسطين ُ أوسع َمن سفر ٍ
في تضاريسها
ماتزال ُ
لقد كان في فمنا الطمي ُ
لكنها حرَّرتنا
و……– آمنت ُ بالله ِ —
من قال : إن التواريخ لاتستعاد ُ
فها كربلاء ُ الجديدة ُ
هذا شبين ُ الكآبة ِ والقبح ِ
ذاك يزيد ٌ
وقادتنا من ولاة يزيد ٍ
ونحن الحسين الجديد ْ.
فهل كان يلزمُ هذا الخراب ُ
لكي يدرك َ الآخرون َ الذنوب َ التي اقترفوها ؟
وهل كان يلزم ُ هذا الخراب ُ
لندرك َ أن الطغاة َ إذا دخلوا قرية ً
أفسدوها؟
*******
ويسألني حجر ٌ
كان جمجمة ً لفتى عاشق ٍ
لم يروِّضْه ُ طعم ُ الهوان ِ
ويسألني وتر ٌ
كان زندا ً لأمِّ البنين :
وهل ستصالحهم ذات َ يومٍ؟
تلبَّد َ وجه ُ السحاب ِ
… اكفهر َّ ؛
ومَن سيصالحهم ؟
أجنين ٌ وقد ولدته ُ السماء ُ على حاجز ٍ
عند سور المخيم ِ
كان ولمَّا يزل ْ يستغيث ُ؟
أبيارة ُ البرتقال ِ التي يبست شفتاها
وجف َّ النداء ؟
وقد حجبوا الضوء َ عن مقلةِ السرو ِ فيها
كما حبسوا عند شوك ِ الحدود ِ الهواء ْ
فكيف يصالحهم ملجأ ٌ قوَّضوه ُ
وصومعة ٌ قصفوها
وكوخ ٌ تطاير َ عِهنا
ومهد ٌ تحوَّ ل َ لحدا ؟
أمدُّ يدي
نحو عهدي وعهدِكِ أيتها الأرض ُ :
والله ِ
لو وضعوا قمرا ً في يميني
وشمس َ ضحى ً في شمالي
على أن أصالحهم مافعلت ْ
ووالله ِ
لو وضعوا سَقَرا ً في يميني
وسلسلة ً من حتوف ِ الوغى في شمالي
على أن أصالح َ من سيصالحهم مافعلت ْ
*******
و….. أوصدت ُ بعدك ِ بابي
أنا لست منتميا ً
حين تنتسب ُ الروح ُ
إلاَّ إليك ِ
فمن ألف غصن ٍ يموت ُ
ومن ألف غصن ٍ يعيش ُ
أراك ِ بعيني َّ أغنية َ القادمين َ إلى الدهر ِ
من كوكب الصبح ِ
فوق صراط ٍ من الأرجوان
فيا أيها الباسطون َ لأقدارهم وَدَعَ النائبات ِ
وياأيها العاكفون َعلى ميدة ِ النوح ِ !
من آخر الكرب ِ يبدأ غيم الفَرَج ْ
تقول الغزالة ُ :
من آخر الكرب يبدأ غيم الفرج ْ

******************************
ملاحظة :
القصيدة  من ديوان(بتغرامو ..وشرفة الأبجدية) ، مهداة الى مخيم جنين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top