إعداد وترجمة عبد الله الزماي .
يتألف الكتاب من أربعة فصول , الأول بعنوان ” رؤى وتأملات ” , الثاني ” أحاديث ” , الثالث ” مقالات ” والرابع ” حوارات ” . الفصل الأول يتألف من تسعة مقالات ,
اشبه بمذكرات موجزة عن حياتها ورؤاها في الحياة والحب والكتابة وغيرها . تتحدث عن الكتابة كعلاج استخدمته للخروج من صدمة الرحيل المبكر لإبنتها باولا , حيث أنها أصيبت بما يشبه جفاف أو نضوب منبع القصص لديها لمدة ثلاث سنوات بعد تأليفها لكتاب ” باولا ” . الفصل الثاني يظهر فيه صوت إيزابيل الأم والجدة والمربية والناشطة النسوية والمواطنة الأميركية المهاجرة من بلد آخر ,
كذلك صوت الأديبة المتذوقة لأدب كتاب آخرين قرأت لهم . كل ذلك يأتي في سياق أربعة خطابات ألقتها في مناسبات مختلفة . إحدى المناسبات كانت الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لولادة الكاتب الدانماركي هانز كريستيان أندرسون الّذي تأثّرت بقصصه كثيرا” . كما تتحدث عن تجربتها في حمل شعار دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في تورينو بإيطاليا عام 2006 وكانت معها آنذاك الممثلتان صوفيا لورين وسوزان ساراندن ( وردت هذه الجزئية في كتابها الممتع ” حصيلة الأيام ” ). الفصل الثالث عبارة عن ثلاثة مقالات أحدها عن أدب الرحلات وآخر عن كتابتها لمقدمة كتاب ” الشرايين المفتوحة لأميركا اللاتينية ” للكاتب الأورغوياني إدواردو غاليانو ,
أما المقال الأخير فهو عن رحلتها إلى الهند بصحبة زوجها وصديقتها تابرا وذلك للتعافي من صدمة رحيل وحيدتها باولا , فعادت من الرحلة وكتبت ” أفروديت ” الذي كان عبارة عن وصفات في الغذاء والحب , تقول عن الكتاب : ” كان البحث الّذي تطلبه هذا الكتاب قد تمّ معظمه في المحلّات الإباحية في كاسترو , حي الشواذ جنسيّا” في سان فرانسيسكو , وهو ما أخذني من حالة الاكتئاب وأعادني إلى نفسي .
كان العرض الأول حلما” إيروتيكيّا” . حلمت أنني وضعن أنطونيو بانديراس عاريا” في خبزة التورتيلا المكسيكية , دهنته بزبدة الجواكامولي والصلصة , لففته وأكلته” . الفصل الرابع عبارة عن أحد عشر حوارا” أقدمها يعود لعام 1985 . يتطرق الكتاب أيضا” إلى حكاية بدء تأليف كل كتبها في تاريخ محدد , هو الثامن من كانون الثاني , كنوع من الانضباط , ذلك أنها كانت تكتب رسالة إلى جدها الذي كان يحتضر في تشيلي ,
بدأت الرسالة في 8 /1/ 1981 فتحولت الرسالة إلى روايتها الأولى ” بيت الأرواح ” , ثم بدأت كتابها الثاني والثالث في نفس التاريخ . كذلك تسرد في أحد الحوارات لقاءها مع بابلو نيرودا الذي ذهبت لإجراء مقابلة معه فقال لها : ” لن أجري معك مقابلة أبدا” , أنت الصحفية الأسوأ في هذا البلد . إنك تكذبين دائما” . لا يمكنك قول الحقيقة أبدا” , إنك تحشرين أنفك في كل شيء , لا يمكنك أن تكوني موضوعية أبدا” .
أنا متأكد من أنك ستختلقين قصة , حتى لو لم يكن هناك أي شيء . لماذا لا تتجهين إلى الأدب ؟ ستصبح كل هذه العيوب مناقب . ممن استوحت قصة روايتيها ” الخطة اللانهائية ” , ” دفتر مايا ” ؟ لماذا كتبت رواية ” لعبة نازع الأحشاء ” ؟ كم استغرق البحث لتجميع مواد حول رواية ” الجزيرة تحت البحر ” ؟
كتاب ممتع جدا” – بالرغم من تكرار بعض الأسئلة والأجوبة في بعض الحوارات –
فيه الكثيرمن القصص والخفايا التي تبوح بها شهرزاد أميركا اللاتينية .