صوتُكَ.. ————
لو كان صوتُكَ غابةً
لتركتُ أهلي وصرْتُ حطّابةً
لكنَّ صوتَكَ مطرٌ مستعجلٌ يرتّبُ حقائبَهُ؛
صورةَ أمّهِ وقلمَهُ الأخضرَ؛
و يغادرُ على برقٍ!..
ما يبعثرُني؛
كريحٍ ترقصُ على كومةِ موسيقى أنَّ رجلاً رائقاً مثلَكَ؛
يكنُّ صوتُهُ كلَّ هذا الهبوبِ
والرّنحِ صوتٌ جارحُ الأهواءِ
فتنكمشُ حنجرتي كعصفورةٍ حكيمةٍ
تنشّقتْ نسراً و ما يلمُّني بنداوةٍ؛ أنّ صوتَكَ:
حنونٌ كغمغمةِ الشّمسِ وهي ترضعُ العناقيدَ.
حميمٌ كأجراسِ الزّعتر البري في أديرةِ الرّيح,
أتنسّمُهُ وأشبكُ أصابعي بأصابعِ الهواء.
طيّبٌ؛ طيّبٌ كصمتٍ محمّصٍ بدلالٍ..
يمدُّ نحوي رخامتَهُ؛ فأفورُ ك( ركوةِ) الرّغبة!
صوتُكَ مشاكسٌ,
مغرٍ و ماكرٌ يُتلمذُني على الصّهيلِ؛
و يضربُ يدي إنْ امتدّت إلى اللّجام!
صوتُكَ العزيزُ..
يرفعُني بنبرةٍ ليجلسَني على نافذةِ الخيالِ
وبأخرى يرميني في زنزانةِ صداه!
لا ينقصُ صوتُكَ إلّا توقيعَ عينيك!