عشق ممكن 2

تقف الفتاة أمام المرآة تصفف شعرها مستعدة للخروج إلى الجامعة ،
كان وقع خبرطلب يدها من طرف صديق أبيها مازال قويا وتحاول هضمه ، تتأمل تقاسيم وجهها محد ثتا نفسها وهي تبتسم” لماذا أرفض …أليس عزوز رجلا كغيره من الرجال ؟!!!…بل لا يقل وسامة عن شاب في الثلاثين …وهو شخص يملك ما يوفر حياة مريحة …” ثم تضحك وتستدرك :” تتزوجين رجلا في سن أبيك …له زوجتين وبنات في سنك …ماذا سيكون رد فعل زوجتيه وبناته …”
لم تغادر مريم هذه الأحاديث الداخلية مند أن تلقت الخبر من أبيها ،فقدت التركيز في دراستها
كان الأب ينتظر الرد ،وكانت هي تتردد ما بين القبول والرفض ،لم يفاتحها الأب في الموضوع ليعرف ردها الأخير وحتى عزوز توقف عن زيارتهم ،فساد الصمت الذي يخفي وراءه بحرا هائجا من التساؤلات المعلقة …
انتهى الموسم الدراسي ،واقتربت عطلة الصيف ،موسم الأعراس والحفلات ،ولم يعد ممكنا الانتظار أكثر من اللازم ،يجب الحسم في الأمر ،لم يجد الأب شخصا يمكنه القيام بمعرفة ما يروج في فكر ابنته مريم سوى أمها ،فبادرها قائلا :
-يافاطمة …الرجل ينتظر ردنا ومريم ركنت إلى الصمت …أرجوك فاتحيها في الأمر …
كانت فاطمة منهمكة في أشغال البيت ، حين حدثها زوجها توقفت ،أمرته بالجلوس بجانبها وقالت له بصوت قريب من الهمس
-البنت ما زالت صغيرة وخجولة ،والرجل أكبر منها بسنوات ومتزوج …الوضع صعب عليها وعلينا يا عمر …وأقول لك الأن رد مريم….إن مريم في قرارة نفسها قبلت صديقك عزوز زوجا لها …ولكنها تتردد ولا تستطيع الحسم …
فاجأت فاطمة زوجها بهذا الرد ،وأراد أن يسمع المزيد منها فسألها:
-وكيف عرفت أن مريم قبلت …؟
ضحكت فاطمة وقالت
-أنت تعلم أن صديقك غني وما زال في كامل قوته وأن مثل هذه الزيجات أصبحت كثيرة وموضة بالنسبة لفتيات هذا العصر …وهناك منهن من يعتبره فرصة العمر …
ضحك عمر وقال
-إذن أنت توافقين على هذا الزواج …
نظرت إليه وتنهدت قائلة
-إن الأمر بيد مريم التي سأفاتحها في الوقت المناسب لأسمع منها ردها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top