تمثّل قصة بروميثيوس من الميثولوجيا الإغريقية , العلاقة بين البشر وآلهتهم ,
حيث تقول الأسطورة أن بروميثيوس ضحّى بحياته ليحمي أبناء أثينا ورمى بنفسه في أتون النار ليجلب لهم شعلة العلم والمعرفة .ونتيجة لتحديه كبير الآلهة زيوس ,
يقوم الأخير بمعاقبته بأن يقيّده بالسلاسل إلى صخرة في القوقاز , ويسلّط عليه نسرا” جارحا” ينهش كبده كل يوم …. ثم ينمو الكبد مجددا” في الليل وبذلك يستمر عقاب بروميثيوس إلى الأبد ( كان يُعتقد أن الكبد هو مركز الأحاسيس في جسم الإنسان ).
لكن بروميثيوس لم يكن مستاء” من هذا العقاب، فقد كان يعلم بما يملكه من قدرة على التنبؤ أن بطلاً خارقاً اسمه هرقل سيأتي ليحرره في المستقبل من عذابه، وأن زيوس سيعفو عنه في النهاية لكن سيأمره بارتداء حلقة حديدية من حلقات السلسلة التي كان مكبلاً بها في إصبعه ليتذكر أخطاءه . وتكريماً للبطل الأسطوري سارق النار، ارتدى اليونانيون القدماء الخواتم ليتذكروا على الدوام منقذهم بروميثيوس ,
واليوم ترمز الشعلة التي يحملها الرياضيون في افتتاح دورات الألعاب الأولمبية إلى شعلة النار التي سرقها بروميثيوس من الآلهة ناقلاً إياها إلى الأرض. استخدم الكاتب والمخرج روبرت إيغرز هذه الأسطورة وقدمها بإسقاطاتها على حكايه فيلمه .
ينفرد رجلان بنفسيهما لشهور في منارة على جزيرة بعيدة ، يسيطر البحار الكبير توماس وايك ( وليم دافو ) على المنارة ,يراها نوره وملكه ، امرأته كما يسميها ، أما الوافد الجديد توماس هاورد( روبرت باتنسون ) فيحرّم عليه الصعود إليها ،
هو مجرد مساعد أشبه بعبد لسيده ، لكنه لا يتوقف عن محاولات السعي للنور. ماذا رأى هاورد في مشهد النهاية ؟ هل رأى الحقيقة الكاملة , ماضيه الذي يتهرّب منه ؟ حاضره الزائف ومستقبله المظلم ؟ أي هل رأى ما يفوق استيعاب عقله لذلك تألم كثيرا” ؟
استخدام اللونين الأبيض والأسود اسبغ على الفيلم صفة الواقعية بشكل كبير , كما أن استخدام أصوات المنارة والنوارس عمّق من الشعور بالقلق والترقب في أجواء كابوسية يغلب عليها طابع الرّعب النفسي. يأتي الاكتشاف المهم في الفيلم متمثلا” في أداء روبرت باتينسون الرائع ,
أما وليم دافو فلا يمكن أن نتوقّع منه أداء” أقل مما قدّمه فهو مبدع في كل عمل يضطلع ببطولته. للأسف لم ينل الفيلم في سباق الأوسكار سوى ترشيح للتصوير السينمائي.
The Lighthouse / 2019
Director: Robert Eggers
Writers: Robert Eggers, Max Eggers
Stars: Robert Pattinson, Willem Dafoe, Valeriia Karaman
حيث تقول الأسطورة أن بروميثيوس ضحّى بحياته ليحمي أبناء أثينا ورمى بنفسه في أتون النار ليجلب لهم شعلة العلم والمعرفة .ونتيجة لتحديه كبير الآلهة زيوس ,
يقوم الأخير بمعاقبته بأن يقيّده بالسلاسل إلى صخرة في القوقاز , ويسلّط عليه نسرا” جارحا” ينهش كبده كل يوم …. ثم ينمو الكبد مجددا” في الليل وبذلك يستمر عقاب بروميثيوس إلى الأبد ( كان يُعتقد أن الكبد هو مركز الأحاسيس في جسم الإنسان ).
لكن بروميثيوس لم يكن مستاء” من هذا العقاب، فقد كان يعلم بما يملكه من قدرة على التنبؤ أن بطلاً خارقاً اسمه هرقل سيأتي ليحرره في المستقبل من عذابه، وأن زيوس سيعفو عنه في النهاية لكن سيأمره بارتداء حلقة حديدية من حلقات السلسلة التي كان مكبلاً بها في إصبعه ليتذكر أخطاءه . وتكريماً للبطل الأسطوري سارق النار، ارتدى اليونانيون القدماء الخواتم ليتذكروا على الدوام منقذهم بروميثيوس ,
واليوم ترمز الشعلة التي يحملها الرياضيون في افتتاح دورات الألعاب الأولمبية إلى شعلة النار التي سرقها بروميثيوس من الآلهة ناقلاً إياها إلى الأرض. استخدم الكاتب والمخرج روبرت إيغرز هذه الأسطورة وقدمها بإسقاطاتها على حكايه فيلمه .
ينفرد رجلان بنفسيهما لشهور في منارة على جزيرة بعيدة ، يسيطر البحار الكبير توماس وايك ( وليم دافو ) على المنارة ,يراها نوره وملكه ، امرأته كما يسميها ، أما الوافد الجديد توماس هاورد( روبرت باتنسون ) فيحرّم عليه الصعود إليها ،
هو مجرد مساعد أشبه بعبد لسيده ، لكنه لا يتوقف عن محاولات السعي للنور. ماذا رأى هاورد في مشهد النهاية ؟ هل رأى الحقيقة الكاملة , ماضيه الذي يتهرّب منه ؟ حاضره الزائف ومستقبله المظلم ؟ أي هل رأى ما يفوق استيعاب عقله لذلك تألم كثيرا” ؟
استخدام اللونين الأبيض والأسود اسبغ على الفيلم صفة الواقعية بشكل كبير , كما أن استخدام أصوات المنارة والنوارس عمّق من الشعور بالقلق والترقب في أجواء كابوسية يغلب عليها طابع الرّعب النفسي. يأتي الاكتشاف المهم في الفيلم متمثلا” في أداء روبرت باتينسون الرائع ,
أما وليم دافو فلا يمكن أن نتوقّع منه أداء” أقل مما قدّمه فهو مبدع في كل عمل يضطلع ببطولته. للأسف لم ينل الفيلم في سباق الأوسكار سوى ترشيح للتصوير السينمائي.
The Lighthouse / 2019
Director: Robert Eggers
Writers: Robert Eggers, Max Eggers
Stars: Robert Pattinson, Willem Dafoe, Valeriia Karaman