فيلم ( الحفرة )

“هناك ثلاثة أنواع من الناس :
من هم في الأعلى ، ومن هم في الأسفل ، ومن يسقطون”.
بهذه العبارة يُفتتح فيلم ” المنصة ” أو حسب عنوانه باللغة الأسبانيّة ” الحفرة”
وهو الأنسب لمضمون الفيلم الّذي يدور في اللازمان واللامكان ، عن بشاعة الرأسمالية وتوزيعها للثروات حسب الطبقات الاجتماعيّة ، حيث يتمتّع المترفون بكل الملذّات والمعدمون لا يجدون أمامهم سوى افتراس بعضهم البعض . غورينغ شخص مثقّف ،
يدخل طواعيّة إلى سجن يختلف عن غيره من السجون العاديّة ، وذلك لمدة ستة أشهر بغية الحصول على دبلوم دراسي. السجن عبارة عن حفرة رأسيّة ذات طوابق عديدة غير محددة، وفي كل زنزانة سجينان ،وفي منتصف الزنزانة حفرة ينزل منها رأسيا” وفي مواعيد محددة منصة طعام فيها كل ما لذ وطاب , بحيث يتناول السجناء ولمدة محدودة الطعام ، لتنتقل فيما بعد المنصة للطابق الأدنى .
لكم أن تتخيلوا كيف ستكون الطاولة في المستويات الأدنى !!!!!
كما أن للسجن شروط قاسية منها :عدم الاحتفاظ بالطعام بعد الانتهاء من تناوله ، عدم ثبات السجين في طابق معين حيث يتغير موقعه كل شهر صعوداً أو هبوطاً ، يحق للسجين جلب غرض واحد فقط معه من العالم الخارجي. يقول أمين معلوف في كتابه ” غرق الحضارات ” :
حين تغرق الطوباوية الشيوعيّة في أعماق الهاوية ، يواكب انتصار الرأسماليّة جموح فاحش من الفوارق الاجتماعيّة. فهل يمكن تطبيق مبدأ التضامن المعنوي في الحفرة التي يُطلق عليها اسم ” العمود المركزي للإدارة الذاتيّة ” ؟ وهل يحتمل هذا الزمن وجود من يحارب طواحين الهواء ويتحلّى بأخلاق الفرسان ؟ أين تكمن الجنة وأين يقبع الجحيم في حكاية صعود وهبوط المنصة؟
يحفل الفيلم برسائل ملغزة وإسقاطات حول عالمنا المعاصر حيث أصبحت غريزة البقاء هي المسيطرة على تصرفات البشر ، وما أزمة ورق التواليت التي رأيناها في بداية اجتياح فيروس كورونا للعالم ،
إلّا عينة صغيرة من سوء التصرف لدى البشر. الفيلم فيه مشاهد قاسية تصل أحياناً إلى درجة مقززة ، لكن رسالته واضحة تماما” بالرغم من أغراقه بل وإفراطه في الرمزيّة.
The Platform / 2019 El hoyo (original title)
Director: Galder Gaztelu-Urrutia
Writers: David Desola (screenplay by), David Desola (story by)
Stars: Ivan Massagué,
Zorion Eguileor,
Antonia San Juan

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top