فيلم قطة على صفيح ساخن

مقتبس عن مسرحية للكاتب تينيسي ويليامز،
حيث يغوص المؤلف في أغوار النفس البشرية ويكشف عن الرغبات والإدمان والجنون والقلق النفسي ، الأسى الممزوج بالحنين إلى مجد قديم غابر .
بريك وماجي زوجان تعيسان يعيشان حالة من الاختناق من فرط الترابط الأسري وسط أسرة جنوبية تظهر السعادة وتبطن أسراراً عديدة وكآبة أعمق. بالأخص في محاولتها إخفاء خبر مرض الأب الذي يطلق عليه اسم الأب الكبير .
في غمرة توتر العلاقة بين الزوجين يظهر ويغوص في أكثر من مرة ذكر سكيبر الصديق الغابر الذي تسبب مجيء ماجي بكارثة تشكل أزمة تعقد حياة بريك، بمشاهد أقرب بضياع رجولته أو ضياع هويتها في محاولتها إغوائه دون جدوى. وذلك ما لا يتطرق إليه الفيلم علناً إذ تم اختزاله، .
إلا أن تلك التفاصيل تسببت في حالة انهيار بيرك وامتعاضه المستمر من واقعه المعاش، ومحاولة نسيان الحاضر والماضي بشتى الطرق .
فيلم “قطة على سطح من صفيح ساخن” هو عن زيف السعادة الظاهرة لدى البعض، التي ما هي إلا شقاء داخلي وعلاقات رخوة بين أفراد أسرة تقترب إلى حد الانهيار، بالأخص عند حدث مفصلي وهو محاولة إخفاء خبر مرض الأب ومن ثم الإعلان عنه ،
ليتزامن الانهيار النفسي وتدهور العلاقات بحالة إنكار مستفحلة حتى النهاية. إلا أن الأحداث ترغمك على التعاطف مع شخصية الأب لدى اكتشافه مرضه، ومراقبة تغير حاله من سعادة يخالطها قبس من عجرفة إلى يأس وانهيار،
يقابلها تفضيل دائم للابن المدلل المصاب بمرض عصابي وهو ما يوجد النزاعات، ليجسد ذلك مهزلة القيم الإنسانية التي تقف خلف الرغبات والكذب والجشع والخداع. فيما لا تصل الشخوص إلى الملاذ أو حالة الراحة النفسية إلا لدى الاقتراب للنهاية، حين تبرز الدوافع النفسية. يظهر العنوان مغزى تحول شخصية ماجي إلى قطة،
وهي أقرب بمواصفاتها إليها كونها تتسم بحدة الذكاء المقرون بالبرود وعدم الاكتراث. الفيلم خضع للرقابة وإزالة مقاطع وإطالة أخرى إلا أنه يعد متميزاً خصوصا” من ناحية أداء تايلور و نيومان و إيفز . رشح الفيلم لأوسكار أفضل : فيلم – ممثل وممثلة دور رئيسي – مخرج – سيناريو – تصوير ، و لم يفز بأي منها .