كارلوس زافون

فُجعت الأوساط الأدبية العالمية يوم أمس برحيل أحد الروائيين البارزين ،
الأسباني كارلوس زافون، صاحب رباعية ” مقبرة الكتب المنسية ” .
هنا ملخص للأجزاء الأربعة.
“ظل الريح”

تدور الرواية فى مدينة برشلونة فى وسط القرن العشرين. هناك رجل مسن يصطحب ولده دانييل إلى مكان يدعى مقبرة الكتب، يقع هذا المكان أسفل المدينة،
ولا يعلم سره إلا القليل، كانت تُرمى فيها الكتب التى كتبت ولم تنجح، ومن عادة هذه المكتبة أن من يدخلها يجب عليه إذا خرج أن يأخذ معه كتابا ويأتمنه على حياته.
يأخذ دانييل كتاب ظل الريح وعندما يعود إلى البيت يشرع فى قراءته ،يتعجب من وجود هذا الكتاب فى مكان كتلك المقبرة، ويريد أن يقرأ مزيدا من كتب مؤلف الكتاب، خوليان كاراكس،
فلا يعثر على شىء، يبحث ليعرف أن رجلا يدعى لاين كوبيرت يحرق جميع كتب خوليان لاعتقاده أنها مبعث للشر أو للشيطان.
“لعبة الملاك”
تدور الأحداث فى برشلونة قبل عقدين من اندلاع الحرب الأهلية أى فى عشرينيات القرن الماضى وتوضح تفاصيل الظروف والإرهاصات التى أدت إلى اندلاع شرارة الحرب التى راح ضحيتها أكثر من نصف مليون شخص.
يتحرك الكاتب الشاب ديفيد مارتين، الشخصية المحورية التى تمسك بطرف الخط السردى للرواية وسط هذه الأجواء الملبدة المربكة، وحين يظن أنه يمر بأسوأ فترات حياته، يتلقى عرضا مغريا يصعب رفضه، دعوة سرية ينجرف وراءها ليجد نفسه متورطا فى متاهة لا فكاك منها،ويدور فى فلك “مارتين” عدد كبير من الشخصيات الثانوية، مثل عائلة بائعى الكتب “سامبيرى”، “إيزابيل” ،”كريستينا”، و”بيدرو بيدال”، مرشد البطل كى يسلك طريقه وسط الطبقة الراقية، وهو روائى محب للفنون والموسيقى، ولكنه شخص تعس.
“سجين السماء”
نتابع مع دانيال بطل الرباعية، رحلة جديدة مليئة بالغموض والتشويق وكشف الأسرار والملابسات التي أحاطت بوفاة والدته إيزابيلا وبقصة سجن فيرمين صديقه والذي يعمل في مكتبة والده السيد سيمبيري.
في هذا الجزء نكتشف تاريخ بعض الشخصيات الثانوية التي مرت معنا في الجزأين السابقين ” ظل الريح ” و ” لعبة الملاك ” ومنهم دافيد مارتين وشخصية جديدة هي مدير السجن ماوريسيو فايس . فما هي العلاقة التي تربط كل هؤلاء ؟ وكيف هرب فيرمين من السجن ؟ وما قصة مخطوط رواية ” لعبة الملاك ” ؟ في هذا الجزء نرى يعرّي زافون بعض رموز النخبة الثقافية المتسلطة وأذرع النظام الفاسد والاستبدادي للجنرال فرانكو.
“متاهة الأرواح”
مع هذا الجزء الأخيرتصل حكايات الرباعية إلى خواتيمها، حيث تدخل شخصيات عديدة وجديدة إلى متن الحكاية وتتشابك الخيوط وتتعقد . فبالإضافة إلى عائلة سيمبيري ( الأب ،الابن دانيال ، الزوجة بيا وابنهما خوليان )،صديق العائلة فيرمين روميرو دي توريس ، ديفيد مارتين ،خوليان كاراكس ، هناك الوزير الفاسد ماوريسيو فايس الذي كان مديرا لسجن مونتويك وأثري ثراء” غير مشروع لكونه من جماعة ” صليبيو فرانكو ” التي موّلت مع عددٍ من المصرفيين الحركة القومية إبان الحرب الأهلية . كذلك هناك المصرفي ميغيل انخل يوباش ، المحامي بريانس ، الكاتب فيكتور ماتايكس صاحب رواية “متاهة الأرواح” ، إليثيا غريس الفتاة التي انقذها فيرمين أثناء الحرب الأهلية وأصبحت تحرية خاصة قوية الشكيمة ، شاركت مع النقيب بارغاس في البحث عن الوزير المختفي فايس .
ما الذي ستتمخض عنه عملية البحث ؟ وما هي الأسرار التي ستنكشف ؟ ما هي قصة الأرقام المشفّرة التي عثرت عليها إليثيا في كتاب متاهة الأرواح الذي عثرت عليه في منزل فايس ؟ من هما لياندرو ، إندايا ؟ من هي أريادنا وما صلتها بمرثيدس إبنة فايس ؟
رواية مشوقة جدا” يلهث القارىء وهو يتتبع الخيوط التي يبعثرها زافون بحرفية ويحافظ على توقيت شدها وضبطها دون إخلال بإيقاع الحكاية .
وهكذا تُطوى صفحة أدبية رائعة برحيل كارلوس زافون ، الذي أمتع الملايين من القراء برباعيته الرائعة وانطبقت عناوين أجزائها على رحلة حياته القصيرة التي انتهت في التاسع عشر من حزيران عام 2020 عن عمر ناهز خمسة وخمسين عاما” .
لأنه أراد ان يلعب ( لعبة الملاك ) أصبح ( سجين السماء ) لكن روحه غادرت ( متاهة الأرواح ) فبقي اسمه مشرقاً في ( ظل الريح ).

وداعاً كارلوس زافون . لروحك السلام.