كتاب ” غرفة المسافرين “

للمصري عزّت القمحاوي.
من منا لم يحلم بالسفر؟
من لم تسنح له الفرصة بتحقيق تلك الأمنية ففي أسوأ الأحوال يستطيع السفر من خلال القراءة.
ينقسم الكتاب إلى أربعة أبواب هي :
في المعنى – عبر الحقيبة – مكتوب على جدار القلب – زفرة السائح الأخير.
عن معنى السفر وفلسفته يتحدّث الباب الأول عن أبطال روايات سافروا إلى مكان آخر ومن خلال حلم الكاتب بالرّيف الإنكليزي ينطلق في رحلة يصحبنا فيها إلى مدن وعوالم سمعنا عنها ولم نرها.
تبدأ الرحلة مع ألف ليلة التي اعتمد جزء كبير من حكاياتها على ثيمة السفر ثم نرتحل مع توماس مان إلى فينيسيا لنشهد الموت فيها ،
لنعود إلى الرّيف المصري لنستمع إلى نداء ندّاهة يوسف إدريس , ثم سنطير مع أنطوان دو سانت إكزوبيري وأميره الصغير، ونلاحق دون كيشوت ، وندخل إلى ” مدن لامرئية ” زارها إيتالو كالفينو متمنيّاً ( لو أن مسافراً في ليلة شتاء ) ،
ثم سنعقد مقارنة بين أسطورة أوديب وهروب نوح من الطوفان، وسننصت إلى أنغام البيانو على عابرة المحيط التي يسكنها العازف 1900 لأليساندرو باريكو.
( لا يسع المجال لذكر كل الكتب والروايات التي أوردها القمحاوي فهي عديدة ، ويتبدّى ذكاء الاختيار والتنوّع في هذه الجزئية من خلال الإحاطة بالموضوع إحاطة تامّة) .
تتوالى الفصول ليتحدّث عن بعض المدن مثل روما ، تورينو ومعهد السينما فيها والّذي أسسه اليساندرو انطونيللي عام 1863 .
ثم ينتقل إلى مدريد وبرشلونة لنعاين جمال العمارة فيها والتي جعلت مخرج فيلم ” العطر ” يختارها على أنها باريس ويصوّر فيها فيلمه الشهير.
كذلك يتطرق لإبداع المعماري غاودي وكاتدرائية ساغرادا فاميليا. ثم يرتحل بنا إلى بوخارست فنرى كيف تم يناء قصور تشاوشيسكو، وقصر الشعب الّذي أزيلت من أجل بنائه أحياء سكنيّة كاملة وسط العاصمة.
نعود إلى الشرق لنحط الرّحال في صنعاء ثم نطير إلى مصر ونتعرّف على التحضيرات للعطل الصيفية في الإسكندريّة ومرسى مطروح ورأس البر، حيث سنجلس على صخرة ليلى مراد في فيلم ” شاطىء الغرام ” ونستحم مع كليوباترا في الكهف الّذي نحتته الرياح وأمواج البحر . سنعرف كيف يكون السفر كرد تلقائي على الموت أو إنكسار الحب ( فيلم the bucket list وقصة تاج محل ) ،
سنتعلّم من هو السائح المضاد , وسنتطفل على المسافر الّذي يجهز حقيبة سفره سواء كان سائحاً أو ذاهباً للعلاج , الفرق بين ما تحويه حقيبة العروس وحقيبة الأم المرضعة، ما هي حقائب الحب الحزينة ( حقيبتي آنا كارنينا ومدام بوفاري ) .
سنكتشف كيف ينخدع المسافر أحيانا بمواصفات الغرف التي يقوم بحجزها عن طريق الانترنت وأحياناً يتفاجىء بمواصفات أفضل من تلك التي بحث عنها. وبعد الحديث عن سياحة الأعمال والمؤتمرات بكافة أنواعها سنزور في طريق العودة الأسواق الحرّة في المطارات . تبقى علاقة الإنسان بالسياحة ملغزة وتستحق التأمل ,
ويبقى كتاب القمحاوي مرجعاً رائعاً لكل من يحب السفر سواء كان سفراً حقيقياً أو متخيّلاً من خلال صفحات كتابه الرائع والممتع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top