“كوترٍ في قوس”

 في هذه الأيام الفضيلة
يكون الحزن مباركًا
ويكون نبيلًا
.
ليس لأنّنا فرحنا
بل لأنّنا فرحنا فوق طاقة القدر
الذي أنضجنا فيه العشاء
بل لأنّنا بالغنا في تتْبيل الأمل
هذا الأمل ليس سمكة
كانت “تبلبط” في المتاهة
ولا “سلَطة”
انتظرنا مكوّناتها
على عروش الشجر
هذا أملٌ جاهز
وله تاريخ صلاحية
مكتوب أعلى علبة قصدير
.
لعلّنا لم ننم جيّدًا
لعلّنا لم نستيقظ
لعلّنا لم نقترب من الجزيرة
.
حين انتظرناه
عشّينا ساعاتنا جيّدًا
ورسمنا الورد على الوسائد
بخيوط “القانويج”
وقلنا إن جاء
سيتّكئ هنا
مثل عريس
وقلنا سيرتدي ساعتنا
ونعشّيها له عند الغروب
وقلنا “صمنا لوجه الله”
وخفنا أن نفطر
من دون أمل
تركناه في علبة قصدير
وخفنا أن ننام
فلعله يأتي
وخفنا أن نستيقظ
كي لا نفسد نومه
.
اقتربي يا سفينة
ابتعد يا بحر
الحزن الذي أنتظره
ليس موجة
.
ابتعدي يا سفينة
اقترب يا بحر
الأمل الذي في قدورنا الآن
ليس حبّات فاصوليا .
ثلاثون سفينة
تبحث عن الأمل
بحر وحيد
يحتضن الحزن
مثل حبّابة متعبة
وجدت حفيدها الصغير
يبكي
.
_____

23 آذار- مارس 2025