• من مادتي في مجلة الحياة المسرحية .
في مشهدية ضبابية طقسية ، ومن بين خيالات الدخان المتصاعد عبر ظلال الإنارة المتلونة
على أجساد عرافات حرباء شمطاء .. وعلى إيقاع يشبه مجون هيئات الحاقدات على البشر ،
تعلن الأجواء المتخيلة – التشكيلية الحركية الراقصة – الكشف عن عالم الشرور الافتراضي،
وعمليات طهي الأشباح في قدر ( حلة ) كبير للتعنيف القادم .. طرائق التخطيط لجرائم القتل ..
الترهيب وما ينتج عنه من أوجاع .. الخوف .. الحرمان .. نزف الدم على مذبح معلنة … التخفي بين سطور القدر .. المواجهة لمصائر حتمية .. الندم …..
فتأتي اللحظات الأولى من العرض كشفاً تشويقياً سريعاً لتنوع حالات الاستنزاف للأرواح المترقبة ، وشحذها نحو ما يثير تساؤلات العقل ، حول ما يحدث .. هنا .. الآن .. في مطابخ المؤامرة الخارجية . مجهر المسرح ومن وحي تلك الدلالات وشخصيات معبأة بحمم الجنون والغدر والخيانة ، والسؤال الذي قض مضاجعهم في النوم واليقظة ..
ثمة بحث مبتكر حول مفهوم التغيير ، فيما تسلط الأضواء على فشلهم الأكيد مع كل محالات بائسة في السعي لتغيير مصائرهم الشكسبيرية .. أي تلك التي رسمها لهم النص الأصل قبل أن تلد تحت مجهر منصة المسرح ، فهي كانت واستمرت حسب ما وجهها الشخصية الدرامية الحية ،
وليم شكسبير والتي جسدها باقتدار ” نضال عديرة ” مواجهاً حقائقهم ومصائرهم ، بعيداً عن الوهم والتخيل الحالم ( الحكاية هي الحكاية .. أنتم هناك في دهاليز الذاكرة … أنت من صنع خيالي .. أنتم وهم ) . وقبل الولوج في تفاصيل تلك الحالات ، المقتبسة من وحي رؤى أعمال مسرحية شهيرة للشاعر والكاتب المسرحي والممثل وِلْيَمْ شكسبير الشهير والبارز في الأدب الإنجليزي خاصة والأدب العالمي عامة،
والذي أطلق عليه “شاعر الوطنية” و”شاعر افون الملحمي” ومسرحياته وأعماله متوفرة في مختلف بقاع الأرض ، بعد أن ترجمت إلى كل اللغات الحية ، وتم العمل عرليها وتجسيدها أكثر بكثير من مؤلفات أي كاتب مسرحي آخر في العالم ، بل وتدرس في معظم مناهج أكاديميات الفنون الدرامية المسرحية وكليات الأداب والنقد .. ولو ذهبنا إلى أي بلد أو مدينة في العالم ، لا بد أن نكتشف اهتمام المسرحيين والأدباء بأعمال شكسبير ،
وأنهم قدموا أعمالاً مسرحية له .. أو بانوراما من أعماله.. وربما تأليفاً جديداً لعرض مسرحي على خلفية شخصيات شكسبيرية كما فعل الكاتب والممثل المبدع مجد يونس أحمد في معالجته النصية للعرض المسرحي
” لا تكن أحمق مرتين ” المنجز لصالح وزارة الثقافة – مديرية المسارح والموسيقا ( مسرح قومي اللاذقية )
من إخراج الفنان كمال قرحالي الذي بدا في رؤاه البصرية والتكنيكية مع العرض أكثر نضجاً وتأثيراً من عروض سابقة ،
فيما جسد الشخصيات المسرحية : كمال قرحالي ( بدور المخرج ) ، قيس زريقة ( بدور الحارس ) ، نضال عديرة ( بدور شكسبير ) ، هاشم غزال ( بدور الملك لير ) ، راما قرحالي ( بدور .. العرافة + جروترد ” والدة هاملت ” ) ،
وفاء غزال ( بدور العرافة + دزديمونة ) ، غربا مريشة ( بدور العرافة + الليدي ماكبث ) ، وسام مهنا ( بدور هاملت ) ، مروى سليمان ( بدور أوفيليا ) ، جعفر درويش ( بدور الشبح 1 ) ، خالد منير حمادة ( بدور الشبح 2 ) ،
أما المؤلف مجد يونس احمد ( بدور ماكبث ) ..
وبمشاركة الفنان الموهوب أحمد مشاعل الذي رافق العرض على آلة الدرامز .