” اللي استحوا ماتوا ” الباحث المقدسي مازن أهرام

Picture of الاتحاد العربي للثقافة
الاتحاد العربي للثقافة

ذُكِرَ فى كُتب الأمثال الشعبية وتم الربط بينه وبين قصة حمام نساء في العصر العثماني والبعض يربطه بأواخر القرن التاسع عشر،   

المثل موجود أيضا ببعض دول العالم والدول العربية بلفظ اللي استحوا ماتوا وفي مؤتمرات القمة وجامعة الدول العربية وهيئة الأمم ومعادات السامية ومحكمة العدل الدولية وازدواجية المعايير وما خُفي أعظم و … 

كثيراً ما نسمع بأمثال شعبية تتداول يوميا وبشكل واسع، يكون الهدف منها ايصال رسالة او اشارة الى موضوع معين من واقع الحياة.  قد نفهمها كلياً، وقد نفهمها جزئيا.. والحقيقة ان وراء كل مقوله توجد قصه!

مثل يُستخدم للتعبير عن أن من لديهم حياء وخجل قد اختفوا ولم يعد لهم وجود، وأن من يمتلكون جرأة مفرطة أو تصرفات وقحة هم من بقوا على قيد الحياة والمقولة التي نحن بصددها: “اللي استحوا ماتوا” نستعملها عادة عندما يقوم انسان او مجموعه بعمل غير مقبول   ويتصرفون عادي وكأنهم لم يفعلوا ما فعلوا  

وللمقولة قصه ملفتة 

اللي استحوا ماتوا” هو من الأمثال والحكم الشعبية التي تُضْربً للتهكم من المواقف المخلة بالعادات والتقاليد وقلة الحياء،
وقصة هذا المثل حسبما تفيد الروايات هي أنه في أيام العثمانيين لم تكن البيوت فيها حمامات،
وقد انتشرت الحمامات العامة فذهبت ثلّة من السيدات إلى أحد الحمّامات العامة، وحيث أن الحمام مخصص للنساء فقد اعتادت الكثيرات منهن على الاستحمام عاريات لا يسترهن إلا البخار الكثيف. وحدث أن اندلع حريق في ذلك الحمام الذي ذهبن إليه، فخرجت معظم النساء عاريات من الحمام للنجاة من الحريق، إلّا أن البعض من تلك النسوة الذين استحين من الخروج عاريات، وفضلن الموت على ذلك،

وعند عودة صاحب الحمام هاله ما رأى وسأل البواب هل مات أحد من النساء؟ فأجابه البواب نعم 

فقال له من مات؟ أجاب البواب اللي استحوا ماتوا!!!

ومن خلال البحث في العصر العثماني  تابع الكاتب شريف فوزي  عن حمام حدث به هذا الحريق، ووجد بعض المواقع تُذْكَرُ نسبته لحمام اينال بشارع المعز دون ذكر مصدر تاريخي موثق لذلك،
ولكن بالبحث فى موسوعة المؤرخ “الجبرتي” الشهيرة عجائب الآثار التى تعود للعصر العثماني وحتى أوائل عصر محمد على باشا، وجُدَ قٍصةٌ مشابهة لذلك الحدث بالحمام النسائي ولكن ليس حريقا،
ونقرأ ماذا ذكر الجبرتي فى ذلك “فى أحداث عام 1804م وقع ربع جهة الكحكيين بجوار حمام المصبغة، فهدم ليوان المسلخ أى  إيوان المسلخ فمات نساء وأطفال وعددهم 13، وخرج الأحياء من داخله وهن عرايا ينفضن غبارات الأتربة والموت.

  وقد ذكره المقريزي باسم القفاصين ثم عرف باسم الحلاووين فى عصرى قايتباى والغوري، والذي انتقل ملكيته إليهما بالترتيب، ثم عرف بحمام المصبغة نسبه إلى مصبغة الغوري، المجاورة لوكالته، حتى أن ثلث الحمام كان فى وقف الغورى كما ذكر الجبرتي،
أما مؤسس الحمام الأصلي فهو كما يذكر المقريزي نجم الدين يوسف بن المجاور وزير الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين الأيوبي، فالحمام يعود للعصر الأيوبي وهو غير مسجل ومتبقى منه حاليا مدخله ذو زخارف بديعة من الاطباق النجمية والهندسية.

  المثل الشعبي مهما رويت حكايته الحقيقة سقطت ورقة التوت … ولم تستثني إلا من رحم ربي ….

شارك المنشور:

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest