رؤية من منظور العكس
لايمكن من الناحية اللغويةتعريف الجمال من دون ربطه بالجميل
فالجمال هو الخاصية المحددة للأشياء
والجميل في أصل اللغة :
هو موضوع الصورة الحسية المدركة بالعين سواء أكانت إنسانا أم حيوانا أم نباتا أم جمادا .
أي أنه صفة للموضوعات التي تدرك بالإبصار ولكنه قد يتعداها إلى موضوعات الحس الأخرى
فالموسيقا الجميلة هي مايروق للأذن سماعها والرائحة الجميلة هي ماتبعث في النفس النشوة والقبول .
كما يجوز إطلاقه على الموضوعات غير الحسية التي تدرك بالبصيرة كالقصيدة الجميلة والخلق الجميل . ولقد وضع أفلاطون الجمال في أسفل ثالوثه القيمي بعد الخير والحق لأنه اعتقد أن الجمال أقرب المثل للمادة المحسوسة أما الفلاسفة الإسلاميون فقد فرقوا بين الجمال المعنوي والجمال الصوري وقدموا الأول على الثاني .فذهب الصوفيون إلى أن الجمال الحقيقي هو جمال الله تعالى ومنه يشتق جمال العالم من جهة أنه تجل عن جمال الذات الإلهية . بينما اتفق أنصار الاتجاه الموضوعي كأفلاطون وأرسطو في تحديد الجمال على أنه صفة موضوعية خارجية عن الذات (العقل) تكون إما في الأشياء الحسية (موضوعية مادية)أو في عالم مفارق للواقع (موضوعية مثالية) إلا أن أرسطو اختلف مع أفلاطون بأن الجمال هو الواقعي الحسي الذي هو صفة الموضوعات والأشياء ولايقع في عالم منفصل عن الإدراك الحسي على الرغم من اتفاقه معه في رأيه بالجمال .ومنهم من ذهب -كسقراط -إلى أن الجميل ليس صفة في الأشياء ذاتها فلا يكون الشيء جميلا إلا بوجود الذات التي تشعر بجماله وتستمتع به لذلك فالجمال حالة شعورية موجودة فقط في ذهن الإنسان القادر على تذوق الجمال . وأما فلاسفة العصر الحديث كدافيد هيوم فقد ذهبوا إلى أن أساس الجمال هو الذاتية والنسبية وليس له أي أساس موضوعي خارجي فالجمال عنده ليس صفة متحققة في الأشياء بل هو انطباع في وعي الإنسان يتلقاه بوساطة حواسه التي تعين الصفات الجمالية في الأشياء الموجودة من حوله .
وأما الفلاسفة المعاصرون فقد ذهبوا إلى صيغة توفيقية بين الآراء السابقة فقالوا بأن الجمال هو علاقة تفاعلية بين الذات التي تكتشف الجمال وتشعر به وبين الموضوع الذي يتصف بصفات مستقلة تجعله قادرا على توجيه الذات نحوه وجذبها إليه . [لو طلب من أمهر رسامي الكاريتر في العالم أن يرسموا للشيطان صورة على أن تكون الجائزة الأولى لأجمل لوحة .
فلمن ستكون الجائزة الأولى؟]