محمد بلقس.
من ديوان عطر ونبض محطات – 2017
بَينَ الجَداوِلِ أَرقُصُ
تُمَزِّقُ الرّيحُ الخَمائِلَ
وَأُصَلّي لِخِصرِ اِمرَأَةٍ
حَمَلَت غُصْن زَيْتونٍ
عَبَثَتِ الرِّيحُ بِهِ
يَومَ قَبَّلتُ شَفَتيْها
يَومَ عَنِّي ذَهَبتْ
رَقَصَت وَانْصَرَفتْ
تَرَكَتْني
أَسْألُ السَّاحاتِ عَنْها
غُرْفَتي
أَريكَةٌ وَ سَرِيرٌ
بَعضُ أَشْياء مُبَعثَرَةٌ
تَصْنعُ شَكلَ المَكانِ
أَبحَثُ عَن نافِذَةٍ
تُطِلُّ على الشَّارِعِ
تَرْبطُني بِالسَّاحَةِ
تربِطُني…
بِأَشْكالِ العَلَاقاتِ.
أَفتَحُ صَفَحاتِ كُومْببُوتَر
أَرى أَلفَ صَدِيق
تَضيقُ بي الغُرفَةُ
تَقتَرِبُ مِنِّي الجُدْرانُ
أَمْتَنِعُ عَنِ الكَلامْ
أَتَجَرَّعُ كَأسَ نَبيذٍ
عِندَ كُلِّ جُرعَةٍ
تَتَجَدَّدُ اﻷَزماتُ
تَتَجَدَّدُ اﻷَسئِلَة
تَتَكَوَّنُ عَلاقَاتٌ
تَنتَهي عَلاقَاتٌ
في يَومٍ مِنَ اﻷَيَّامِ
أَفْقِدُ آخرَ العَلاقَاتْ
أُصابُ بِالدُّوارِ
بِالهَذَيانِ
أُغْلٍقُ النّافِذةَ
أَخْشى أَنْ يَرانِي الشّارٍعُ
الصَّفَحاتُ البَيْضاءُ
وَحْدُهَا تَمتَدُّ بِاتِّساعِ البَحرِ
تُخرِجُني مِنْ ضَيْقِ المَكَانْ
تَعودُ بي مِنْ غُرْبَتي
تُحَرِّرُني مِنْ ذَاتي
مِنْ نَفْسي
أَمْتَطي صَهْوَةَ قَلَمٍ
رابِضٍ جَنبَ اﻷَريكَةِ
فَوقَ الصّفَحاتِ
رَمَيتُ بِدِرْعِ صَمْتي
مُثخَنٌ كَغَيْري
بِجِراحِ الكَلِمات
لا رُمْحاً حَمَلتُ
وَلَا سَيْفا
قَلَمي رَمى بي
لَدى أَزْمِنَةٍ
رَأيْتُ المُبهَمَ فيها
أَلِفاً وَ ياءَ
قَلَمي رَمَى بي
في سَاحَةٍ عَلّمَتْني
لُعبَةَ اﻷَبْجَدِيَاتِ…