وصلنا بعد وقت وجيز إلى الأقامة التي توجد بها شقة أمال ،
والتي لا تبعد عن مقهانا إلا بحاولي خمسة إلى ستة كلمترات .. إقامة شاسعة ، عصرية وحديثة البناء . أو قل هي منتجع صيفي حسب شكلها وبنيتها ومؤهلاتها وموقعها .. يقطنها طيلة السنة ، محبي الشاطيء والبحر ونسائمه . وآخرون يأتون إليها ليقضوا فيها عطلهم أونهايات الأسابيع ..
مجهزة بكل ما يحتاجه السكان من خدمات . تنتشر بين عماراتها حدائق متنوعة النباتات والأزهار .. ومساحات خضراء مهيأة باحترافية كبيرة ، ومعتنى بها بدقة ، تنمو فيها أشجار بأحجام متوسطة مشذبة بعناية .. عماراتها متوسطة العلو ، لا تتجاوز الثلاث طوابق .. صعدنا عبر سلم واسع وأنيق ..
فتحت أمال باب الشقة الكائنة بالطابق الثاني .. دلفنا إلى داخلها ، فإذا بي أجدني أمام منزل فخم مجهز تجهيزات باذخة ، لا ينقصه شيء من الأثاث والديكور .! راقبت أمال كل الغرف ودورة المياه والمطبخ ، وأنا أرافقها في تفقدها لمحتويات وفضاءات الشقة . ثم انتهت بنا جولتنا إلى شرفة المنزل ..
وقفنا في الشرفة التي تطل على الشاطيء مباشرة ، لا تحجب عنا رؤيته أية حواجز . حتى أننا كنا نسمع خرير المياه إثر إنكسار الأمواج ومعانقتها للرمال .. وأصوات النوارس وهي تحلق أسرابا فوقنا نحو مبيتها في أشجار الغابة المجاورة للإقامة . ونرقب لون الشمس وهو ينتقل تدريجيا نحو الأحمر ، والسماء عند الأفق تتخضب بلمسات فنية ذات ألوان مختلفة ولو أنها متقاربة .. فيها البرتقالي ، والبني ، والقرمزي والبنفسجي .. تتخللها نتف سحب بيضاء وأخرى تنعكس عليها ألوان الغروب .. أبدعت منظرا شاعريا ورومنسيا رائعا زاد من تألق أحاسيسنا ومشاعرنا . بل تلونت ملامحنا نحن أيضا بألوانه ، حتى صرنا مندمجين فيه ..
مما أضفى على المشهد في كليته جمالا طبيعيا آسرا .. استدارت أمال قليلا نحوي حتى أصبحنا وجها لوجه .. ثم أمسكت بيدي بحركة خفيفة شعرت بيدها تمتد إلي لتنقدني من براثن الكآبة التي كنت أتجرعها بصمت طيلة شهور وأسابيع طويلة . ثم همست بكلمات اخترقت موسيقاها قلبي قبل مسامعي .. – هل أعجبتك الشقة ؟.. – كيف وجدتها ؟ – هل تليق بك يا ترى ؟
تتحدث إلي وأنا أحس بدونها مني أكثر فأكثر ، وباقتراب لهيب أنفاسها من وجهي حتى أصبحت شبه ملتصقة بي .. ثم أردفت .. دون أن تدع لي الفرصة لأجيبها عن أسئلتها السابقة .. وهي ماسكة بيدي .. – ماذا عن صاحبة الشقة ؟ – هل أعجبتك ؟ سرقني ، من لحظاتي التي أنا فيها ، همس كلامها العذب برناته الموسيقية الهادئة ، وألفاظه المثيرة ، بل حررني من حياتي كلها .. وانتشلني من ما كنت أفكر فيه من قبل ..
نسيت مشاكلي وهمومي ، وكل معاناتي التي لازمتني الدهر .. وانجذبت إليها دون أن أعي حالي ومآلي .. وفي لحظات لم أقدر مداها ، وجدت نفسي في أحضانها كما لو أننا نريد أن نعيش أزمنة جديدة من هذه الحياة .. كاملة دون كلل أو ملل وكما نحب ونشتهي .. ونحن نسرع لكي لا يفوتنا قطارنا .. ويتركنا في محطات العمر تتلاشى رغباتنا ، وتدمر معاول الهرم ما بقي من عواطفنا وأحاسيسنا .. ونظرات أمال تأسرني وتسبح بي في عوالم حبها .. إحتضنتها بشوق ،
وأنا أحس بها تحيط خاصري بدراعيها ، وتدغدغ أضلعي بلمساتها الناعمة ، وتسقيني من مدام عشقها المتدفق كؤوسا لم تسق منذ زمن بعيد ، نبيدا معتقا كالذي امتلأت به الآن .. ألقيت بشفتي على شفتيها ورحلنا معا في قبلة أبدية .. لم نستفق منها إلا وأرواحنا مندمجة تدثرها أحاسيس لذيذة سافرت بنا ألى واقع مختلف .. يمتليء بالرغبة والعشق ، وينتقل بنا من عالم الصداقة إلى عالم الحب .. غردت عصافيرنا ألحانا شجية معلنة تناسخ أرواحنا وتداخلها وذوبانها ، ورسمت في عنان السماء قلوبا بأحجام مختلفة وبألوان الطيف ، حجبت بها أشعة الشمس عنا ، حتى لا تتسرب إلى مضجعنا وتوقظنا من أحلامنا .. وعصرت غيمتين كانتا تراقبنا لتحمينا من كل أمر دخيل .. فسالت ندى وطلا بلل أجسامنا ، وجرى جداول زلال بين تضاريسها ..
وروى تربة حبنا فأنبتت زهورا وورودا شاهدة على تألق عشقنا وهيامنا . شعرت بالسعادة العارمة تغمرني ، وأنا لا أفارق بنظري بريق مقلتيها الذي يأسرني ويجعلني أغرق فيهما حتى آخر جزء مني .. لم أكن أتوقع هذا الذي حدث بيننا هذا المساء .. جرفنا تيار الحب بسرعة فاردانا .. لطالما كنت أود الهروب من نظراتها الساحرة ، وباستمرار في السابق ، وأتوهم أنها كانت كلها عتاب ، وتعبير عن التراخي الذي كنت عليه طيلة المدة التي تعارفنا فيها وأصبحنا أصدقاء .. ولم أبادر إلى امتطاء سفينة العشق وقيادتها نحو مرافئ الحب الرحبة .. فاستسلمت لها في هذه اللحظات راضيا مرضيا .. تنظر إلي في صمت وهي تمسحني بعينيها كما لو أنها تستكشف جسم فارسها ، وتتأمل منحنياته وتفاصيله .. هادئة إلا من إبتسامة زادتها شفتيها العسليتين الناضجتين جمالا وبهاء .. بعد مروري السريع بدورة المياه ، استلقيت من جديد بجانب أمال على السرير ، وأنا أتأملها كما لو أنني أراها للوهلة الأولى ، وأمرر أصابع يدي على شعرها المنسدل على الوسادة وعلى جزء من كتفها العاري ..
فجذبت الغطاء برفق لتخفي جسدها عني .. ربما خجلت من وجودي بجانبها ، أو لتمنع عني إكتشاف كنوزه .. أمسكت بيدها وبدأت أمسح عليها ، وأتحسس بشرتها الملساء الناعمة الطرية ، وأحسبني ألمسها لأول مرة .. وأنا أسير سحر بريق عينيها التي أصابتني بسهامها الملتهبة .. لا اغادرهما أبدا .. وفي لحظة كنت فيها ذاك السارح في خيالي ، والمتأمل في حالي ، المنغمس في لذات أحاسيس افتقدتها لسنوات ..
رفعت أمال دراعيها بحنو إشارة منها لأعانقها .. وبدون شعور مني ، وجدتني أغوص في أحضانها ثانية .. وهي تضمني بقوة .. وتهمس في أذني بكلمات زادت من اشتعال دواخلي وفاضت مهجي شوقا إليها رغم أنني معها .. وفي لحظات اندماج أرواحنا ، بدأت تمرر شفتيها على عنقي وحلمة أذني وأنا تحت وقع قشعريرة لذيذة راغبا في المزيد من معينها ليتدفق علي بدون انقطاع .. وتسافر بي إلى عوالمها الروحية الأبدية . وهي تداعبني برومنسية فريدة ،
زعزعت توازني وجعلت مني لعبة في يديها
وأنا أستطيب أريج عطرها ، الذي ينثره لهيب أنفاسها الدافيء على كل جزء من كياني تمرر عليه شفتيها العسليتين .. فيرفع من ثمالتي ويهيج عواطفي ، فأهيم في حب أمال اللامنتهي .. تحسست يدي فشبكت أصابعها بأصابعي ، وجذبتني إليها بعناية ولطف ،
حتى صرت ملتصقا بظهرها .. أحست بلهيب ناري الحارق يكوي بشرتها .. فاستدارت قليلا حتى صارت رطوبة وعذوبة شفتيها تخدش خدي الملتهب .. وهمست .. – توقف يا صابر .. لقد نلت منك ونلت مني .. وارتوينا رواء يكفينا الدهر كله .. هيا بنا لنذهب . سلمتها قيادة السيارة .. وقيادتي إلى أدغال غابة حبها الوارفة .. وأنا مغمض العينين ، لا زلت تحت وقع رومنسيتها وموسيقى همسها .. أسترجع الدقائق الجميلة التي مرت من عمري وكأنني أعيشه لحظات إستثنائية .. كل ما حدث الآن لم أكن أتوقعه ، ولم يخطر لي على بالي .. حدث بسرعة في الحقيقة ، وبالرغم من شعوري ببعض إرهاصات تحول علاقتنا إلى علاقة مفعمة بالحب ،
إلا أنني لم أكن أتوقع أن تتوالى الأحداث بهذه السلاسة وبهذه العذوبة .. كانت تعلم أمال جيدا أنني كنت أتحاشى عينيها الساحرتين ، ولا أتحمل إطالة النظر فيهما .. وأنني كنت أخجل من ومض بريقهما الثاقب كلما رمتني بناظرها .. توقعت كل شيء إلا أن نبلغ هذا المستوى من الحب … ! لا أدري ما السبب الذي جعلني أتوجس من التعبير عن ما أحسه وأكنه من حب لأمال وأتلذذ تأجيله كل مرة ، بالرغم من أنني كنت واثقا من صدق المشاعر الفياضة التي كان تملأ عينيها الساحرتين ، وهي تغمرني بها في انسياب دائم وبدون توقف ، كلما التقينا واجتمعنا مع بعضنا .. خاصة في مقهانا المفضل .. كنت أحس بها كما لو أنها تريد إحتوائي بعينيها المتعطشتين إلى اللقى والوصال ،
والسفر بي سفرا طويلا إلى عالمها الذي لم أستطع فهمه أو الإقتراب منه إلا في هذه اللحظات .. وأنا كمن يتحين الهروب من هذا الإحساس الكاسح الذي يلاحقني ويغمرني ، وكأني كنت مقتادا إلى حتفي طيلة المدة السابقة .. سيدة لها من كل ما يحبه الرجال ويشتهونه في امرأة .. تملك العواطف الجياشة .. والحنان وقلب يضج بالحب .. مثقفة واعية وواثقة من سلوكها وأفعالها .. جريئة في مواقفها وانتزاع حقوقها .. إنما تفيض أنوثة وأحاسيس وبراءة وجمال .. وبريق عينيها الآسر يشع حيوية ونشاطا ،
ويوحي بحبها للحياة وإقبالها عليها ، وبنهم شديد أحيانا … لم نتكلم ولم نكسر لحظات السعادة التي غمرتنا .. ولم ننظر لبعضنا البعض حتى .. أحس بهدوء رهيب وهي تقود السيارة .. وتجعلني أتذوق ما أنا فيه من نعيم الحياة التي أقبلت علي بعدما أدبرت لسنوات … – أليس هذا جواب على تساؤل أمال .. ؟ – هل يمكن للصداقة أن تصبح حبا ..؟ أي سر هذا الذي تملكه أمال ، وتجعلني أنسى نفسي وكبريائي والجفا الذي حصل منها في تواصلها معي … وأنا بجانبها تبدو لي مختلفة عن كل أنثى .. بحبها برغباتها وبرومنسيتها المتدفقة من أعماق تلك العيون الساحرة التي أردتني ذات يوم .. فجعلتني أهيم في حبها .. لم أكن أتوقع أن تتغير أحوالنا وعلاقة الصداقة بيننا بهذه الصورة الرومنسية الهادئة المليئة بالرغبات وبالمشاعر الفياضة .. وماذا عني أنا ؟ هل أحبها فعلا ؟
.. إنني أعشقها ..! لم أدر بحالي إلا عندما أوقفت أمال السيارة أمام منزل والدتها .. ودون أن تنظر إلي وهي في خجل واضح .. دلفت خارج السيارة .. ثم همست .. – تصبح على خير صديقي صابر ..
مجهزة بكل ما يحتاجه السكان من خدمات . تنتشر بين عماراتها حدائق متنوعة النباتات والأزهار .. ومساحات خضراء مهيأة باحترافية كبيرة ، ومعتنى بها بدقة ، تنمو فيها أشجار بأحجام متوسطة مشذبة بعناية .. عماراتها متوسطة العلو ، لا تتجاوز الثلاث طوابق .. صعدنا عبر سلم واسع وأنيق ..
فتحت أمال باب الشقة الكائنة بالطابق الثاني .. دلفنا إلى داخلها ، فإذا بي أجدني أمام منزل فخم مجهز تجهيزات باذخة ، لا ينقصه شيء من الأثاث والديكور .! راقبت أمال كل الغرف ودورة المياه والمطبخ ، وأنا أرافقها في تفقدها لمحتويات وفضاءات الشقة . ثم انتهت بنا جولتنا إلى شرفة المنزل ..
وقفنا في الشرفة التي تطل على الشاطيء مباشرة ، لا تحجب عنا رؤيته أية حواجز . حتى أننا كنا نسمع خرير المياه إثر إنكسار الأمواج ومعانقتها للرمال .. وأصوات النوارس وهي تحلق أسرابا فوقنا نحو مبيتها في أشجار الغابة المجاورة للإقامة . ونرقب لون الشمس وهو ينتقل تدريجيا نحو الأحمر ، والسماء عند الأفق تتخضب بلمسات فنية ذات ألوان مختلفة ولو أنها متقاربة .. فيها البرتقالي ، والبني ، والقرمزي والبنفسجي .. تتخللها نتف سحب بيضاء وأخرى تنعكس عليها ألوان الغروب .. أبدعت منظرا شاعريا ورومنسيا رائعا زاد من تألق أحاسيسنا ومشاعرنا . بل تلونت ملامحنا نحن أيضا بألوانه ، حتى صرنا مندمجين فيه ..
مما أضفى على المشهد في كليته جمالا طبيعيا آسرا .. استدارت أمال قليلا نحوي حتى أصبحنا وجها لوجه .. ثم أمسكت بيدي بحركة خفيفة شعرت بيدها تمتد إلي لتنقدني من براثن الكآبة التي كنت أتجرعها بصمت طيلة شهور وأسابيع طويلة . ثم همست بكلمات اخترقت موسيقاها قلبي قبل مسامعي .. – هل أعجبتك الشقة ؟.. – كيف وجدتها ؟ – هل تليق بك يا ترى ؟
تتحدث إلي وأنا أحس بدونها مني أكثر فأكثر ، وباقتراب لهيب أنفاسها من وجهي حتى أصبحت شبه ملتصقة بي .. ثم أردفت .. دون أن تدع لي الفرصة لأجيبها عن أسئلتها السابقة .. وهي ماسكة بيدي .. – ماذا عن صاحبة الشقة ؟ – هل أعجبتك ؟ سرقني ، من لحظاتي التي أنا فيها ، همس كلامها العذب برناته الموسيقية الهادئة ، وألفاظه المثيرة ، بل حررني من حياتي كلها .. وانتشلني من ما كنت أفكر فيه من قبل ..
نسيت مشاكلي وهمومي ، وكل معاناتي التي لازمتني الدهر .. وانجذبت إليها دون أن أعي حالي ومآلي .. وفي لحظات لم أقدر مداها ، وجدت نفسي في أحضانها كما لو أننا نريد أن نعيش أزمنة جديدة من هذه الحياة .. كاملة دون كلل أو ملل وكما نحب ونشتهي .. ونحن نسرع لكي لا يفوتنا قطارنا .. ويتركنا في محطات العمر تتلاشى رغباتنا ، وتدمر معاول الهرم ما بقي من عواطفنا وأحاسيسنا .. ونظرات أمال تأسرني وتسبح بي في عوالم حبها .. إحتضنتها بشوق ،
وأنا أحس بها تحيط خاصري بدراعيها ، وتدغدغ أضلعي بلمساتها الناعمة ، وتسقيني من مدام عشقها المتدفق كؤوسا لم تسق منذ زمن بعيد ، نبيدا معتقا كالذي امتلأت به الآن .. ألقيت بشفتي على شفتيها ورحلنا معا في قبلة أبدية .. لم نستفق منها إلا وأرواحنا مندمجة تدثرها أحاسيس لذيذة سافرت بنا ألى واقع مختلف .. يمتليء بالرغبة والعشق ، وينتقل بنا من عالم الصداقة إلى عالم الحب .. غردت عصافيرنا ألحانا شجية معلنة تناسخ أرواحنا وتداخلها وذوبانها ، ورسمت في عنان السماء قلوبا بأحجام مختلفة وبألوان الطيف ، حجبت بها أشعة الشمس عنا ، حتى لا تتسرب إلى مضجعنا وتوقظنا من أحلامنا .. وعصرت غيمتين كانتا تراقبنا لتحمينا من كل أمر دخيل .. فسالت ندى وطلا بلل أجسامنا ، وجرى جداول زلال بين تضاريسها ..
وروى تربة حبنا فأنبتت زهورا وورودا شاهدة على تألق عشقنا وهيامنا . شعرت بالسعادة العارمة تغمرني ، وأنا لا أفارق بنظري بريق مقلتيها الذي يأسرني ويجعلني أغرق فيهما حتى آخر جزء مني .. لم أكن أتوقع هذا الذي حدث بيننا هذا المساء .. جرفنا تيار الحب بسرعة فاردانا .. لطالما كنت أود الهروب من نظراتها الساحرة ، وباستمرار في السابق ، وأتوهم أنها كانت كلها عتاب ، وتعبير عن التراخي الذي كنت عليه طيلة المدة التي تعارفنا فيها وأصبحنا أصدقاء .. ولم أبادر إلى امتطاء سفينة العشق وقيادتها نحو مرافئ الحب الرحبة .. فاستسلمت لها في هذه اللحظات راضيا مرضيا .. تنظر إلي في صمت وهي تمسحني بعينيها كما لو أنها تستكشف جسم فارسها ، وتتأمل منحنياته وتفاصيله .. هادئة إلا من إبتسامة زادتها شفتيها العسليتين الناضجتين جمالا وبهاء .. بعد مروري السريع بدورة المياه ، استلقيت من جديد بجانب أمال على السرير ، وأنا أتأملها كما لو أنني أراها للوهلة الأولى ، وأمرر أصابع يدي على شعرها المنسدل على الوسادة وعلى جزء من كتفها العاري ..
فجذبت الغطاء برفق لتخفي جسدها عني .. ربما خجلت من وجودي بجانبها ، أو لتمنع عني إكتشاف كنوزه .. أمسكت بيدها وبدأت أمسح عليها ، وأتحسس بشرتها الملساء الناعمة الطرية ، وأحسبني ألمسها لأول مرة .. وأنا أسير سحر بريق عينيها التي أصابتني بسهامها الملتهبة .. لا اغادرهما أبدا .. وفي لحظة كنت فيها ذاك السارح في خيالي ، والمتأمل في حالي ، المنغمس في لذات أحاسيس افتقدتها لسنوات ..
رفعت أمال دراعيها بحنو إشارة منها لأعانقها .. وبدون شعور مني ، وجدتني أغوص في أحضانها ثانية .. وهي تضمني بقوة .. وتهمس في أذني بكلمات زادت من اشتعال دواخلي وفاضت مهجي شوقا إليها رغم أنني معها .. وفي لحظات اندماج أرواحنا ، بدأت تمرر شفتيها على عنقي وحلمة أذني وأنا تحت وقع قشعريرة لذيذة راغبا في المزيد من معينها ليتدفق علي بدون انقطاع .. وتسافر بي إلى عوالمها الروحية الأبدية . وهي تداعبني برومنسية فريدة ،
زعزعت توازني وجعلت مني لعبة في يديها
وأنا أستطيب أريج عطرها ، الذي ينثره لهيب أنفاسها الدافيء على كل جزء من كياني تمرر عليه شفتيها العسليتين .. فيرفع من ثمالتي ويهيج عواطفي ، فأهيم في حب أمال اللامنتهي .. تحسست يدي فشبكت أصابعها بأصابعي ، وجذبتني إليها بعناية ولطف ،
حتى صرت ملتصقا بظهرها .. أحست بلهيب ناري الحارق يكوي بشرتها .. فاستدارت قليلا حتى صارت رطوبة وعذوبة شفتيها تخدش خدي الملتهب .. وهمست .. – توقف يا صابر .. لقد نلت منك ونلت مني .. وارتوينا رواء يكفينا الدهر كله .. هيا بنا لنذهب . سلمتها قيادة السيارة .. وقيادتي إلى أدغال غابة حبها الوارفة .. وأنا مغمض العينين ، لا زلت تحت وقع رومنسيتها وموسيقى همسها .. أسترجع الدقائق الجميلة التي مرت من عمري وكأنني أعيشه لحظات إستثنائية .. كل ما حدث الآن لم أكن أتوقعه ، ولم يخطر لي على بالي .. حدث بسرعة في الحقيقة ، وبالرغم من شعوري ببعض إرهاصات تحول علاقتنا إلى علاقة مفعمة بالحب ،
إلا أنني لم أكن أتوقع أن تتوالى الأحداث بهذه السلاسة وبهذه العذوبة .. كانت تعلم أمال جيدا أنني كنت أتحاشى عينيها الساحرتين ، ولا أتحمل إطالة النظر فيهما .. وأنني كنت أخجل من ومض بريقهما الثاقب كلما رمتني بناظرها .. توقعت كل شيء إلا أن نبلغ هذا المستوى من الحب … ! لا أدري ما السبب الذي جعلني أتوجس من التعبير عن ما أحسه وأكنه من حب لأمال وأتلذذ تأجيله كل مرة ، بالرغم من أنني كنت واثقا من صدق المشاعر الفياضة التي كان تملأ عينيها الساحرتين ، وهي تغمرني بها في انسياب دائم وبدون توقف ، كلما التقينا واجتمعنا مع بعضنا .. خاصة في مقهانا المفضل .. كنت أحس بها كما لو أنها تريد إحتوائي بعينيها المتعطشتين إلى اللقى والوصال ،
والسفر بي سفرا طويلا إلى عالمها الذي لم أستطع فهمه أو الإقتراب منه إلا في هذه اللحظات .. وأنا كمن يتحين الهروب من هذا الإحساس الكاسح الذي يلاحقني ويغمرني ، وكأني كنت مقتادا إلى حتفي طيلة المدة السابقة .. سيدة لها من كل ما يحبه الرجال ويشتهونه في امرأة .. تملك العواطف الجياشة .. والحنان وقلب يضج بالحب .. مثقفة واعية وواثقة من سلوكها وأفعالها .. جريئة في مواقفها وانتزاع حقوقها .. إنما تفيض أنوثة وأحاسيس وبراءة وجمال .. وبريق عينيها الآسر يشع حيوية ونشاطا ،
ويوحي بحبها للحياة وإقبالها عليها ، وبنهم شديد أحيانا … لم نتكلم ولم نكسر لحظات السعادة التي غمرتنا .. ولم ننظر لبعضنا البعض حتى .. أحس بهدوء رهيب وهي تقود السيارة .. وتجعلني أتذوق ما أنا فيه من نعيم الحياة التي أقبلت علي بعدما أدبرت لسنوات … – أليس هذا جواب على تساؤل أمال .. ؟ – هل يمكن للصداقة أن تصبح حبا ..؟ أي سر هذا الذي تملكه أمال ، وتجعلني أنسى نفسي وكبريائي والجفا الذي حصل منها في تواصلها معي … وأنا بجانبها تبدو لي مختلفة عن كل أنثى .. بحبها برغباتها وبرومنسيتها المتدفقة من أعماق تلك العيون الساحرة التي أردتني ذات يوم .. فجعلتني أهيم في حبها .. لم أكن أتوقع أن تتغير أحوالنا وعلاقة الصداقة بيننا بهذه الصورة الرومنسية الهادئة المليئة بالرغبات وبالمشاعر الفياضة .. وماذا عني أنا ؟ هل أحبها فعلا ؟
.. إنني أعشقها ..! لم أدر بحالي إلا عندما أوقفت أمال السيارة أمام منزل والدتها .. ودون أن تنظر إلي وهي في خجل واضح .. دلفت خارج السيارة .. ثم همست .. – تصبح على خير صديقي صابر ..
قالتها بصوت خافت سمعته بالكاد .. ثم أسرعت إلى الباب فتحته ثم انقلبت نحوي لتودعني بنفس الحركة التي فاجأتني بها عند عودتنا من السفر .. قبلت أناملها وبسطت كفها تم نفخت فيه نحوي ..
أجبتها بنفس الإشارة حتى خلت أنفاسي تلهبها عن بعد .. فأسرعت إلى داخل المنزل راسمة تلك الإبتسامة الآسرة على شفتيها ..
أجبتها بنفس الإشارة حتى خلت أنفاسي تلهبها عن بعد .. فأسرعت إلى داخل المنزل راسمة تلك الإبتسامة الآسرة على شفتيها ..