[ محاولة لتحديد مسارات معرفية ]
بعد قرون مديدة من الوقوف حول مفهوم الروح قد أصبح من الضروري أن نعود لقوله سبحانه وتعالى :
[ قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا ]
لنستأنف فهما بتر ولنستعيد جدالا انقطع كي نبدأ حوارا بعيدا عن الاجترار وعن الاتباع الآلي المريح ضمن إطار المرجعية المقدسة وضمن نطاق السنة الصحيحة بكل تجلياتها القولية والفعلية والسلوكية والتقريرية تثبيتا لفهم الروح وحقيقتها من حيث الجوهر والماهية أو من حيث الآثار التي تعرف من خلالها ،
في سبيل التوصل عبر حوارات هادئة ومجدية تتجاوز التشنج والإدانة المجانية وتعلو على ترهات الاستئثار الشرعي وسيوفه المسلطة على أي تجديد وتساوق منضبط بعلم قواعد تفسير النصوص وعلم المقاصد ، وصولا إلى بناء مرتكزات أصيلة ومتينة تحتضن تطلعها نحو آفاق تؤهلها في الوقت نفسه لمجابهة مخاطر هذه الحقبة الإنعطافية في حياة البشرية عن معرفة .
لابد من التنويه في هذا المقام بأن ثمة دراسات وأبحاث قيمة
أنجزها باحثون شكلت في مجملها إسهاما ذا شأن في المجال الاجتهادي لفقه الروح غير أن جل هذه الدراسات بقي يحرص على عدم الخوض في تفاصيل هذه المسألة إستنادا لقوله تعالى :
[ قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ]
فمن أجل صياغة وتحديد مسارات معرفية تتوافق مع مراد الله حول مفهوم الروح ، أطمح طامعا معكم أصدقائي الأكارم أن أثير من خلال الكلام الآنف الذكر ، حوارات ونقاشات حول مفهوم الروح تخرجنا من حالة التلقي والقبول و الرفض الانفعالي ،
إلى حالة التفاعل والمشاركة الفاعلة في تبيان حقيقة الروح ومعرفتها.