فعلا أنا مجرد قحبة شوارع.
تلعب بحروف الحظ العاثر.
تدق باب البنك الزجاجي
بنهدين من الكريستال الفاخر.
تطلق عصفورين جريحين
من بحة صوتها الداكن.
يمسكها شيطان في العقد السابع.
يسحبها بمخالبه بعيدا.
في ركن مليئ بالنعوش والعظايا.
ليلتهم أمعاءها مثل كلب سائب.
الموتى كثر هنا.
يستمنون بشراهة مفرطة.
الحصان برتقالة حزينة.
الماخور مليء بالقروش والحيتان الحديدية.
الثعالب تلعق حليب قمر نافق.
تنبح قبعة الجندي بإيقاع متقطع.
العربات المصفحة تطوق نسرك المدلل.
تأكل بناية هائلة من الحلمات.
مسدسك ضرير أيها الموت الخائن.
وضحتك قفص من القش والنميمة.
السماء مقلوبة ومحدبة
مثل حشرة مقرفة.
والهواء تتدلى قدماه المتشققتان من حبل المشنقة.
ليس ثمة ورقات نقدية داخل الموزع الآلي.
ثمة فراغ أبله ومخنث وممل.
يوزع شطائر البيتزا على الأشباح.
يرفع إصبعه الوسطى ليغيظ جسرا هشا وطويلا من العميان.
الله يحاول إقتلاع الضوء من العالم.
ها هو يمضغ صلوات الكهنة
بفكين معقوفين.
ها هو يمشي أمامي
مثل أبله سكران.
طردته مومسة عمياء من الحانه.
بعد خنق مؤخرتها بأسنانه الصدئة.
أذكر أني قتلت ضبابا كثيفا أسفل النص.
بعت شياطيني بثمن بخس لقرصان.
مقابل خبزه ونبيذه وفرج حبيبته الشقراء.
أنا لاشيء يتحرك في النقصان.
تأكل العزلة أصابع قدميه.
غدرته دابة الميتافيزيقا.
تهاجمه اللاأشياء في عقر حيرته.
يهاجمه الموت مثل هندي أحمر.
يهاجمه صحن طائر بموسيقى الجنائز.
أنا مجرد كلب دهسته سيارة إسعاف.
تاركا كما هائلا من الدموع في المرتفعات.
تاركا أطفاله يتسولون في بطن الغابة.
أنا العجلة المثقوبة التي إلتهمت مثانة الأسد.
المسامير المدقوقة في جزمة الله.
الإسكافي الذي يقبل أحذية النساء
قبل رتقها.
أنا القارب العدمي العالق في خرم الإبرة.
فر المسيح من بيتي.
فر بأرنب ذكرياتي الأشقر.
تاركا صلبانه على حجارة عمودي الفقري.
كلمات مسمارية ينقرها ديك اللاجدوى كل مساء.
منذ ستين سنة
والله جامد مثل عمود التليغراف.
غاضب على سلالتي الملعونة.
حاول مرارا قتلي برصاص حي.
لما إختلست دراجته الجميلة.
وأممت سمت الأبدية
أنا وحبيبتي المتخمة بالنيازك.
أنا قحبة مفلسة مكسوة بالتجاعيد والفضيحة.
مثل ملايين المنكسرين في هذه الرقعة الحجرية.