القصائد مثل البيض

تفسد في أكثر الأحايين،أو يتعطل فيها مفعول البروتين ،
فتصبح أليافاً ساّمة تؤذي بَدْن القارئ،
أو تنفذُ عملاً تدميراً شبه كامل للمجال الحيوي للذاكرة الحديثة، ولمقامات المعاني المُحرّرة من أبعاد السردّ واللفظيات القاتلة،أو كلّ ما يُعرّضُ المَجاز لمخاطرَ المحو أو توحيد الدلالات للصور وإقامة الحدّ على أعمال التخيّل .
لذا فالبروتين الشعري،هو منْ يُطيّر النصّ إلى الأعلى ،ليس بالاعتماد على الأجنحة وحدها.لا.
ثمة قوة سريّة في كلّ نصّ عملاق،تتحكمُ بطيران القصيدة واستمراريتها بالتحليق في كل الاتجاهات ،وصولاً إلى لحظة الذوبان في التخوم ،أي لحظة الدخول إلى مركز الخلود في المعنى الجوهر.
قد أدركُ حقيقةً،أن بعض النساء،هنّ جزءٌ من ذلك البروتين .أو هنّ من وسائل ذلك الطيران وأدواته الخاص بالشعر .
فالطيرانُ إلى فوق ،ليس هدفاً بالضرورة. فهناك تحليقٌ شعريٌّ أهمُ وأعظمُ في جاذبيته ،وذلك بالطيران إلى أسفل.أي نحو العمق.أي في اللذّة التي تنشأ من تكامل اللغة بمنابع جغرافية التربة ،مضافاً إليها الجسد المُنزَّه عن الأفعال الأيروسية الرخيصة أو جرائم الاغتصاب اللغويّ المتمثل ،
سواءً بدناءة التناصّ، أو بجنايات النَسْخ المقصود عن طريق الاستشعار عن قرب أو بعد .
في الشعر.. لايصحُ أن تضعَ الشاعراتُ بَيْضها في ماكينات تفقيس القصائد .ولا علينا كذلك زَجّ بيوضنا في كتابة الشعر بعيداً عن المخيّلة !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top