أيها الغد مهلا
أيها الغد، مهلا
لست مستعدا بعْدُ، للرحيل
تنتظرني قهوة الصباح
الصحافي الذي يكتب الافتتاحيات
ينتظرني أيضا
فلا تأتِ أيها الغدُ
، أمهلني قليلا
سأغسل أسناني بالفرشاة
أتمدد على السرير
أنْضو أزرار القميص
أغطي رأسي بطاقية سوداء
وأشعل جهز التلفزة على فيلم بليد
البطل يحارب،
يقتل الجميع
البطل يرتاح تحت الدش
ويترك الماء منسابا وهو يأكل، عاريا،
تفاحة حمراء فجأة أحول المحطة.
هناك لا يوجد دش ولا تفاحة في ال “هناك”
فقط حرب وحرب.
ربما ما ينقص في ال” هناك” هو وجود البطل.
قلت وأرجعت المحطة بعما انتهى زمن الإشهار
أنهض مُسْتَقْبِلاً غداً غدي،
مثل أمسي، هما متماثلان فإن غبت،
لا شيء يحصل هل أنا حي؟
لماذا عليًّ، إذن، أن أخاف من الموت.
مهلا أيها الغد
الموت الهادئ الصامت يترصدنا
الشارع صامت والأطفال لا يلعبون
لا حزازات ولا نزاعات
في الشارع هنا المدينة ميتة
لا أكاد أعرف مدينتي مهلا أيها الغد
لست مستعدا بعدُ للرحيل عندي حكاية أخيرة لأقولها
أنا خائف من الجحيم
فلا تأت أيها الغد. ربما بعد غد. ربما.. غدٌ،
شبيه أمسٍ فإن غبت لا شيء يحصل لا شيء يحصلْ
أهلا أيها الغد إنْ كنتَ تحمل الموت.
أياً كان هذا الموت: موت ضاج بالحياة أو موت صامت كما الآن.
أهلا بك. لست خائفا. ….
نص م وحي هذا الموت السريري المعولم
حريري ابراهيم