أيها البستاني
ضعني مع شتلات الفزع
في منبت الكوابيس المرع
المحاط بسياج الوهم
بعيدا عن غناج الحلم
و قهقهات عباد الشمس
الخرساء
و خبو عرق المتحمس
في العراء
اخترع لي شمسا
من جمر الوجل
و صمت العلل
الجاثمة في صدور العبيد
أنا الجدر المدلل
وسط الرعاديد
و أنا الغصن الأشوس
في مملكة الإخشيد
في عروق شجرة الخوف
يجري إكسير التجاعيد
ما عاد يرعبني الموت
وقد امتزج الخوف
بطعم النبيذ
أيها البستاني
دعني ارتكن للوراء
لأتغدى من توجسي
ما أنا إلا قطرة ماء
تارة، أحمل بحسي
جبل جليد
و تارة، أتبت الزمن
على وجه الحديد
و إن أرهبني الحظ
أحملني في الأفق البعيد
أضاجع الريح
و أستجيب لنداء “تغنجه”
أردد النشيد …
أيها البستاني
لما أتشبع بسماد الهلع،
انقلني من المشتل
الى مكان الزرع
صراط المنفطم عنهم
حليب الأمل
في أرض خصبة
لا خوف من العابثين
لا اشعب و لا جندب
فوق رفاة المغدور بهم
غير الطغاة
ولا الجائرين
ايها البستاني
اطفئ الشمس
احبسني في مكعب
أجوف
ارفع صوت الموسيقى
لتبلغ هزيم الرعد
لا إدراك للحرية
إلا بحاسة الذوق
فطعمها
كطعم الحياة
أيها البستاني
كلما وضعت الخراف
في مشتل الفزع
و أنبتهم غنم عجاف
سيكون لهم الخوف
سمادا
فالأسود
لا تموت
بالإرجاف.