تاريخ الاستيطان في هضبة الجولان

لعبت جغرافية الجولان دورا مهما في استقرار الإنسان على مر العصور،
الأمر الذي أكدته المكتشفات الأثرية والكتابية، غير أن الأمر المهم الانعدام الشبه التام لأثار إنسان العصور الحجرية وسط هضبة الجولان،
في حين عثر على أدواته ومواقعه على أطراف هضبة الجولان، ويرجع ذلك إلى غياب حجر الصوان الذي تصنع منه الأدوات الصوانية، كما أن الكشف المهم الذي تحقق في جنوب الجولان قي وادي السمخ دل وجود مدينة كنعانية تعود لعصور البرونز القديم تؤكد استمرارية استقرار الإنسان في هضبة الجولان إذ عثر على ثلاثين قبر تعتبر الأولى من نوعها في منطقة الجولان،
فهي عبارة عن رجم من الحجارة رصفت فوق بعضها وفي وسطها صندوق، عثر في إحداها على زوج مدفون ( رجل وامرأة ) يتجه وجه كل منهما نحو الآخر، كما كان الجولان مقصدا للقبائل الآرامية دلت عليه اللقى الأثرية، وعثر أيضا على العديد من المواقع الآثار القديمة كمعبد رجم الهري والدوره وخان العيون وأفيق العليا والدنيا التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك عن استقرار الإنسان في هضبة الجولان، غير أن هذا الاستيطان البشري زاد في الفترة اليونانية – الهيلينية، إذ كُشف عن 16 موقعا تدل على السكن منها بانياس، أنطوخيا، هيبوس… الخ،
وأكبر استقرارفي الجولان كان في العهد البيزنطي – الغساني، دل عليها 184 موقعا يحمل منها صفات عسكرية أو نقاط مراقبة، أو مراكز تجارية، أو دينية كقلعة الصبية، والحصن، ومعبد الصومعة، وبيعه. كما أن العثور على معاصر حجرية للزيت والعنب التي وجدت في العديد من المواقع مثل: الكرسي، وسكوفيه، والحوتيه، ودبوره…الخ
وعلى المساكن الحجرية البازلتية وعلى اللقى الفخارية، والزجاجية، والمعدنية، والمنحوتات البازلتية واستمراريتها في العصور الإسلامية على دورة اقتصادية كبيرة في هضبة الجولان تؤكد الاستقرار الإنساني على مدى العصور،
هذه هي الجولان استمرارية حضارية من عصور ماقبل التاريخ حتى وقتنا الحاضر، تتحدث عن نفسها كون القلم لا يفيها حقها في سطور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top