لم يتحمل الحرارة التي اجتاحت المدينة ، وتسربت إلى المنازل .. وحرمته من قيلولة هادئة .. خاصة وأنه لم يثبت مكيفات للهواء في منزله لقلة ذات اليد . فانضافت مصاعب الصيام الى معاناته مع الحرارة … خرج يبحث عن شيء يحميه من الحر وقيظه .. فقادته خطواته إلى فضاء تجاري عصري .. دخله دون أن يكون قد برمج زيارته من قبل .. دفع أمامه عربة التسوق بعدما استلها من صف العربات المركونة في مدخل السوق . وبدأ يتجول بتمهل في أروقته وفضاءاته .. توقف مليا أمام رواق أجهزة التلفاز مختلفة الأحجام والأشكال ، يشاهد بعض ما تبثه هذه الأجهزة وبشكل موحد من أفلام وأغاني ووصلات إشهارية لماركات تجارية معينة ، أثار انتباهه هذا المشهد ، فأطال النظر في هذه الأجهزة …..
فاجأه المسؤول عن الجناح وهو يقدم له توضيحات عن كل جهاز : – لدينا هنا أجهزة تلفاز من النوع الجيد .. حديثة ورقمية 100% .. وباحجام وأشكال مختلفة .. – تتنوع وظائفها وخياراتها .. وتختلف أثمنتها طبعا .. ووو . لم يتفاعل معه كثيرا .. نظر إليه ، واكتفى بهز رأسه إشارة منه على فهمه وإحاطته علما بما قيل له .. دفع عربته أمامه متابعا جولته . تفحص عن بعد أشكال وألوان عدد من الأفرشة ، وبطانيات قطنية بمقاسات مختلفة .. أوحت له بالدفء والحرارة وهو يطلب الآن الرطوبة والطراوة ..
لم يبالي بوكيل الجناح وهو يمد له دليلا عن هذه الأفرشة … تحرك ببطء مبالغ فيه ، يدفع عربته بصعوبة ، تبدو كما لو أنها هي من تجره ، إلى فضاءات أكثر برودة . قادته خطواته إلى أروقة عرض الخضر والفواكه ، والأسماك وأكشاك الجزارة . فبدأ يجول ببصره بين الأثمنة الموضوعة على كل بضاعة ، ويحاول مقارنتها بأثمنة ما يعرض في السوق القريبة من منزله .. حرك رأسه يمينا وشمالا .. ثم بشكل دائري ، ورفع حاجبيه إلى الأعلى ، صفر بصوت منخفض .. تعبيرا عن رفضه للغلاء الذي تعكسه هذه الأثمنة . ثم استمر في جولته ، يجر رجليه بتثاقل شديد بعدما استرخت أطرافه وعضلاته ، من فرط التبريد السائد في فضاء الخضر والأسماك ومواد الجزارة .. حتى صار نصف جسمه ملقى على العربة التي يدفع أمامه … أنهى جولته ، بعدما مر بكل أجنحة وأروقة وفضاءات السوق .. وتفحص كل ما تعرضه من بضائع .. واطلع على أثمنتها .. بل جرب ما يمكن تجريبه ولمس ما يمكن لمسه .
تفقد الزمن في هاتفه ، فأدرك أن وقت أذان المغرب إقترب … دفع بالعربة إلى زاوية بالسوق .. تركها هناك . عدل من هيأته وهندامه ثم أنسحب عبر ممر الزوار . وهو يحس بحيوية ونشاط كبيرين ، بعدما أنعش جسمه بالبرودة التي تسود في السوق الممتاز …
فاجأه المسؤول عن الجناح وهو يقدم له توضيحات عن كل جهاز : – لدينا هنا أجهزة تلفاز من النوع الجيد .. حديثة ورقمية 100% .. وباحجام وأشكال مختلفة .. – تتنوع وظائفها وخياراتها .. وتختلف أثمنتها طبعا .. ووو . لم يتفاعل معه كثيرا .. نظر إليه ، واكتفى بهز رأسه إشارة منه على فهمه وإحاطته علما بما قيل له .. دفع عربته أمامه متابعا جولته . تفحص عن بعد أشكال وألوان عدد من الأفرشة ، وبطانيات قطنية بمقاسات مختلفة .. أوحت له بالدفء والحرارة وهو يطلب الآن الرطوبة والطراوة ..
لم يبالي بوكيل الجناح وهو يمد له دليلا عن هذه الأفرشة … تحرك ببطء مبالغ فيه ، يدفع عربته بصعوبة ، تبدو كما لو أنها هي من تجره ، إلى فضاءات أكثر برودة . قادته خطواته إلى أروقة عرض الخضر والفواكه ، والأسماك وأكشاك الجزارة . فبدأ يجول ببصره بين الأثمنة الموضوعة على كل بضاعة ، ويحاول مقارنتها بأثمنة ما يعرض في السوق القريبة من منزله .. حرك رأسه يمينا وشمالا .. ثم بشكل دائري ، ورفع حاجبيه إلى الأعلى ، صفر بصوت منخفض .. تعبيرا عن رفضه للغلاء الذي تعكسه هذه الأثمنة . ثم استمر في جولته ، يجر رجليه بتثاقل شديد بعدما استرخت أطرافه وعضلاته ، من فرط التبريد السائد في فضاء الخضر والأسماك ومواد الجزارة .. حتى صار نصف جسمه ملقى على العربة التي يدفع أمامه … أنهى جولته ، بعدما مر بكل أجنحة وأروقة وفضاءات السوق .. وتفحص كل ما تعرضه من بضائع .. واطلع على أثمنتها .. بل جرب ما يمكن تجريبه ولمس ما يمكن لمسه .
تفقد الزمن في هاتفه ، فأدرك أن وقت أذان المغرب إقترب … دفع بالعربة إلى زاوية بالسوق .. تركها هناك . عدل من هيأته وهندامه ثم أنسحب عبر ممر الزوار . وهو يحس بحيوية ونشاط كبيرين ، بعدما أنعش جسمه بالبرودة التي تسود في السوق الممتاز …