د. هيثم الخواجة

الدكتور هيثم يحيى الخواجة أحد أبرز أعلام الأدب العربي المعاصر ، حاصل على دكتوراه في فلسفة المسرح اختصاص مسرح الطفل، وإجازة في الأدب العربي عام 1974م من جامعة حلب، صدر له مئة كتاباً في مجال الأدب و النقد والشعر والقصة و المسرح ،ساهم في تأسيس العديد من المؤسسات الأدبية و المجلات الثقافية العربية ،ساهم في تأسيس مجموعة من المجلات الثقافية منها مجلة الرافد، مجلة الفن والتراث الشعبي، مجلة الملتقى الأدبي ، مجلة شؤون ثقافية ، ساهم بصفة عضو في العشرات من لجان تحكيم جوائز ومسابقات ثقافية من أبرزها :
مهرجان الكويت المسرحي ، مسابقة التأليف المدرسي (مسارح الشارقة) ، مهرجان مسرح الشباب (دبي ) ، جائزة《 دبي الثقافية 》في دورتها التاسعة ، جائزة《الشارقة للإبداع العربي 》في دورتها العاشرة ، جائزة 《مسبار الأمل 》.
حصل على العديد من الجوائز المحلية والعربية الهامة منها جائزة وزارة الإعلام والثقافة المسرحية في أبوظبي عام 1992،
جائزة الشيخة فاطمة بنت زايد آل نهيان لقصة الطفل العربي الأول 1997 (الأول).
جائزة أفضل كتاب تأليف محلي في البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الكتاب في الشارقة 2004 (العرض والنص المسرحي في الإمارات) ،
وجائزة أفضل كتاب تأليف محلي في البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الكتاب في الشارقة 2009 ( ملامح الدراما في التاث الشعبي الإماراتي) .
وكرم في مهرجان مسرح الطفل العربي في تونس عام 2019 ،وكان رئيس لجنة التحكيم فيه .
كما تم تكريمه في مهرجان المسرح العربي العاشر في القاهرة بتاريخ (29 مارس 2012) م باعتباره من المسرحيين المؤثرين في الوطن العربي .
• بقي الإبداع هاجسي لكي أترك أثراً طيباً على هذه البسيطة قبل الرحيل .
• للثقافة ضرورتها الكبيرة ، وأهميتها تعادل أهمية الخبز والقوت اليومي .
• الفرق بين أن تكون محكماً وأن تكون مشاركاً في جائزة ما فهو فرق في المشاعر فقط ، لأن حجم المسؤولية تجاه الإبداع واحد .
• غالب كتاب المسرح يلجون هذا الفن دون تمكن ودون معرفة بعلم النفس وخبايا فن المسرح .
• إن القراءة هي المدد القوي والشمس المنيرة للنهوض بثقافة الأطفال ودفع مسيرتها للأمام .
((الدكتور هيثم يحيى خواجة في حوار خاص للوسيط الجزائري ))
حاورته : نَوّار الشاطر
* كيف استوطن د. هيثم يحيى الخواجة في الذاكرة الإبداعية المعاصرة للأدب العربي ؟
** كانت الطريق وعرة وصعبة ، فعلى الرغم من أن بيئة طفولتي كانت عامرة بالثقافة ، إلا أن اليتم في سن مبكرة كان له أثر كبير في نفسي ، كان والدي هو أخي الأكبر ، وكان أخي الثاني الناقد والمسرحي والقاص د.دريد يحيى الخواجة رحمه الله ، يعمق دربه في المسرح والنقد وكتابة القصة ، وقد رعاني مع أخي عبد الخالق وشقا لي الاثنان طريق المعرفة والمسرح والشعر .
بدأت الكتابة مبكراً ، وقد كان الشعر في الصدراة إلى جانب المسرح وخاصة عندما نلت جائزة أفضل ممثل مناصفة في مهرجان المسرح المدرسي ١٩٥٨ ، وفي المرحلة الإعدادية شجعني على كتابة الشعر أستاذي النحوي والشاعر الأستاذ محيي الدين الدرويش الذي يعد من أوائل الذين أعربوا القرآن الكريم .
في المرحلة الثانوية توضح الطريق أمامي وبدأت أنشر القصائد وأنا أدرس في الجامعة ، وما أن تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة العربية حتى شعرت بحجم المسؤولية تجاه الإبداع .
كان التحدي كبيراً وكانت المسؤولية أكبر ، لكن إصراري على المضي في طريق الإنجاز منحني القوة والثبات ، وقد نلت قصب السبق عندما أصدرت أول كتاب عن تاريخ المسرح السوري حمص أنموذجاً، وتتالت إصداراتي في أدب الكبار وأدب الأطفال .
ومنذ عام ١٩٧٥ ، وعلى الرغم من انشغالاتي بالعمل الوظيفي ولقمة العيش ، بقي الإبداع هاجسي لكي أترك أثراً طيباً على هذه البسيطة قبل الرحيل .
كنت أقرأ كثيراً ولا أترك محاضرة أو ندوة إلا وأحضرها ، وكثيراً ما مزقت وأعدت الكتابة ….باختصار لابد من الإصرار والتجديد والمتابعة ، لأن التسرع وتضخم الذات يؤديان إلى الفشل .
* في رصيدك عدد كبير من المؤلفات الشعرية والقصصية و النقدية والمسرحية والمميز أنك في كل سنة تصدر كتاباً جديداً ومختلفاً ، حدثنا عن هذا التنوع الفريد وكيف استطعت أن تتجنب موضوع التكرار في المؤلفات .
** بدأت الكتابة في الشعر وواكبت حركة الحداثة الشعرية ، وقد تتلمذت على يد الجواهري والسياب ودرويش ونزار قباني وصلاح عبد الصبور وغيرهم ، وقد نشرت شعراً في جرائد ومجلات سورية والوطن العربي ، كما شاركت في مهرجانات للشعر ، وعلى الرغم من ذلك بقي المسرح يسكن فؤادي وعروقي ، لأنني رأيت المسرح طفلاً وتعلقت به ، كما مثلت على خشبته ونلت أكثر من جائزة .
وما أن تخرجت من الجامعة حتى بدأت بمشروع استثنائي وهو التأريخ للمسرح في مدينتي حمص ، حيث لا يوجد أي كتاب يؤرخ لهذا الفن ، وعندما أصدرت كتابي ( تاريخ المسرح في حمص ) كان مجال اهتمام وتقدير ، وقد قرظه كثيرون أذكر من هؤلاء الشاعر عبد المعين الملوحي ، والشاعر والباحث رضا صافي ، والمسرحي عبد الفتاح قلعجي ، والناقد عدنان بن ذريل والشاعر الباحث الدكتور محمد ياسر شرف وغيرهم .
بعد ذلك أصدرت عن وزارة الثقافة ثلاث مسرحيات للأطفال وتتالت الإصدارات سنة بعد سنة حتى تجاوزت اليوم ثمانين إصداراً .
أما عن التنوع فأنا أؤمن بالتخصص بهدف التجويد والمزيد من الإبداع ، لكنني وجدت أنني أمتلك القدرة على الكتابة بأكثر من جنس أدبي فتجرأت على ذلك ونلت جوائز قيمة ، قد يكون هذا المسوغ لا يرضي النقاد لأنه فردي واستثنائي ، وما يمكن قوله هو أن تجربتي نجحت وتفوقت بها وهذا التسويغ يكفيني .
وأعترف أن هذا التنوع يحتاج إلى قراءة وتحمل ، والكثير من الجهد والصبر .
* تعتبر مؤلفاتك المسرحية والنقدية في مجال المسرح من ركائز المسرح العربي ، ماذا عن تجربتك الغنية والمنوعة في هذا المجال ؟
** لم أكتب كتاباً وراجعته بعد طباعته إلا وتمنيت أن أعيد طباعته لكي أضيف إليه وأزيد عليه ، ومن هذا المنطلق أجزم أنني مازلت أتوق إلى كتابة الأفضل والأجمل .
في التسعينيات أصدرت معجم مسرحيات الأطفال في سورية منذ البدايات وحتى عام ٢٠٠٧ .
ثم أصدرت دراسات نقدية وتنظيرية في الشعر والمسرح وأدب الأطفال ، وعلى الرغم من كل ذلك أشعر أنني لا بد أن أنجز الأفضل والأهم .
إن الوصول إلى كتاب جيد ، وإلى رؤية نقدية سديدة يحتاج إلى قراءة ومتابعة وجهد ، ومن حسن حظي أنني جمعت بين القراءة والتجربة العملية في المسرح ، ثم إن الحوار وحضور الندوات والمحاضرات يغني ويعزز التجربة .
وأذكر أنني لم أكتب نصاً مسرحياً للكبار أو الأطفال إلّا وحاورت أصدقائي بمضمونه وأفكاره وجودته ، هذا ومن الطبيعي جداً أن يواجه الكاتب أراء سلبية ، إما بسبب الإيديولوجيا ، أو الجهل ، أو الغيرة والحسد ….إلخ .
* مسرح الطفل ، بين التعليم والترفيه ، عربياً وسورياً ، ماهو تقيمك له كناقد وكاتب مسرحي ؟
** مسرح الطفل ينقسم إلى قسمين : الأول المسرح المدرسي ، والثاني مسرح الطفل .
ويتوجه المسرح المدرسي إلى القضايا التعليمية وفيه تركيز على القيم التربوية والأخلاقية لبناء فكر وشخصية الطفل .
أما مسرح الطفل فهو أكثر شمولية ، لأنه يتناول موضوعات أسرية متنوعة أسرية واجتماعية وتنموية واقتصادية تتلاءم مع فكر وعمر الطفل
وعلى الرغم مما سبق فإن لمسرح الطفل ركائز لا يمكن التخلي عنها وهي التشويق والمتعة والإثارة واللعب ، وتأتي بالدرجة الثانية القيم الأخلاقية والتربوية ، والكاتب المتميز هو الذي يدرك ما قدمت ويفرق بين الفئات العمرية ، ويركز على المعجم اللغوي المناسب وعلى الابتكار والإبداع والخيال العلمي .
في سورية والوطن العربي كتاب مبدعون ، لكنهم قلة لأن غالب كتاب المسرح يلجون هذا الفن دون تمكن ودون معرفة بعلم النفس وخبايا فن المسرح ، ومنهم من يستسهل الأمر فيخوض تجارب مع أن أدب الطفل لا يقبل التجريب فالطفل ذكي ويستطيع أن يقبل ويرفض بقوة .
إن تطور مسرح الطفل يتطلب دعم كتاب المسرح ، وإيجاد السبل الكفيلة لاستمرارية عروض مسرح الطفل ( الريبوتوار ) خلال العام كله .
* ساهمت في تأسيس العديد من المجلات الثقافية عربياً ، ما منظورك لدور الثقافة ، وما أهمية المجلات في المشهد الثقافي الحالي ؟
** للثقافة ضرورتها الكبيرة ، وأهميتها تعادل أهمية الخبز والقوت اليومي .
ومن هذا المنطلق آمنت بالعمل الثقافي وقد شغلت منصب المسؤول الثقافي في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات من عام ١٩٩٩ وحتى عام ٢٠١٧ ، ومن خلال تجربتي المتواضعة أقول :
لابد من التعاضد من أجل تطوير ودعم المجلات الثقافية ، ومن أجل أن نحفر مجرى عميقاً للثقافة في حياتنا ، لأنها سلاح العصر في مواجهة العواصف والرياح القارسة .
وما يمكن أن أشير إليه هنا هو ضرورة أن تشرع المجلة الثقافية نوافذها للجميع وأن تغيب هيئة التحرير الانزياح والهوى والعصبية ، وأن تهتم بأدب الشباب لأن جيل الشباب واعد ، ولسوف يحمل الأمانة يوماً ما ، لهذا لابد من دعمه وتسليحه بالفكر العميق .
وهذا وإن نشر الأدب الغث سوف يشكل كارثة حقيقة وإرباكاً في تقييم الإبداع ، كما أن الموافقة على نشر الإبداع الغث يشكل إساءة كبيرة أيضاً .
* شاركت كعضو في لجان تحكيم الجوائز والمسابقات ، وحصلت على العديد من الجوائز الكبرى ، ما الفرق بين الحالتين ؟
** الجوائز في الوطن العربي ليست بقوة واحدة ومصداقية واحدة ومستوى واحد لأسباب عديدة لا مجال لذكرها .
في هذا المجال الجوائز ضرورية ، لأنها تدعم الكاتب وتحفزه وتحمله مسؤولية كبيرة .
وقد يكون دورها سلبياً عندما تعطى الجوائز لمن لا يستحقها ، وعندما تكون لجنة التحكيم أقل إبداعاً من المتقدم إلى الجائزة ، وبناء على ما تقدم أدعو إلى المزيد من الجوائز لأهميتها ، كما أرجو المزيد من الإخلاص لمن يستحق الجائزة .
إن التحكيم في الجوائز مهمة صعبة ومسؤولية ، ولا بد أن تكون لجنة التحكيم بمستوى المسؤولية ، كما لا بد أن يكون أعضاء لجنة التحكيم بمستوى هذا المنصب ففي الجوائز الإبداع أولاً وثانياً وعاشراً ولا شيء غير الإبداع .
أما الفرق بين أن تكون محكماً وأن تكون مشاركاً في جائزة ما فهو فرق في المشاعر فقط ، لأن حجم المسؤولية تجاه الإبداع واحد .
بقي أن أؤكد على ضرورة أن يكون المحكم قادراً على التحكثم وله باع كبير في الجنس الأدبي الذي يحكم فيه ، وليس مشروطاً أن يكون اسماً لامعاً أو مشهوراً ، لأن المثل الذي يقول ( أعط القوس باريها ) خير عنوان في اختيار لجنة تحكيم تقدم نتائج حقيقية ودقيقة .
* أدب الطفل له حصة كبيرة في قلب وقلم د.هيثم حدثنا عن ذلك ، وماهي مشكلات الكتابة للأطفال ؟
** أعتقد أن اليتم أولاً ثم عملي في التعليم خلق في نفسي هذا العشق للطفولة ، ولعل الطفل الذي يمثل النقاء والبراءة والطهر من الأسباب المؤثرة أيضاً .
كتبت القصة الطفلية وشعر الأطفال ومسرحف الأطفال ونلت جوائز بها .
وأجزم أن أدب الأطفال مهم جداً في بناء الطفل الذي يمثل جيل المستقبل الذي سيتحمل المسؤولية في جوانب الحياة كلها ، ويعد إهمال أدب الأطفال جريمة كبرى في عصر المخترعات الحديثة ، وعصر الحروب والهموم والأهوال .
وبناء على ذلك اهتمت الشعوب بهذا الأدب وأولته اهتماماً خاصاً ، أما عن مشكلات الكتابة للأطفال فيمكن أن أوجزها بالتالي :
١.عدم تمكن بعض الكتاب من اللغة الملائمة للفئات العمرية .
٢. استسهال هذا الأدب .
٣. الاستخفاف بذكاء الطفل .
٤. عدم الأمانة بالترجمة .
٥. عدم الإلمام بشروط الكتابة للأطفال .
٦. التمحور حول الماضي وإهمال الحاضر والمستقبل .
٧. عدم الابتكار والجدة.
٨. التقليد والتكرار والابتذال .
٩. إهمال الخيال المبتكر والمثير .
١٠. إهمال الخيال العلمي .
١١. قلة دعم أدب الأطفال .
١٢. ضعف التحضير والتشجيع .
١٣. قلة الجوائز .
١٤. عدم وجود طبعات شعبية .
١٥. كثرة الرديء وقلة الجيد .
١٦ .غياب الرقابة عن النضج الفني في أدب الأطفال .
١٧. الاهتمام بالشكل وإهمال المضمون .
* ماهي مواصفات النقد الجيد ، وماهي مقومات الناقد الجيد ؟
** صفات النقد الجيد :
١. أن يكون منصفاً
٢. أن يبتعد عن القوالب الجاهزة والأفكار المستوردة .
٣. أن يكون محفزاً ومشجعاً .
٤. أن يبتعد عن الظلم والتجني
٥. أن يضيء على العمل الإبداعي من جوانبه كله .
٦. أن يبتعد عن الهوى والانحياز .
٧. أن يحيط بالعمل الإبداعي .
٨. أن يكون واعياً وينطلق من البيئة والواقع .
أما مقومات الناقد الجيد :
١. أن يكون مثقفاً واعياً .
٢. أن يكون عادلاً .
٣. متمكناً من الجنس الأدبي .
٤. له مكانته وخبرته في النقد .
٥. يحفز ويشجع .
٦. ينظر إلى المليء من الكأس .
٧. لا يصدر أحكاماً مجانية .
٨. لديه الخبرة الكافية ليكون محكماً وناقداً .
٩. لديه دراية واسعة بالأدب والنقد والجنس الأدبي الذي يحكم فيه .
١٠. يرفض الانحياز والهوى والتجني والظلم .
* ماهو مفهوم ثقافة الطفل وكيف نفعل هذا المفهوم واقعياً ؟ وما دور القراءة في هذا الجانب ؟
** ثقافة الطفل هي الثقافة التي يتداولها الأطفال ويتناقلونها فيما بينهم دون تدخل الآخر ، وثقافة الطفل هي التي ينتجها الكبار من أجل الصغار .
وعلى الرغم من التداخل بينهما ، إلا أنه يمكن الفصل بينهما ، ولا ريب في أن الأجناس الأدبية الموجهة للأطفال تلعب دوراً كبيراً في ثقافة ووعي الطفل وبناء شخصيته ، دون أن ننسى أثر المحيط والمدرسة والأسرة والمجتمع والمخترعات الحديثة .
إن لثقافة الطفل أهمية كبيرة ، ولابد من الاهتمام بها ، خاصة وأن ثقافة الطفل تختلف باختلاف المجتمعات وهنا نشير إلى أن ثقافة الأطفال تسهم في نمو جوانب مختلفة لدى الطفل ، ومن أهمها الجانب العقلي والجانب السلوكي ، والجانب القيمي .
كما لابد أن نؤكد على صرورة الاعتناء بثقافة الأطفال من وقت مبكر جداً ، منذ أن يكون جنيناً ، وعلينا أن نستعين بالنظريات التربوية وعلم النفس لكي نظل في شاطىء الأمان .
ولما كان الكبار هم القدوة ، فإن من واجبهم أن يفعلوا ثقافة الطفل عملياً ونظرياً مع ضرورة وضع الاستراتيجيات والخطط ومراقبة مؤشرات الأداء .
بقي أن أقول : إن القراءة هي المداد القوي والشمس المنيرة للنهوض بثقافة الأطفال ودفع مسيرتها إلى الأمام .
* د. هيثم يحيى الخواجة موسوعة أدبية شاملة نفتخر بها ، ولا تكفي الأسئلة السابقة لأغطي كل جوانب الإبداعية عندكم ، أترك الكلمة الأخيرة لكم .
** من الأمنيات التي أتمنى أن تتحقق أن يتطور أدب الأطفال في أدبنا العربي بعد أن برز كتاب لهم بصمتهم وأثرهم في الأجناس الأدبية ومن الضروري أن ينموا مكانتهم اللائقة في أدب الأطفال العربي والعالمي .
ومن أمنياتي أيضاً ألا يتعجل الأدباء الشباب في طباعة إنتاجهم الأدبي ، لأن ذلك يؤثر على مسيرتهم الإبداعية ، إذا كانت نتاجاتهم ليست ناضجة .
منذ أن بدأت الكتابة للأطفال في السبعينيات من القرن الماضي وحتى كتابة هذا الحوار وعندما أنتهي من كتابة قصة أو مسرحية للاطفال أجمع الأطفال وأقرأ عليهم العمل المنجز ثم أستمع إلى آرائهم ، فالطفل ذكي وقادر أن يتلمس الإبداع والجدة في أدبه ،وهو لماح يمكن أن يطرح آراء مهمة يستفيد منها الكاتب ، ولكم تجوّلت في صالة العرض وراقبت الأطفال أثناء عرض مسرحية لي ، لكي أتمكن من معرفة مكان الخلل( إن وجد ) من خلال ملل الأطفال وعدم اهتمامهم بالعرض ، كما كنت أنصت إلى تعليقاتهم وهم يغادرون المسرح بعد انتهاء العرض .
الطفل ذكي ، وليس ناقداً ، فهو يقدم انطباعاً عن حبه للعرض أو كرهه له ، وبناء على ذلك لابد من التفريق بين النقد الفكري والعلمي والأكاديمي ، وبين نقد الطفل .
أضرب مثالاً واحداً مختصراً ، إن هرج الممثل على الخشبة ونفذ حركات جسدية مضحكة مع أنها مخلة بالأدب ألا يضحك الطفل و يصفق للممثل …؟ !
هل يعني ذلك أن العرض كان ناجحاً …؟ !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top