للسوداني حمّور زيادة .
عن القهر الذي يمارسه السادة على العبيد والإماء ، وعن إرادة الإنسان والصراع بين ما يتمنّاه وما يُفرض عليه وحقّه في تقرير مصيره .
تبدأ أحداث الرواية في أيار عام 1969 ، في قرية حجر نارتي الواقعة على ضفة النيل ، بظهور جثة إمرأة غريقة ، فيجتمع الأهالي لتحديد هويّتها . يتم الاجتماع في عريشة فايت ندو ، إحدى إماء القرية التي عانت من قهر الرضية زوجة العمدة ، حيث أن لفايت ندو ، إبنة تدعى عبير ، أنجبتها خارج إطار الزواج ، الوالد غير معروف ، لكن كل القرية تعلم إنها إبنة لواحد من الكبار ، ربما العمدة أو أخيه ، لذلك تستعدي الرضية فايت وعبير وتقف عائقا” أمام ذهابها إلى المدرسة .
عبير ، تمارس الجنس مع من يريدها من الرجال وتحمل سفاحا” لتواجه نفس مصير والدتها .
بالمقابل هناك قهر من نوع آخر يُمارس على الرجال وذلك لأجل العمودية ، حيث ان محمد سعيد الناير إبن العمدة يجبره أهله على العودة إلى القرية لأخذ مكان والده وبالتالي يصبح لزاما” عليه التخلي عن دراسته في الجامعة ، فيغرق في وحول السياسة التي تجبره على مباركة حركة النميري العسكريةأثناء تولّي السلطة ، وذلك كيلا يفقد منصبه كعمدة .
وبما أن القهر يولّد القهر ، يمارس محمد سعيد القهر على شقيقه الرشيد حيث يجبره على الزواج من نور الشام أرملة شقيقه بشير والتي تكبره بأعوام حفاظا” على الميراث وإبن شقيقه .
ما هي قصة الصراع بين عائلتي الناير والبدري ؟ من هو والد عبير ؟ ومن هو والد إبن عبير ؟ ما هي حكاية سكينة البدري وما علاقتها ببشير الناير ؟ من هي الجثة الغريقة التي ستظهر في نهاية الرواية ؟
هل الغرق في النهرهو موت جسدي فقط أم أن الغرق في مستنقع الجهل والعادات البالية هما اللذان يقودان إلى موت الروح قبل الجسد ؟
قصص وحكايات متشعبة تندغم مع مرحلة تاريخية في السودان ،ضمن سياق من الأغاني والأهازيج وبكائيات الموت لنشهد لوحة شديدة الخصوصية .
حمور زيادة من مواليد الخرطوم ، اشتغل بالمجتمع المدني لفترة ثم اتجه للعمل العام والكتابة الصحفية .
نالت روايته ” شوق الدرويش ” جائزة نجيب محفوظ عام 2014 والتي تمنحها الجامعة الأميركية في القاهرة ، كما رشحت الرواية لجائزة البوكر العربية ضمن القائمة القصيرة عام 2015 .