رواية الفراشة الزرقاء”

لربيع جابر .

حكاية زهية أرملة سليم حداد ,
جدة نور ( الاسم المستعار الذي نشر به ربيع جابر روايته هذه زهية توفي شقيقها أنطون بعمر صغير جدا” ثم توفي والدها , فأصيبت أمها بالشلل . أضطرت زهية للعمل في مصنع الحرير ( الكرخانة ) الذي يملكه السيد بروسبر بورتاليس ,
الفرنسي الذي كان يشبه العالم لويس باستور والذي درّسه في جامعة السوربون .
والد زهية الراحل كان سمسار حرير لمصلحة بورتاليس ( أي يشتري الشرانق من المربين لصالح بروسبر ) ,
لذلك حصلت بسهولة على العمل و لأنها كانت بلا رائحة أي لم يكن دود القز يشعر بها وهو يلتهم أوراق التوت .
بورتاليس كان يسعى وراء فراشة زرقاء قرأ عنها وهو في الجامعة , وهي نادرة جدا” بين فراشات دودة القز .
فيما بعد اصبحت زهية هذه الفراشة ولكن بالنسبة لجوزيف بابازواغلي . جوزيف وجورجي بابازواغلي كانا شقيقين صديقين لسليم حداد الإسكافي . جوزيف كان خطيبا” لزهية , و لكن الجراد الذي أتى على محصول حقله وحقل أخيه جورجي , دفعهما للهجرة إلى مصر . ينتهز سليم غياب صديقه ويتقدم لخطبة زهية و يتزوجها . أما كيف كان جوزيف وجورجي صاحبي حقل فتلك حكاية أخرى . جدهما سهيل ابن يوسف كان لصا” يسرق الذهب من الصاغة في السوق . قبض على سهيل وأودع في السجن وتبرأ منه أبوه يوسف الذي كان يريده أن يصبح طبيبا” .
في السجن تعرف سهيل على إبراهيم بخعازي المتهم بالقتل دفاعا” عن النفس . بخعازي المصاب بالسل كان السجناء يتجنبوه خوفا” من العدوى , لم يلق من يرعاه سوى سهيل ,
لذلك عندما توفي بخعازي ترك وصية يمنح فيها سهيل حقلا” في بتاتر . سهيل قبل أن يسجن كان صديقا” لجرجي زيدان ( الكاتب المعروف صاحب و مؤسس دار الهلال ) والذي كان يعمل مع والده في لوكاندة يملكها .
قصة إنشاء مصنع الحرير في بتاتر لوحدها قصة . إيتيان بورتاليس كان وزيرا” للعدلية في فرنسا في عهد نابليون بونابرت . بعد سقوط نابليون أصيب إيتيان بالمرض و مات .
كان له خمسة أولاد هاجروا إلى مصر و سوريا . الابن الثاني نيقولا قرر إنشاء كرخانة لحلّ الحرير في جبل لبنان , لكن الأمير بشير الشهابي رفض بيعه أرضا” , بينما وافق على ذلك الشيخ يوسف عبد الملك ( عدو بشير الشهابي ) .
الحروب الثلاثة بين الدروز والموارنة أخرت وصول المعدات , فقام فرتوني الإبن الثالث لإيتيان بشراء المصنع من أخيه نيقولا واستقدم أربعين غازلة من فرنسا لتعليم البنات في لبنان .
بموت فرتوني ورث ابنه بروسبر المصنع , وهناك عملت زهية كمساعدة مشرفة على تفقيس الشرانق . بعد ثلاثة وثلاثين عاما” يعود جورجي إلى بتاتر و يلتقي بصديقه سليم الذي أنجب من زهية أربعة بنات , ويحكي لهم كيف مرض أخوه جوزيف بالسل و كيف اصطحبه من مصر إلى ألمانيا للعلاج الذي لم ينفع فمات جوزيف . جورجي يقرر بناء نزل مكان كوخه القديم فما غايته من ذلك ؟
و على اي شكل سيبنيه ؟
لمن سيترك النزل كإرث و ما غايته من ذلك ؟
هذا ما نعرفه في نهاية الرواية التي يرد فيها ذكر أسماء مشاهير الأدب مثل جرجي زيدان ويعقوب صروف وأطباء مشهورين وعلماء مثل باستور , وبالرغم من إشارة ربيع جابر أن الأحداث متخيلة وأنه إذا تطابقت مع أحداث حقيقة فذلك محض صدفة ,
إلا أننا ندرك ان ما يقصه من حكايات على طريقة شهرزاد ( من حيث تداخل القصص ) , ليس إلا شذرات من سيرة عائلته الذي طالما ذكرها في روايات لاحقة له مثل ” اميركا ” و ” يوسف الإنكليزي ” و غيرها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top